روى) إن الوحي تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بضعة عشر يوماً لتركه الاستثناء وذلك إن مشركي قريش أرسلوا إلى يهود المدينة وسألوهم عن أمر محمد عليه السلام، فقالت لهم اليهود سلوه عن أصحاب الكهف وعن قصة ذي القرنين وعن الروح فإن أخبركم عن قصة أهل الكهف وقصة ذي القرتين ولم يخبرك عن أمر الروح فاعلموا إنه صادق فجاءه المشركون وسألوه عنها.
فقال عليه السلام : لهم ارجعوا سأخبركم غداً ولم يقل إن شاء الله فاحتبس الوحي عنه أياماً فقال المشركون إن محمداً ودعه ربه وقلاه أو أن جبريل أبطأ فشكا عليه السلام ذلك إلى خديجة فقالت خديجة لعل ربك قد قلاك فنزل جبريل بقوله تعالى :﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَا ىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَالِكَ غَدًا * إِلا أَن يَشَآءَ اللَّهُ﴾ فأخبره بما سئل عنه وقد سبق في سورة الكهف ونزل أيضاً بقوله تعالى : ما دعك ربك وما قلى رداً على المشركين وتبشيراً له عليه السلام بأن الحبيب لا يقلى الحبيب وإنه تعالى يواصله بالوحي والكرامة في الدنيا مع أن ما سيؤتيه في الآخرة أجل وأعظم من ذلك كما تنبىء عنه الآية الآتية.
(وروى) إن جروا دخل البيت فدخل تحت السرير فمات فمكث نبي الله أياماً لا ينزل عليه الوحي فقال لخادمته خولة يا خولة ما حدث في بيتي إن جبريل لا يأتيني قالت خولة فكنست البيت فأهويت بالمكنسة تحت السرير فإذا جروميت فأخذته فألقيته خلف الجدار فجاء نبي الله ترتدع لحياه وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة فقال يا خولة دثريني فأنزل الله هذه السورة فلما نزل جبريل سأله النبي عليه اسلام عن سبب تأخيره فقال أما علمت أنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة وقيل غير ذلك وفيه إشارة إلى أنه عليه السلام وقع منه ما هو ترك الأولى ولذا لم يكن ممقوتاً ولا مبغوضاً وإنما احتبس عنه الوحي للتربية والإرشاد.
وفي التأويلات النجمية : ما ودعك ربك بقطع فيض النبوة والرسالة عن ظهرك وما قلى بقطع فيض الولاية عن باطنك وللآخرة خير لك من الأولى} لما إنها باقية صافية عن الشوائب على الإطلاق والأولى أي الدنيا لأنها خلقت قبل الآخرة فانية مشوبة بالمار فالمراد بالآخرة والأولى كراماتهما واللام في وللآخرة لام الابتداء المؤكدة لمضمون الجملة.
وفي التأويلات النجمية : يعني أحوال
٤٥٤
نهايتك أفضل وأكمل من أفعال بدايتك كما أخبر بقوله :[المائدة : ٣-٥]﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ الآية، لأنه لا يزال يطير بجناحي الشريعة والطرقة في جو سماء السير ويترقى في مقامات القرب والكرامة وهكذا حال ورثته ولسوف يعطيك ربك} اللام للابتداء دخلت الخبر لتأكيد مضمون الجملة والمبتدأ محذوف تقديره ولأنت سوف يعطيك ربك لأن لام الابتداء لا تدخل إلا على الجملة الاسمية وليست للقسم لأنها لا تدخل على المضارع إلا مع النون المؤكدة وجمعها مع سوف للدلالة على أن الإعطاء كائن لا محالة وإن تراخى لحكمة يعني إن لام الابتداء لما تجردت للدلالة على التأكيد وكانت السين تدل على التأخير والتنفيس حصل من اجتماعهما إن العطاء المتأخر لحكمة كائن لا محالة وكانت اللام لتأكيد الحكم المقترن بالاستقبال ﴿فَتَرْضَى﴾ ما تعطاه مما يطمئن به قلبك يعني شندان عطار أرزاني داردكه توكويى بس ومن راضي شدم.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
وهو نسق على ما قبله بالفاء والآية عدة كريمة شاملة لما أعطاه الله في الدنيا من كمال النفس وعلوم الأولين والآخرين وظهور الأمر وأعلاء الدين بالفتوحات الواقعة في عصره عليه السلام وفي خلفائه الراشدين وغيرهم من الملوك الإسلامية وفشو الدعوة والإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ولما ادخر له من الكرامات التي لا يعلمها إلا الله تعالى وقد أنبأ عنسمة منها قوله عليه اسلام لي في الجنة ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابها السك.
ودر هر كوشكى ازخدم ونعم وأمتعه وآنه لايق آن بود.
روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على فاطمة رضي الله عنها وعليها كساء من وبر الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عيناه لما أبصرها فقال : يا بنتاه تعجل مرارة الدنيا الحلاوة الآخرة فقد أنزل الله ولسوف يعطيك ربك فترضى.
أمام محمد باقر رضي الله عنه در كوفه مي فرموده كه أهل عراق شما ميكوبيدكه اميد وارترين آيتي ازقرآن اينست كه لا تقنطوا من رحمه الله وما أهل البيت برآنيم كه اميد درآيت ولسوف يعطيك ربك فترضى بيشترست يعني ارجي آية عند أهل البيت هذه الآية ه رسول الله صلى الله عليه وسلّم راضي نشودكه يكى ازامت وى دردوزخ باشد.
نماند بدوزخ كسى دركرو
كه دارد و توسيدي يشرو
عطاي شفاعت نانش دهند
كه امت تمامي زدوزخ رهند
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢