﴿لِّسَانًا﴾ يترجم به عن ضمائره وبه تنعقد المعاملات وتحصل الشهادات ويدرك الطعوم من الحلو والمر ولو يكن اللسان لاحتاج الإنسان إلى الإشارة أو الكتابة فتعسر أمره وإنما تعدد العين والأذن وتفرد اللسان لأن حاجة الإنسان إلى السمع والبصر أكثر من حاجته إلى الكلام وفيه تنبيه أيضاً على أن يقل من الكلام إلا في الخير وإن لا يتكلم فيما لا فائدة فيه وهو السر في أن الله تعالى جعل اللسان داخل الفم وجعل دونه الشفتين اللتين لا يمكن الكلام إلا بفتحهما ليستعين العبد بإطباق شفتيه على رد الكلام وقد حكه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه كان يجعل في فمه حجر ليمتنع من الكلام فيما لا يعنيه وفيه إشارة إلى لسان القلب فإنه يتكلم به بالمفاوضة القلبية وقد أبطله كما أبطل العين الباطنة وأفسد استعداد التكلم الباطني القلبي ﴿وَشَفَتَيْنِ﴾ يستر بهما فاه إذا أراد السكوت ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ قال السجاوندي خص الشفة لروج أكثر الحروف منها وفي الدعاء الحمد الذي جعلنا ننط بلحم ونبصر بشحم ونسمع بعظم قال بعضهم أسبل الصانع الحكيم أمام الفم ستراً من الشفة ذا طرفين يضمهما عند الحاجة ويمتص بهما المشروب وجعل الشارب محيطاً من العليا ليمنع ما على وجه الشراب من القش والقذى أن يدخل حالة الشرب وفي الحديث إن الله يقول ابن آدم إن نازعك لسان فيما حرمت عليك فقد اعنتك بطبقتين فأطبق وإن نازعك بصرك إلى بعض م حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق وإن نازعك فرجك إلى ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق وفي الخبر الفرج أمانة والأذن أمانة واليد أمانة والرجل أمانة والإيمان لمن لا أمانة له أورا كوبند ما دوديده بتوسرديم اك تو بنظر هاي نا ك ملطخ كردمى تا آثار تقديس ازوى برخاست وخبيث شدا كنون ميخواهى كه ديدار مقدس ما بنظرخ ويش بيني هيهات ما اكيم
٤٣٦
وا كانوا اك شايد الطيبت للطيبين دو سمع داديم تراتا ازان دو خانه سازى ودرهاى آثار وحي در وتعبيه كنى ومر وزباز سارى توا نرا محال دروغ شنيدن ساختي وهكذر أصوات خبيثه كردى ونداء ما اكست جز سمع اك نشنود امروز بكدام كوش حديث ما خواهى شنيد زباني داديم تراتا بامار ازكويى در خلوت وقرآن خواتي در عبادت وصدق دروى فرواري وبادوستان ما سخن كويى توخود زبا نرا بساط غيبت ساختي وروز نامه جدل وديوان خصومت كردى تواموز بكدام زبان حديث ما خواهى كرد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٣٣
زبان آمد از بهر شكر وساس
بغيبت نكرد اندش حق شناس
كذركاه قرآن وبندست كوش
به بهتان وباطل سنيدن مكوش
دو شم ازى صنع بارى نكوست
زعيب برادر فروكير ودوست
وفيه إشارة إلى شفتي لسان القلب ولسان الرأس ﴿وَهَدَيْنَـاهُ النَّجْدَينِ﴾ معطوف على ألم نجعل لأن في التقدير مثبت أي جعلنا له ذلك وهديناه طريقي الخير والشر كما قال عليه السلام هما النجدان نجد الخير ونجد الشر فلا يكن نجد لشر أحب إليكم من نجد الخير أو طريقي الثديين لأنهما طريقان مرتفعان لنزول اللبن سببن لحياة المولود وتمكين مولود عاجز من رضاع أمه عقيب الولادة قدرة عليه ونعمه جلية.
نه طفل زبان بسته بودى زلاف
همى روزى آمد بجوفت زناف
و نافش بريدند وروزى كسست
به ستان مادر در آويخت دست
وأصل النجد المكان المرتفع جعل الخير بمنزلة مكان مرتفع بخلاف الشر فإنه يستلزم الانحطاط عن ذروة الفطرة إلى حضيض الشقاوة فكان استعمال النجدين بطريق التغليب أو لأن فعل الشر بالنسبة إلى قوته في الواهمة مصور بصورة المكان المرتفع ولذا استعمل الترقي في الوصول إلى كل شيء وتكميله وقال ابن الشيخ لما وضحت الدلالة الدالة على الخير والشر صارتا كالطريقين المرتفعين بسبب كونهما واضحين للعقول كوضوح الطريق العالي للأبصار وفيه إشارة إلى نجد الروح ونجد القلب فأبطلهما بغلبة النفس على الروح وغلبة الهوى على القلب ﴿فَلا اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ الاقتحام الدخول في أمر شديد ومجاوزته بصعوبة وفي "القاموس" قحم في الأمر كنصر قحو مارمى بنفسه فيه فجأة بلا روية والعقبة الطريق الوعر في الجبل فلم يشكر تلك النعم الجليلة بالأعمال الصالحة وعبر عنها بالعقبة لصعوبة سلوكها ﴿وَمَآ أَدْرَاـاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ أي أي شيء أعلمك يا محمد ما اقتحام العقبة فإن المراد ليس العقبة الصورية واقتحامها ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ الفك الفرق بين الشيئين بإزالة أحدهما عن الآخر كفك القيد والغل وفك الرقبة الفرق بينها وبين صفة الرق بإيجاب الحرية والرقبة اسم العضو المخصوص ثم يعبر بها عن الجملة وجعل في التعارف أسماء للمماليك كما عبر بالرأس وبالظهر عن المركوب فقيل فلان يربط كذا رأساً وكذا ظهرا والمعنى هو أي اقتحام العقبة اعتاق رقبة فالفك ليس تفسيراً
٤٣٧


الصفحة التالية
Icon