يا ديد ترا كوهرى يكانه كه بكمال قابليت ازهمه كائنات منفرد بودي وبقطع علاقة نسبت از ما سوى متوحد ترا متمن ساخته در حضرت احديت جمع كه مقام خاص تست.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
وفي "الكشاف" ومن بديع التفاسير أنه من قولهم درة يتيمة وإن المعنى ألم يجدك واحداً في قريش عديم النظير أي في العز والشرف فآواك في دار أعدائك فكنت بين القوم معصوماً محروساً ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلا﴾ معنى الضلال فقدان الشرائع والخلو عن الأحكام التي لا يهتدي إليها العقول بل طريقها السماع كما في قوله تعالى :﴿مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَـابُ﴾ يعني راه نيافته بودي بأحكام وشرائع.
وإليه يؤول معنى الغيبوبة فإن ضل يجيء بمعنى غاب كما في قوله شربت الإثم حتى ضل عقلي.
أي شربت الخمر حتى غاب عقلي وغلب.
قال الراغب : يقال الضلال لكل عدود عن المنهج عمداً كان أو سهواً يسيراً كان أو كثيراً ولذا نسب الضلال إلى الأنبياء وإلى الكفار وإن كان بين الضلالين بون بعيد ألا ترى أنه قال في النبي عليه السلام ووجدك ضالاً فهدى أي غير مهتد لما سبق إليك من النبوة وقال فعلتها إذا وأنا من الضالين وقال : إن أبانا لفي ضلال مبين تنبيهاً على أن ذلك منهم سهو انتهى.
هذا واحذر عن الإساءة في العبارة فهدى} أي فهداك إلى مناهج الشرائع في تضاعيف ما أوحى إليك من الكتاب المبين وعلمك ما لم تكن تعلم قدم هذا الامتنان على الأخير لأن ابتداءه بعد زمان اليتم وقت التكليف فإنه عليه السلام كان موفقاً للنظر الصحيح حينئذٍ ولهذا لم يعبد صنماً قط ولم يأت بفاحشة وفي الأسئلة المقحمة معناه ووجدك بين ضالين فهداهم بك فعلى هذا يكون الضلال صفة قومه يقال رجل ضعيف إذا ضعف قومه.
وفي التأويلات النجمية : أي متحيراً في تيه الألوهية فهدى إلى كمال المعرفة بالصحو بعد المحو والسكر والضلال الحيرة كما قال : إنك لفي ضلالك القديم وعن ابن عباس رضي الله عنهما، إن النبي عليه السلام ضل في شعاب مكة حال صباه وكان عبد المطلب يطلبه ويقول متعلقاً بأستار الكعبة.
يا رب فاردد ولدي محمداً
ردا إلى واصطنع عندي يدا
فوجده أبو جهل فرده إلى عبد المطلب فمن الله عليه حيث خلصه على يدي عدوه فكان في ذلك نظير موسى عليه اسلام، حين التقط فرعون تاتوته ليكون له عدواً وحزناً وقيل :
٤٥٧
غير ذلك ﴿وَوَجَدَكَ عَآاـاِلا﴾ أي فقيراً يؤيده ما في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عديماً يقال : عال يعيل عيلاً وعيلة افتقر أي فأعناك بمال خديجة رضي الله عنها أو بما أفاء عليه من الغنائم حتى كان عليه السلام يهب المائة من الإبل وفي الحديث جعل رزقي تحت ظل رمحي وفيه إشارة إلى أن عليه السلام، لو كان متمولاً من أول الأمر لكان يسبق إلى بعض الأوهام إنه إنما وجد العز والغلبة بسبب المال فلما علا كل العلو على الأغنياء والملوك علم أنه كان من جهة الحق وقيل قنعك وأغنى قلبك قال عليه السلام ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ولذا قال الراغب : أي أزال عنك فقر النفس وجعل لك الغنى الأكبر المعنى بقوله عليه السلام، الغنى غنى النفس وقيل ما عال مقتصد أي ما افتقر.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
وفي التأويلات النجمية : أي فقيرا فانياً عن أنيتك وأنانيتك بحسب استعدادك القديم فأغنى بالبقاء بوجوده وجوده وأسمائه وصفاته انتهى.
فالفقر الحقيقي هو التخلي عما سوى الله وبذل الوجود وما يتبعه وهو الذي وقع الافتخار به قال الامام القشيري رحمه الله أغناء الله عباده على قسمين فمنهم نم يغنيهم تنمية أموالهم وهم العوام وهو غنى مجازي ومنهم من يغنيهم بتصفية أحوالهم وهم الخواص وهو الغنى الحقيقي لأن احتياج الخلق إلى همة صاحب الحال أكثر من احتياجهم إلى نعمة صاحب المال ثم المراد من تعداد هذه النعم ليس الامتنان بل تقوية قلبه عليه السلام للاطمئنان بعد التوديع ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ﴾ منصوب بقوله ﴿فَلا تَقْهَرْ﴾ والفاء سببية ليست بمعانعة قال الرضى يتقدم المفعول به على الفعل إن كان المنصوب معمولاً لما يلي الفاء التي في جواب إما إذا لم يكن ل منصوب سواه نحو قوله فأما اليتيم فلا تقهر لأنه لا بد من نائب مناب الشرط المحذوف بعداً ما والقهر الغلبة والتذليل معا ويستعمل في كل واحد منهما.
قال الراغب : قوله فلا تقهر أي لا تذلله وقال غير فلا تغلبه على ماله وحقه لضعفه.
وقدر ايشان بشناس كه شربت يتيمي شيده.
وكانت العرب تأخذ أموال اليتامى وتظلمهم حقوقهم وفي الحديث إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول من أبكى هذا اليتيم الذي وأريت والده تحت الثرى من أسكته أي أرضاه فله الجنة.
إلا تانكويدكه عرش عظيم
بلزدهمى ون بكريد يتيم
وقال مجاهد : لا تحتقر فإن له ربا ينصره وقرىء فلا تكهر أي فلا تعبس في وجهه.


الصفحة التالية
Icon