فقال أتكرهين ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكر خيراً كثيراً فإذا قدمت على ضر اتك فاقريئهن مني السلام فقالت يا رسول الله ومن هن قال مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وحليمة أخت موسى فقالت بالرفاء والبنين أي اعرست ملتبساً بالرفاء وهو التئام والاتفاق والمقصود حسن المعاشرة وكان هذا دعاء الأوائل للمعرس واحترز بالبنين عن البنات ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلّم عن هذا القول وأمر بأن يقول من دخل على الزوج بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير ثم إن المراد من الإبدال أن يكون في الدنيا كما أفاده قوله تعالى :﴿إِن طَلَّقَكُنَّ﴾ لأن نساء الجنة يكن أبكارا سواءكن في الدنيا ثيبات أو أبكارا وفي الحديث : إن الرجل من أهل الجنة ليتزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف ثيب وثمانية آلاف بكر يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدنيا فإن قلت فإذا يكون أكثر أهل الجنة النساء وهو مخالف لقوله عليه السلام : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار قلت : لعل المراد بالرجل بعض الرجال لأن طبقات الأبرار والمقربين متفاوتة كما دل عليه قوله عليه السلام : أدنى أهل الجنة الذي له اثنتان وسبعون زوجة وثمانون ألف خادم ولا بعد في كثرة الخادم لما قال بعضهم أطفال الكفار خدام أهل الجنة على أن الخدام لا ينحصرون فيهم بل لأهل الجنة خدام أخر فإن قلت كان عليه السلام يحب الأخف الأيسر في كل شيء فلما ذا كثر من النساء ولم يكتف منهن بواحدة أو ثنتين قلت ذلك من أسرار النبوة وذا لم يشبع من الصلاة ومن النساء.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
روى) إنه عليه السلام أعطى قوة أربعين رجلاً في البطش والجماع وكل حلال يكدر النفس إلا الجماع الحلال فإنه يصفيها ويجلى العقل والقلب والصدر ويورث السكون باندفاع الشهودة المحركة على أن شهوة الخواص ليست كشهوة العوام فٌّ نار الشهوة للخواص بعد نور المحبة وللعوام قبله ثم إن في الآيات المتقدمة فوائد منها إن تحريم الحلال غير مرضى كما إن ابتغاء رضى الزوج بغير وجهه وجه ليس بحسن ومنها إن إفشاء السر ليس في المروءة خصوصاً إفشاء أسرار السلاطين الصورية والمعنوية لا يعفى وكل سر جاوز الاثنين شاع أي المسر والمسر إليه أو الشفتين ومنها إن من الواجب على أهل الزلة التوبة والرجوع قبل الرسوخ واشتداد القساوة ومنها أن البكارة وجمال الصورة وطلاقة اللسان ونحوها وإن كانت نفاسة جسمانية مرغوبة عند الناس لكن
٥٧
الإيمان والإسلام والقنوت والوبة ونحوها نفاسة روحانية مقبولة عند الله وشرف الحسب أفضل من شرف النسب والعلم الدنيء والأب الشرعي هما الحسب المحسوب من الفضائل فعلى العاقل أن يتحلى بالورع وهو الاجتناب عن الشبهات والتقوى وهو الاجتناب عن المحرمات ويتزين بزين أنواع المكارم والأخلاق الحسنة والأوصاف الشريفة المستحسنة يا أيها الذين آمنوا اقوا أنفسكم} أمر من الوقاية بمعنى الحفظ والحماية الصيانة له أو قيوا كاضربوا والمرادبالنفس هنا ذات الإنسان لا النفس الأمارة والمعنى احفظوا وبعدوا أنفسكم وبالفارسية نكاه داريد نفسهاى خودرا ودور كنيد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧


الصفحة التالية
Icon