تنزل الملائكة والروح فيها} استئناف مبني لماله فضلت على ألف شهر وأصل ينزل تتنزل بتاءين والظاهر أن المراد كلهم للإطلاق وقد سبق معنى الروح في سورة النبأ، وقال بعضهم : إنه ملك لو التقم السموات والأرضين كانت له لقمة واحدة أو هو ملك رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة وله ألف رأس كل رأس أعظم من الدنيا وفي كل رأس ألف وجه وفي كل وجه ألف فم وفي كل فم ألف لسان يسبح الله بكل لسان ألف نوع من التسبيح والتحميد والتمجيد لكل لسان لغة لا تشبه الأخرى فإذا فتح أفواهه بالتسبيح خر كل ملائكة السموات سجداً مخافة أن يحرقهم نور أفواهه وإنما يسبح الله غدوة وعشية فينزل تلك الليلة فيستغفر للصائمين والصائمات من أمة محمد عليه السلام بتلك الأفواه كلها إلى طلوع الفجر أو هو طائفة من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا ليلة القدر كالزهاد الذين لا نراهم إلا يوم العيد أو هو عيسى عليه السلام، لأنه اسمه ينزل في موافقة الملائكة ليطالع أمة محمد عليه السلام.
ودر تفسير جواجه محمد ارسا رحمه الله، مذكوراست كه روح حضرت محمد صلى الله عليه وسلّم فرودايد.
وفي الحديث لأنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث وكان الثلاث عشر مرات ثلاثين لأن الحسين رضي الله عن، قتل في رأس الثلاثين سنة فغضب على أهل الأرض وعرج به إلى عليين وقد رآه بعض الصالحين في النوم فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي إما ترى فتن أمتك فقال زادهم الله فتنة قتلوا الحسين ولم يحفظوني ولم يراعوا حقي فيه وعلى كل تقدير فالمعنى تنزل الملائكة والروح في تلك الليلة من كل سماء إلى الأرض وهو الأظهر لأن الملائكة إذا نزلت في سائر الأيام إلى مجلس الذكر فلأن ينزلوا في تلك الليلة مع علو شأنها أولى أو إلى السماء الدنيا قالوا ينزلون فوجاً فوجاً فمن نازل ومن صاعد كأهل الحج فإنهم على كثرتهم يدخلون الكعبة ومواضع النسك بأسرهم لكن الناس بين داخل وخارج ولهذا السبب مدت إلى غاية طلوع الفجر وذكر لفظ تنزل المفيد للتدريج وبه يندفع ما يرد أن الملائكة لهم كثرة عظيمة لا تحتملها الأرض وكذا السماء على أن شأن الأرواح غير شأن الأجسام والملائكة وإن كان لهم أجسام لطيفة يقال لهم : الأرواح، وقال بعضهم : النازلون هم سكان سدرة المنتهى، وفيها ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله ومقام جبرائيل في وسطها ولا يدخلون أي الملائكة النازلون الكنائس وبيوت الأصنام والأماكن التي فيها الكلب والتصاوير والخبائث وفي بيوت فيها خمر أو مدمن خمر أو قطاع رحم أو جنب أو آكل لحم خنزيراً ومتضمخ بالزعفران وغير ذلك، والتضمخ بالفارسية بوى خوش برخويشتن آلودن.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧٩
ويعدى بالباء كما في تاج المصادر وقال في "القاموس" التضمخ لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر قوله الروح معطوف على الملائكة والضمير لليلة القدر والجار متعلق بتنزل ويجوز أن يكون والروح فيها جملة اسمية في موقع الحال من فاعل تنزل والضمير للملائكة والأول هو لوجه لعدم احتياجه إلى ضمير فيها ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِم﴾ أي بأمره متعلق بتنزل وهو بدل
٤٨٤
على أنهم كانوا يرغبون إلينا ويشتاقون فيستأذن فيؤذن في النزول إلينا لهم فإن قيل كيف يرغبوا إلينا مع علمهم بكثرة ذنوبنا قلنا لا يقفون على تفصيل المعاصي روى أنهم يطالعون اللوح فيرون فيه طاعة المكلف مفصلة فإذا وصلوا إلى معاصيه أرخى الستر فلا يرونه فحينئذٍ يقولون سبحان من أظهر الجميل وستر القبيح ولأنهم يرون في الأرض من أنواع الطاعات أشياء ما رأوها في عالم السموات كأطعام الطعام وأنين العصاة وفي الحديث القدسي :"لأنين المذنبين أحب إلى من زجل المسبحين فيقولون تعالوا نذهب إلى الأرض فنسمع صوتاً هو أحب إلى ربنا من صوت تسبيحنا وكيف لا يكون أحب وزجل المبحين إظهار لكمال حال المطيعين وأنين العصاة إظهار لغافرية رب العالمين.
نصيب ماست بهشت أي خدا شناس برو
كه مستحق كرامت كنا هكارانند
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧٩