آيند ابن آيت آمدكه أفلا ينظرون الخ يعني شتريا آن همه بلندى وبزركى برشته مسخر كودكى ميشود تا برد برآيد وفرود آيدس را ارتخت بهشت متعجب مشوندكه درفرمان بهشتى باشد ﴿وَإِلَى السَّمَآءِ﴾ التي يشاهدونها كل لحظة بالليل والنهار ﴿كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ رفعا سحيق المدى بلا عماد ولا مساك بحيث لا يناله الفهم والإدراك ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ﴾ التي ينزلون في أقطارها وينفعون بمياهها وأشجارها ﴿كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ نصباً رصيناً فهي راسخة لا تميل ولا تميد وقال أبو الليث كيف نصبت على الأرض أوتاداً لها وفيه إشارة إلى عالم المثال لأنه متوسط بين سماء الروحانيات وأرض الجسمانيات كالجبال في الخارج ﴿وَإِلَى الارْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ أي وإلى الأرض التي يضربون فيها ويتقلبون عليها كيف سطحت سطحاً وبسطت على ظهر الماء بسطاً حسما يقتضيه صلاح أمرو ما عليها من الخلائق والاستدلال بكونها مسطوحة على عدم كونها كرة مجاب بأن الكرة إذا كانت عظيمة جداً يكون كل قطعة منها كالسطح فيصح أن يطلق عليها البسط ففرق بين كرة وكرة كما إنه فرق بين بض المامة وبيض النعامة والمعنى أفلا ينظرون نظر التدبر والاعتبار إلى كيفية خلق هذه المخلوقات الشاهدة بحقية ابعث والنشور لإشعارها بأن خالقها متصف بصفات الكمال من القدرة والقوة والحكمة منزه عن صفات النقصان من العجز والضعف والجهل حتى يرجعوا عما هم عليه من الإنكار والنفور ويسمعوا إنذارك ويستعدوا للقاء الله بالإيمان والطاعة.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤١٢
درتبيان آورده كه مخاطب عرب اند وأكثر ايشان أهل بريه باشند ومال ايشان شتراست وهرطر في مينكرند جز آسمان وزمين وكوه نمى بينند لا جرم بعد از ذكر شتر آسمان وكوه وزمين ياد ميكرد.
يعني قرنت الإبل بالسماء والجبال بالأرض لأن الآية نزلت بطريق الاستدلال وهم كانوا أشد ملابسة بهذه الأشياء من غيرهم فلذا جمع الله بينها وقال الغزالي رحمه الله خص الإبل بالذكر لأنها لائقة بقرائنها معنى فالسماء الظليلة والأرض الزاملة والجبال الثقيلة كالإبل لفرش والحمولة فالسحاب تحمل الماء الزلال والإبل الأحمال الثقال والأرض الجبال والكل مسخر بأمره قال القرطبي قدم الإبل في الذكر ولو قدم غيره جاز وعن القشيري رحمه الله إنه قال ليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة.
يقول الفقيران قلت لو أخر ذكر الإبل لكان له مناسبة تامة مع ذكر الأرض لأن الإبل سفن البر قلت نعم لكنه اعتبر سمك الإبل فترقى منه إلى سمك السماء.
ثم يقول الفقير ولي كلام عريض في هذا المقام ذكرته في كتاب الواردات الحقية لي وخلاصته إنه تعالى أشار بالإبل إلى النفوس فإنها ضخمة جسيمة مثلها وبدأ بالنفوس لأنها أصل بمنزلة الأم والدرجة الأنوثة تقدم حكماً وإن كان لها تأخر صورة كحواء بالنسبة إلى آدم وأشار بالسماء إلى الأرواح لأنها علوية وبمزلة الأب ولهذا أردفها بها وأشار بالجبال إلى القلوب لأنها أثبت من الرواسي ولأنها خلقت بعد خلق الروح والنفس كما أن الجبال خلقت بعد خلق السماء والأرض هي بمنزلة الولد لهما ولذا عقبهما بها وقد صح إن الجبال تعبر في الرؤيا بأهل القلوب من الرجال لأنهم أوتاد الأرض والعمد المعنوية في الحقيقة كما أن الجبال أوتاد الأرض في الصورة وأشار بقوله نصبت دون خلقت إلى أن
٤١٧
القلوب في الحقيقة أمر ملكوتي وإن ظهرت في الصورة ظهور الولد من الأبوين وأشار بالأرض إلى الأجساد السافلة وهي مؤخرة في المرتبة فالله تعالى سطح أرض البشرية والجسدانية لتكون مستقر النفوس وخلق النفوس لتكون مستوى القلوب وخلق القلوب لتكون عروش الروح بل السر بل الأخفى فما أحسن ترتيب هذه الآية وما أشد انتظام جملتها وتناسها فهي كالجمع بين كاتب وقلم وقرطاس ودواة والله تعالى أعلم ﴿فَذَكِّرْ﴾ الفاء لترتيب الأمر بالتذكير على ما ينبىء عنه الإنكار السابق من عدم النظر أي فاقتصر على التذكير ولا تلح عليهم ولا يهمنك إنهم لا ينظرون ولا يتذكرون
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤١٢


الصفحة التالية
Icon