وقال الخراز قدس سره هي سرائر رفعت عن النظر إلى الإعراض والأكوان وفيه إشارة إلى مراتب الأسماء الإلهية التي بلغوها بالإنصاف والتخلق بها في السلوك فإنها رفيع قدرها عن مراتب الجسمانيات ﴿وَأَكْوَابٌ﴾ يشربون منها جمع كوب بالضم وهو إناء لا عروة له ولا خرطوم يعني بي دسته ولو له مقدور الرأس ليمسك من أي طرف أريد بخلاف الإبريق وهو مستعمل في بعض بلاد العرب الآن ولذا وقع به التشويق ﴿مَّوْضُوعَةٌ﴾ أي بين أيديهم حاضرة لديهم لا يحتاجون إلى أن يدعوا بها وهو لا ينافي أن يكون بعض الأقداح في أيدي الغلمان كما سبق في هل أتى على الإنسان الخ وفيه إشارة إلى ظروف خمور المحبة وثابتها على حالها مع ما فيها ﴿وَنَمَارِقُ﴾ وسائد يستندون إليها للاستراحة جمع نمرقة بفتح النون وضمها والراء مضمومة فيهما بمعنى الوسادة ﴿مَصْفُوفَةٌ﴾ بعضها إلى جنب بعض كما يشاهد في بيوت الأكابر أينما أراد أن يجلس المؤمن جلس على واحدة واستند إلى أخرى وعلى رأسه وصائف كأنهن الياقوت والمرجان
٤١٥
وفيه إشارة إلى التجريد والتفريد والجمع والتوحيد أينما يريدون يجلسون ويستندون إليها ﴿وَزَرَابِيُّ﴾ أي بسط فاخرة جمع زربي.
قال الراغبي : هو ضرب من الثياب محبر منسوب إلى موضع على طريق التشبيه والاستعارة ﴿مَبْثُوثَةٌ﴾ أي مبسوطة على السرر زينة وتمتعا وفيه إشارة إلى انبساط أرواحهم واشنراح صدورهم وانفتاح قلوبهم في بساط القدس والإنس وإلى مقامات تجليات الأفعال التي تحت مقامات الصفات كالتوكل تحتى الرضى مبثوثة أي مبسوطة تحتهم وأصل البث إثارة الشيء وتفريقه كبث الريح التراب ﴿أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ الهمزة للانكار والتوبيخ والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام والإبل بكسرتين وتسكن الباء واحد يقع على الجمع وليس بجمع ولا اسم جمع والجمع آبال كما في "القاموس" وقال بعضهم اسم جمع لا واحد لها من لفظها وإنما واحدها بعير وناقة وجمل وكلمة كيف منصوبة بما بعدها معلقة لفعل النظر والجملة في حيز الجر على إنها بدل اشتمال من الإبل أي أينكرون ما ذكر من البعث وأحكامه ويستبعدون وقوعه عن قدرة الله فلا ينظرون نظر اعتبار إلى الإبل التي هي نصب عينهم يستعملونها كل حين إنها كيف خلقت خلقاً بديعاً معدولاً به عن سن خلفة سائر أنواع الحيوانات في عظم جثتها وشدة قوتها وعجيب هيئتها اللائقة يتأتى ما يصدر عنها من الأفاعيل الشاقة كالنهوض منا لأرض بالأوقار الثقيلة وجر الأثقال الفادحة إلى الأقطار النازحة وفي صبرها على الجوع والعطش حتى إن ظمئها ليبلغ العشر فصاعداً واكتفاءها باليسير ورعيها لكل ما تيسر من شوك وشجر وغير ذلك مما لا يكاد يرعاه سائر البهائم وفي انقيادها مع ذلك للإنسان في الحركة والسكون والبروك والنهوض حيث يستعملها في ذلك كيفما يشاء ويقتادها بقطارها كل صغير وكبير وتبول من خلفها لأن قائدها أمامها فلا يترشش عليه بولها وعنقها سلم إليها وتتأثر من المودة والغرام وتسكر منهما إلى حيث تنقطع عن الأكل والشرب زماناً ممتداً وتتأثر من الأصوات الحسنة والحداء وتصير من كمال التأثر إلى حيث تهلك نفسها من سرعة الجرى ويجري الدمع عينيها عشقاً وغراماً بر رومى فرموده است.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤١٢
برخوان أفلا ينظر تاقدرت ما بيني
يكره بشتر بنكر تاصنع خدا بيني
درخار خورى قانع دربار برى راضي
اين وصت اكرجويى در أهل صفا بيني
ولم يذكر الفيل مع إنه أعظم خلقة من الإبل لأنه لم يكن بأرض العرب فلم تعرفه ولاي حمل عليه عادة ولا يحلب دره ولا يؤمن ضره.
بخلاف شتركه هره مطلوبست از حيوان مثل نسل وحمل وشير ولحم وركوب هم از وحاصل است.
وقال بعض العلماء ذكر الله الجنة وما اتخذ فيها من المنازل الرفيعة والسرر العالية التي سمكها كذا وكذا ذراعاً قالوا فكيف يقعد أحدنا عليها وقامته قصيرة وهو لا يكاد يرقى سطحاً بغير سلم وتعجب المشركون منه وأيضاً.
كفتند بطريق سخريت كه اكراين واقعست س بلال وخباب أمثال ايشانرا كار افتاد زيرا بسى زحمت بايد تابر بالاي آن تخت بلند روند وبسى فرصت بايدتا ازان فرود
٤١٦


الصفحة التالية
Icon