بشفقت بيفيانش از هره خاك
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٢٠
قال في "الأشباه" استخدام اليتيم بلا أجرة حرام ولو لأخيه ومعلمه إلا لأمه وفيما إذا أرسله المعلم لإحضارشريكه كما في القنية ﴿وَلا تَحَـاضُّونَ﴾ بحذف إحدى التاءين من تنحاضون والحض الحث والتحريض لا يحض بعضكم بعضاً ولا يحث من أهل وغيره شكراً لإنعام الله تعالى ﴿عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ أي على إطعام جنس المسكين ومن لا يحض غيره على إطعامه فإن لا يطعمه بنفسه أولى فيؤول المعنى إلى أن يقال ولا تطعمون مسكيناً ولا تأمرون بإطعامه وفيه ذم بليغ للبخيل قال مقاتل كان قدامة بن مظعون يتيماً في حجر أمية بن خلف فكان يدفعه عن حقه فنزلت ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ﴾ أي الميراث وأصله وارث قلبت واوه تاء والميراث هو المال المنتقل من الميت ﴿أَكْلا لَّمًّا﴾ اللم الجمع يقال كتيبة ملمومة مجتمعة بعضها إلى بعض والمعنى أكلا ذا لم على حذف المضاف أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم وفيه ءشارة إلى أنه كان بينهم ميراث يتوارثونه من إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام لكنهم قد بدلوه كما بدلوا غيره من بعض الأحكم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام مشتبه عالمين بذلك ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ كثيراً مع حرص وشره ومنع حقوق رعدم انتفاع فإن الجم الكثير يقال جم الماء في الحوض إذا اجتمع فيه وكثر والمقصود ذمهم ببيان إن حرصهم على الدنيا فقط وإنهم عادلون عن أمر الآخرة وفيه إشارة إلى أن حب المال طبيعي فلا يتخلص منه المرء بالكلية إلا أن يكون من الأقوياء فكأنه إشار إلى أن حبه إذا لم يشتد لا يكون مذموماً وقال بعض اكبار وتحبون مال الأعمال السيئة النفسانية والأحوال القبيحة الهوائية حباً كثيراً ﴿كَلا﴾ ردع لهم عما ذكر من الأفعال والتروك وإنكار أي لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك في الحرص على الدنيا وقصرالهمة على تحصيلها وجمعها من حيث تهيأ من حل أو حرام وترك المواساة منها وتوهم أن لا حساب ولا جزاء فإن عاقبة ذلك الحسرة والندامة على إيثار الحياة الدنيوية الفانية على الحياة الأخروية الباقية ﴿إِذَا دُكَّتِ الارْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ استئناف بطريق الوعيد تعليل للردع والدك ادق يقال دككت الشيء أدكه دكا إذا ضربته وكسرته حتى سويته بالأرض وبالفارسية كوفتن يزى تابزمين برا بر كردد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٢٠
وقال الخليل الدك كسر الحائط والجبل ودكته الحمى دكا أي كسرته كسرا وقال المبرد الدك حط المرتفع بالبسط ودكا الثاني ليس تأكيد الأول بل هودك آخر سوى الأول والمعنى إذا دكت الأرض دكا متتابعاً وضرب بعضها ببعض حتى انكسر وذهب كل ما على وجهها من جبال وأبنية وقصور حين نزلت زلزلة بعد زلزلة وحركت تحريكاً بعد
٤٢٩
تحريك وصارت هباء منبثاً وهو عبارة عما عرض لها عند النفخة الثانية وبالفارسية ون شكسته شود زمين شكستني بعد ازشكستنى يعني اره اره كردد ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ﴾ أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السطان بنفسه من أحكام هيبته وسياسته فإنه عند حضوره ظهر ما لا يظهر بحضور وزرائه وسائر خواصه وعساكره وقال الامام أحمد جاء أمره وقضاؤه على حذف المضاف للتهويل.
وفي التأويلات النجمية : تجلى في المظهر الجلالي القهري ﴿وَالْمَلَكُ﴾ وبيايد فرشتكان بعرصه محشر ﴿صَفًّا صَفًّا﴾ أي حال كونهم مصطفين لأ ذوي صفوف فإنه ينزل يومئذٍ ملائكة كل سماء فيصطفون صفا بعد صف بحسب منازلهم ومراتبهم اصطفاف أهل الصلاة في الدنيا من الأنس والجن كما قال تعالى والملك على أرجائها فهم سبعة صفوف عدد السموات السبع ﴿وَجِا ىاءَ يَوْمَـاـاِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ كقوله تعالى وبرزت الجحيم يعني إن المجيء بها عبارة عن إظهارها حتى يراها الخلق مع ثباتها في مكانها فإن من المعلوم إنها لا تنفك عن مكانها والباء للتعدية على أن جهنم قائم مقام الفاعل لجيء وقال ابن مسعود رضي الله عنه ومقاتل تقاد جهنم بسبعين ألف زمام معه سبعون ألف ملك يجرونها حتى تنصب عن يسار العرش لها تغيظ وزفير يعني دوزخ از خشم كافران مى جوشدومى خروشد.
فترد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ويجثو كل نبي وولى من الهول والهيبة على ركبته ويقول نفسي نفسي حتى يعترض لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويقول أمتي أمتي تقول النار مالي ومالك يا محمد لقد حرم الله لحمك على فالمجيء بها على حقيقة فإن الجر يدل على انفكاكها عن مكانها وتأوله الأولون بحمله على التجوز بأن معنى يجرون يباشرون أسباب ظهورها.
كتاب تفسير روح البيان ج١٠ من ص٤٣٠ حتى ص٤٤٠ رقم٤٤
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٢٠


الصفحة التالية
Icon