وفي التأويلات النجمية : أي لا تقهر يتيم نفسك بكثرة الرياضة والمجاهدة من الجوع والسهر فإن نفسك مطيتك وإن لنفسك عليك حقاً كما قال طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴿وَأَمَّا السَّآاـاِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾ النهر والانتهار الزجر بمغالظة أي فلا تزجر ولا غلظ له القول بل رده رداً جميلاً يعني بأنك بروى مزن ومحروم مساركه دردبى نوايى وتنكدستى كشيده.
وهذا الثاني بمقابلة الأخير وهو ووجدك عائلاً فأغنى لمراعاة الفواصل والآية بينة لجميع الخلق لأن كل واحد من الناس كان فقيراً في الأصل فإذا أنعم الله عليه وجب أن يعرف حق الفقراء.
٤٥٨
نه خواهنده بر درديكران
بشكرانه خواهند ازدرمران
قال إبراهيم بن أدهم قدس سره القوم السؤال يحملون زادنا إلى الآخرة وقال إبراهيم النخعي السائل يريد الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول اتبعثون إلى أهليكم بشيء.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
وروى) إن عثمان بن عفان رضي الله عنه أهدى إلى رسول الله عليه السلام، عنقود عنب فجاء سائل فأعطاه ثم اشتراه عثمان بدرهم وقدمه إلى رسول الله ثانياً ثم عاد السائل فأعطاه ففعل ذلك ثالثاً فقال عليه السلام ملاطفاً للسائل لا غضبان أسائل أنت يا فلان أم ناجر فنزلت وأما السائل فلا تنهر وهو أحد وجوه احتباس الوحي هذا على أن السؤال بمعنى طلب الحاجة من الحوائج الدنيوية وجوز أن يكون من التفتيش عن الأمور الدينية وفي الحديث :"من كتم علماً يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" وهذا الوعيد يشمل حبس الكتب عمن طلبها للانتفاع.
وفي التأويلات النجمية : أي لا تنهر سائل قلبك عن الاستغراق في بعض الأوقات في بحر الحقيقة لاستراحته بذلك من أعباء تكاليف الأنبياء بقولك عند ذلك الاستغراق والاستهلاك يا حميراء كلميني ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ فإن تحديث العبد وأخباره بنعمة الله شكر باللسان وتذكير للغير وفي الحديث التحدث بالنعم شكر وأريد بالنعمة ما أفاضه الله عليه صلى الله عليه وسلّم من النعم الموحدة منها والموعودة وحيث كان معظم النعم نعمة النبوة فقد اندرج تحت الأمر هدايته عليه السلام لأهل الضلال وتعليمه للشرائع والأحكام حسبما هداه الله وعلمه من الكتاب والحكمة.
صاحب فتوحات قدس سره آورده كه نعمت يزيست محبوب بالذات ومنعم در أغلب شكور ميباشد س حق سبحانه وتعالى حبيب خودرا فرمودكه از نعمت من سخن كويى كه خلق محتاجند ومحتاج ون ذكر منعم شنود بدوميل كند واورا دوست دارد س بجهت تحدث بنعمت من خلق را دوست من كرداني ومن ايشانرا دوست ميدارم وهذا الثالث بمقابلة الثاني وهو قوله ووجدك ضالاً فهدى آخر لمراعاة الفواصل وإن التحلية وهو التحديث بنعمة الله بعد التخلية وهو لا تقهر ولا تنهر وكرر أما لوقوعها في مقابلة ثلاث آيت قال في "الكواشي" رأى بعض التحدث بنعم الله من الطاعات مع أمن الرياء وغائلة النفس وطلب الاقتداء به وكرهه بعض خوف الفتنة وفي "عين المعاني" قال عليه السلام : التحدث بالنعم شكر وتركه كفر وأما الحديث الآخر عليكم بكتمان النعم فإن كل ذي نعمة محسود يعني عن الحسود لا غير وفي الأشباه أي رجل ينبغي له أخفاه إخراج الزكاة عن بعض دون بعض فقل المريض إذا خاف من ورثته يخرجها سراً عنهم وأي رجل يستحب له أخفاؤها فقل الخائف من الظلمة لا يعلمون كثرة ماله وقال ابن عطية في الآية حدث به نفسك أي لا تنسى فضله عليك قديماً وحديثاً وإذا جاز تحديث النعم الظاهرة جاز تحديث النعم الباطنة من الكرامات والمخاطبات ونحو ذلك.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٥٢
وفي التأويلات النجمية : اذكر شكر نعمة النبوة على ظاهر نفسك ونعمة الرسالة على باطن قلبك ونعمة الولاية على سرك ونعمة البقاء بعد الفناء على روحك وهو معنى سورة والضحى والليل إذا سجا فافهم وهذه السورة وسورة الانشراح درتان
٤٥٩