ابن الشيخ" كان عبد المطلب وأبو مسعود الثقفي يشامدان من فوق الجبل عسكر أبرهة فأرسل الله طيراً سوداً صفر المناقير خضر الأعناق طوالها أو حضراً أو بيضاً أو بلقاً أو حماماً كما سئل من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن الطير فقال حمام مكة منها وقد يقال إن هذا اشتباه لأن الذي قيل فيه إنه من نسل الأبابيل إنما هو شي يشبه الزرازير يكون بباب إبراهيم من الحرم وإلا فحمام الحرم من نسل الحمام الذي عشش على فم الغار والزرازير جمع زرزور بضم الزاي طائر صغير من نوع العصفور سمى بذلك لزرزرته أي لصوته وعن عائشة رضي الله عنها كانت تلك الطير الأبابيل أشباه الخطاطيف والوطاويط وقد نشأت في شاطىء البحر ولها خراطيم الطير وأكف الكلاب وأنيابها وقال ابن جبير لم ير مثلها لا قبلها ولا بعدها وقال عكرمة هي عنقاء مغرب وفي الخبر إنها طير بين السماء ولأرض تعيش وتفرخ وقيل من طير السماء قيل جاءت عشية ثم صبحتم مع كل طائر حجر في ماقره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الخمصة وعن ابن عباس رضي الله عنهما إنه رأى منها عند أم هاني نحو قفيز مخطط بحمرة كالجزع الظفاري وظفار كقطام بل باليمن قرب صنعاء ينسب إليه الجزع وأرسلت ريح فزادتها شدة فكان الحجر يقع على رأس كل واحد منهم فيخرج من أسفله وينفذ من الفيل ومن بضهم فيخرق الأرض وعلى كل حجر اسم من يقع عليه.
قال القاشاني وإلهام الوحوش والطيور أقرب من إلهام الإنسان لكن نفوسهم ساذجة وتأثير الأحجار بخاصية أودعها الله تعالى فيها ليس بمستنكر ومن اطلع على عالم القدرة وكشف له حجاب الحكمة عرف لمية أمثال هذه وقد وقع في زماننا مثلها في استيلاء الفأر على مينة أبي يوزد وإفساد زروعهم ورجوعها في البرية إلى شط جيحون وأخذ كل واحدة منها خشبة من الأيك التي على شط النهر وركوبها عليها وعبورها من النهر فهي لا تقتل التأويل كأحوال القيامة وأمثالها انتهى وعن عكرمة كل من أصابته الحجارة جدونه وفي الخبران أول ما وقعت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ففروا وهلكوا في كل طريق ومنهل قال بعضهم : فلم تصب منهم أحداً إلا هلك وليس كلهم أصيب كما قال في إنسان العيون ثم ركب عبد المطلب لما استبتطأ مجيء القوم إلى مكة ينظر ما الخبر فوجدهم قد هلكوا أي غالبهم وذهب غالب من بقي فاحتمل ما شاء الله من صفراء وبيضاء.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٥١٠
ثم اعلم أهل مكة بهلاك القوم فخرجوا فانتهبوا انتهى يعني والذي سلم منهم ولي هارباً مع أبرهة إلى اليمن يبتدر الطريق وصاروا يتساقطن بكل منهل.
وقال الكاشفي ويك نفس قوم أبرهه مستأصل شديد وآن يلان نيزهمه هلاك كشتند.
وقال بعضهم ولم يسلم إلا كندي فقال :
أكندة لو رأيت ولو ترينا
جنب ربا الممس ما ألقينا
حسبنا الله إن قد بث طيرا
وظل سحابة تهمى علينا
وأخذ أبرهة داء أسقط أنامله وأعضاه ووصل إلى صنعاء كذلك وهو مثل فرخ الطير
٥١٥
ومامات حتى انصدع صدره ع نقلبه فملك اليمن ابنه يكسوم بن أبرهة وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يتحلق فوقه حتى بلغ النجاشي فقص عليه القصة فلما أتمما وقع عليه الحجر فخر ميتاً بين يديه فأرى الله النجاشي كيف كان هلاك أصحابه.
وقال بعضهم : همه هلاك شدند مكر أبرهه كه مرغ بر سروى ايستاد وازمكه بيرون شدروى بحبشة نهاد وآن مرغ برهوا برسوري هميبود وأونمى دانست تادر يش نجاشي شد ون أبرهه صورت حال بعرض نجاشي رسانيد نجاشي از روى تعجب رسيدكه كونه مرغان بودندكه ندين مبارزا انرا هلاك كردند أبرهه رادرين حال نظر بران مرغ افتاد كفت أي ملك يكى أذان مرغان اينست همان لحظه آن مرغ سنكى كه داشت بنام وى برسرش افكند وهم در نظر نجاشى هلاك شدوازين صورت آيت عبرتي بر صحيفه دل نجاشي منقش كشت.
نوشت خامه تقدير بر جريده دهر
خطى كه فاعتبروا يا أولى الأبصار
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٥١٠


الصفحة التالية
Icon