يعني بترك المعاصي وفعل الطاعات بالنصح والتأديب والتعليم أصله أهلين جمع أهل حذفت النون بالإضافة وقد يجمع على أالي على غير قياس وهو كل من في عيال الرجل والنفقته من المرأة والولد والأخ والأخت والعم وابنه والخادم ويفسر بالأصحاب أيضاً ودلت الآية على وجوب الأمر بالمعروف للأقرب فالأقرب وفي الحديث "رحم الله رجلاً قال يا أهلاء صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعكم معهم في الجنة" وفي الحديث :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وهو من الرعاية بمعنى الحفظ يعني كلكم ملتزم بحفظ ما يطالب به من العدل إن كان ولياً ومن عدم الخيانة إن كان مولياً عليه وكلكم مسؤول عما التزم حفظه يوم القيامة فالإمام على الناس راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وعبد الرجل راع على مال سيده والكل مسؤول وقيل أشد الناس عذاباً يوم القيامة من جهل أهله وخص الأهلين بالنصيحة مع أن حكم الأجانب كحكمهم في ذلك لأن الأقارب أولى بالنصيحة لقربهم كما قال تعالى :﴿قَـاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ﴾ وقال تعالى : وانذر عشيرتك الأقربين ولأن شرائط الأمر والنهي قد لا توجد في حق الأجانب بخلاف الأقارب لا سيما إلا هل فإن الرجل سلطان أهله وقال بعض أهل الإشارة ي الآية طهروا أنفسكم عن دنس محبة الدنيا حتى تكون أهاليكم صالحين بمتابعتكم فإذا رغبتم في الدنيا فهم يشتغلون بها فإن زلة الامام زلة المأمومين وقال القاشاني رحمه الله الأهل بالحقيقة هو الذي بينه وبين الرجل تعلق روحاني واتصال عشقي سواء اتصل به اتصالاً جسمانياً أم لا وكل ما تعلق به تعلقاً عشقياً فبالضرورة يكون معه في الدنيا والآخرة فوجب ليه وقايته وحفظه من الناري كوقاية نفسه فإن زكى نفسه عن الهيئات الظلمانية وفيه ميل ومبحة لبعض النفوس المنغمسة فيها لم يزكها بالحققة لأنه بتلك المحبة ينجذب إليها فيكون معها في الهاوية محجوباً بها سواء كانت قواه الطبيعية الداخلة في تركيبه أم نفوساً إنسانية منتكسة في عالم الطبيعة خارجة عن ذاته ولهذا يجب على الصادق محبة الأصفياء والأولياء ليحشر معه فإن المرء يحشر مع من أحب نارا} نوعاً من النار ﴿وَقُودُهَا﴾ ما يوقد به تلك النار يعني حطبها وبالفارسية آتش انكيزوى.
فالوقود بالفتح اسم لما توقد به النار من الحطب وغيره والوقود بالضم مصدر بمعنى الاتقاد وقرىء به بتقدير أسباب وقودها أو بالحمل على المبالغة ﴿النَّاسِ﴾ كفار الأنس والجن
٥٨
وإنما لم يذكر الجن أيضاً لأن المقصود في الآية تحذير الأنس ولأن كفار الجن تابعة لكفار الإنس لأن التكذيب إنما صدر أولاً من الإنس ﴿وَالْحِجَارَةُ﴾ أي تتقدبها أيضاً اتقاد غيرها بالحطب فيه بيان لغاية إحراقها وشدة قوتها فإن اتقاد النار بالحجارة مكان الحطب من الشجر يكون من زيادة حرها ولذلك قال عليه السلام، تاركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم وعن ابن عباس رضي الله عنهم، هي حجارة الكبريت وهي أشد الأشياء حراً إذا أوقد عليها ولها سرعة الاتقاد ونتن الرائحة وكثرة الدخان وشدة الإلتصاق بالأبدان فيكون العذاب بها أشد وقيد وقدوها الناس إذا صاروا إليها ولحجارة قبل أن يصيروا إليها.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
قال الكاشفي) :
تابتان سنكين كه كفارمى رستند
دليله قوله تعالى :﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ وقرن الناس بالحجارة لأهم نحتوها واتخذوها أرباباً من دون الله يا كنجهاى زروسيم كه منشأ آن سنكست :
زدوسيمند سنك زرد وسفيد
اندرين سنكها مينداميد
دلى ازسنك سختتربايد
كه زسنكيش راحت افزايد
دل ازين سنك اكر توبرنكنى
سرز حسرت بسى بسنك زنى


الصفحة التالية
Icon