والمرضاة مصدر كالرضى وفي بعض التفاسير اسم مصدرم ن الرضوان قلبت واوها ألفاً والأزواج جمع زوج فإنه يطلق على المرأة أيضاً بل هو الفصيح كما قال في المفردات وزوجة لغة رديئة وجمع الأزواج مع أن من أرضاها النبي عليه السلام في هذه القصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما أما لأن إرضاءها في الأمر المذكور إرضاء لكهن أو لأن النساء في طبقة واحدة في مثل تلك الغيرة لأنهن جبلن عليها على أنه مضى ما مضى من قول السهيلي أو لأن الجمع قد يطلق على الاثنين أو للتحذير عن إرضاء من تطلب منه عليه السلام ما لا يحسن وتلح عليه أيتهن كان لأنه عليه السلام كان حيياً كريماً والجملة حال من ضمير تحرم أي حال كونك مبتغياً وطالباً لرضى أزواجك والحال إنهن أحق بابتغاء رضاك منك فإنما فضيلتهن بك فالإنكار وارد على مجموع القيد والمقيد دفعة واحدة فمجموع الابتغاء والتحريم منكر نظيره قوله تعالى :﴿لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعَـافًا مُّضَـاعَفَةً﴾ وفيه إشارة إلى فضل مارية والعسل وفي الحديث :(أول نعمة ترفع من الأرض العسل) وقد بين في سورة النحل والله غفور} مبالغ في الغفران قد غفر لك وستر ما فعلت من التحريم وقصدت من الرضى لأن الامتناع من الانتفاع بإحسان المولى الكريم يشبه عدم قبول إحسانه ﴿رَّحِيمٌ﴾ قد رحمك ولم يؤاخذك به وإنما عاتبك محافظة على عصمتك.
(وقال الكاشفي) : مهربان كه كفارت سوكند توفرمود قال في كشف الأسرار هذا أشد ما عوتب به رسول الله في القرآن وقال البقلي : أدب الله نبيه أن لا يستبد برأيه ويتبع ما يوحى إليه كما قال بعض المشايخ في قوله لتحكم بين الناس بما أراك الله أن المرادبه الوحي الذي يوحي به إليه لا ما يراه في رأيه فإالله قد عاتبه لما حرم على نفسه ما حرم في قصة عائشة وحفصة فلو كان الدين بالرأي لكان رأى رسول الله أولى من كل رأي انتهى كلام ذلك البعض وفيه بيان إن من شغله شيء من دون الله وصل إليه منه ضرب لا تبرأن جراحته إلا بالله لذلك قال عقيب الآية والله غفور رحيم قال ابن عطاء لما نزلت هذه الآية على النبي عليه السلام كان يدعو دائماً ويقول اللهم إني أعوذ بك من كل قاطع يقطعني عنك.
آزرده است كوشه نشين از وداع خلق
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
غافل كه اتصال حقست انقطاع خلق
٤٩
﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَـانِكُمْ﴾ الفرض هنا بمعنى الشرع والتبيين كما دل عليه لكم فإن فرض بمعنى أوجب إنما يتعدى بعلى والتحلة مصدر حلل بتضعيف العين بمعنى التحليل أصله تحللة كتكرمة وتعلة تبصرة وتذكرة من كرم وعلل وبصر وذكر بمعنى التكريم التعليل والتبصير والتذكير إلا أن هذا المصدر من الصحيح خارج عن القياس فإنه من المعتل اللام نحو سمى تسمية أو مهموز اللام مثل جزأ تجزئة والمراد تحليل اليمين كان اليمين عقد والكفارة حل يقال : حلل اليمين تحليلاً، كفرها أي فعل ما يوجب الحنث وتحلل في يمينه استثنى وقال إن شاء الله وقوله عليه السلام :"لا يموت لرجل ثلاثة أولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم أي قدر ما يقول إن شاء الله" كما في المفردات أو قدر ما يبرأ الله قسمه فيه بقوله وإن منكم إلا واردها قال في تاج المصادر قوله فعلته تحلة القسم أي لم عله إلا بقدر ما حللت به يميني أن لا أفعله ولم أبالغ ثم قيل لكل شيء لم يبالغ فيه تحليل يقال ضربته تحليلاً والباب يدل على فتح الشيء ومعنى الكفارة الإطعام أو الكسوة أو العتق أو الصوم على ما مر تفصيله في سورة المائدة ومعنى الآية شرع الله لكم تحليل إيمانكم وبين لكم ما تنحل به عقدتها من الكفارة وهي المرادة ههنا لا الاستثناء أي أن يقول إن شاء الله متصلاً حتى لا يحنث فإن الاستثناء المتصل ما كان مانعاً من انعقاد اليمين جعل كالحل فالتحليل لما عقدته الإيمان بالكفارة أو بالاستثناء وبالفارسية بدرستى كه بيان كرد خداي تعالى براى شما فرو كشادن سوكند هاي شمرا بكفارت يعني آنه بسو كند ببنديد بكفارت توان كشاد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧