جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٤٠
وابن عباس رضي الله عنهما، روايت كرده كه حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلّم نزديك تلاوت اين آيت فرمودى كه تزكيه أنفس موجب تزكيه دل است هركاه كه نفس از شوب هوا مزكى شود في الحال دل ازلوث تعلق بما سوى مصفى كردد.
تا نفس مبراز مناهى لشود
دل آيينه نور الهي نشود
وكون أفعال العبد بتقدير الله تعالى وخلقه لا ينافي إسناد الفعل إلى العبد فإنه يقال ضرب زيد ولا يقال ضربا الله مع أن الضرب بخلقه وتقديره وذلك لأن وضع الفعل بالنسبة إلى الكاسب.
قال الراغب : وبزكاء النفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة وفي الآخرة الأجر والمثوبة وهو أن يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره وذلك ينسب تارة إلى العبد لاكتسابه ذلك بحر قد أفلح من زكاها ونارة إلى الله لكونه فاعلاً لذلك في الحقيقة نحو بل الله يزكى من يشاء وتارة إلى الشيء لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم نحو خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك نحو وحناناً من لدنا وزكاء انتهى ﴿وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـاـاهَا﴾ في "القاموس" خاب يخب خيبة حرم وخسر وكفر ولم ينل ما طلب وأصل دسى دسس كتقضى البازي وتقضض من التدسيس وهو الإخفاء مبالغة الدس واجتماع الأمثال لما أوجب الثقل قلبت السين الأخيرة ياء وقال الراغب : الدس إدخال الشيء في الشيء بضرب من الإكراه ودساها أي دسسها في المعاصي انتهى والمعنى قد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور وبإرسالها في المشتهيات الطبيعية وقال شيخي وسندي قدس سره في قوله تعالى [الشمس : ٧-١١]﴿وَنَفْسٍ﴾.
الخ المراد بالنفس هنا الذات والحقيقة الجمعية
٤٤٤
الإنسانية الكمالية المخلوقة على الصورة الإلهية الجمعية الكمالية لتكون مرءآة لها كما ورد خلق الله آدم على صورته ويقال لها النفس الناطقة المدبرة للبدن وما سواها أي خلقها مستوية قابلة لتكون مجلى لتجليات تعينات الكمال والجلال والجمال ومتوسطة ممكنة لتكون مظهراً الظهورات الذات والصفات والأفعال ومعتدلة صالحة لتكون مشهداً لمشاهدات آثار الأسماء والمراتب والأحوال وبهذه القابلية الجامعة بين القبضتين الجمال والجلال كانت أتم كل موجود فألهمها أي أفاض عليها بوساطة سادة الجلال فجورها أي آثار الجلال المندرج في جميعة حقيقتها البرزخية وأحكامه وأحواله من العقائد والعلوم والأعمال والمذاهب وغير ذلك مما تفجر وتميل فيه من الحق إلى الباطل فتجازي بالخسران وتقواها وأفاض عليها بوساطة خادم الجمال أي آثار الجمال وأموره وأحكامه من كلمة التوحيد العلمي الرسمي المنا في للشرك والكفر والهوى الجلى وسائر الفساد في تبة الشريعة والطريقة ومن كلمة التوحيد العيني الحقيقي المزيل للشرك والكفر والهوى الخفي وباقي الكساد في مرتبة المعرفة والحقيقة ومن غيرهما من لطائف العلوم والمعارف ومحاسن الأعمال والأحوال ومكارم الأخلاق والصفات قد أفلح أي دخل في الفلاح في جميع المراتب صورة وحقيقة من زكاها من طهرها من رذائل آثار الجلال في جميع الأطوار وقد خاب أي حرم من الفلاح من دساها أي أخفى فيها الآثار الجلالية والصفات النفسانية وكتم فيها العيوب والقبائح الشيطانية والأهواء والشهوات البهيمية والأعمال النفسانية وكتم فيها العيوب والقبائح الشيطانية والأهواء والشهوات البهيمية والأعمال والأخلاق الرديئة ولم يعالجها بأضدادها بل أهملها عن التربية في مرتبة الشريعة بالتقوى والصلاح وعن التزكية في مرتبة الطريقة بالمجاهدة والإصلاح وساعدها في هواها وشهواتها في النيات والمقصود والأعمال والأقوال وصارت حركاتها وسكناتها جميعاً بالأهواء انتهى.
باختصار فإن كلامه رحمه الله في هذه الآية يبلغ إلى نصف جزء بل أكثر كذبت ثمود} المراد القبيلة ولذا قال وهو استئناف وارد لتقرير مضمون قوله تعالى :[الشمس : ١٢]﴿وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـاـاهَا﴾ فإن الطغيان أعظم أنواع التدسية والطغوى بالفتح مصدر بمعنى الطغيان إلا أنه لما كان أشبه برؤوس الآيات اختير على لفظ الطغيان وإن كان الغطاين أشهر وفي الكشف الطغوى من الطغيان فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء بأن قلبوا الياء واواً في الاسم وتركوا القلب في الصفة فقالوا امرأة خزياً وصدياً من الخزى بالفتح والقصر بمعنى الاستحياء ومن الصدى بمعنى العطش والباء للسببية أي فعلت التكذيب بسبب طغيانها كما تقول ظلمني بجراءته عى الله فالفعل منزل منزلة اللازم فلا يقدر له مفعول وهو المشهور أو كذبت ثمود نبيها صالحا عليه السلام فحذف المفعول للعلم به وفيه إشارة إلى أن الصيان إذا اشتد بلغ الكفر ويجوز أن تكون الباء صلة للتكذيب أي كذبت بما أوعدت به من العذاب ذي الطغوى والتجاوز عن الحد وهو الصيحة كقوله تعالى : فاهلكوا بالطاغية أي بصيحة ذات طغيان إذ انبعث أشقاها}
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٤٠