وقيل : أرد بالحجارة اذين هم في صلابتهم عن قبول الحق كالحجارة كمن وصفهم بقوله فهي كالحجارة أو أشد قسوة كما قال في التأويلات النجمية : يا أيها الذينان آمنوا بالإيمان العلمي قوا أنفسكم وأهليكم من القوى الروحانية نار حجاب البعد والطرد التي يقودها حطب وجود الناسين ميقاق ألست بربكم قالوا بلى وحجارة قلوبهم القاسية وهم الصفات البشرية الطبيعية اليوانية البهيمية السبعية الشيطانية انتهى وأمر الله المؤمنين باتقاء هذه النار المعدة للكافرين كما نص عليه في سورة البقرة حيث قال فإن لم تفعلوا أو لن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين للمبالغة في التحذير ولأن الفساق وإن كانت دركاتهم فوق دركات الكفار فإنهم تبع للكفار في دار واحدة فقيل للذين آمنوا قوا أنفسكم باجبناب الفسوق مجاورة اذينأعدت لهم هذه النار أصالة ويبعد أن يأمرهم بالتوقى عن الارتداد كما في التفسير الكبير عليها} أي على تلك النار العظيمة ﴿مَلَائكَةٌ﴾ تلى أمرها وتعذيب أهلها وهم الزبانية لتسعة عشر وأوانهم فليس المراد بعلى الاستعلاء الحسي بل الولاية والقيام والاستيلاء والغلبة على ما فيها من الأمور قال القاشاني هي القوى السماوية والملكوتية الفعالة في الأمور الأرضية التي هي روحانيات الكواكب السبعة والبروج الأثنى عشر المشار إليها بالزبانية التسعة عشر وغيرها من المالك الذي هو الطبيعة الجسمانية الموكلة بالعالم السفلي وجمع القوى والملكوت المؤثرة في الأجسام التي لو تجردت هذه النفوس الإنسانية عنها ترقت من مراتبها والصلت بعالم الجبروت وصارت مؤثرة في هذه القوى الملكونية ولكنها لما انغمست في الأمور البدنية وقرنت أنفسها بالإجرام الهيولانية المعبر عنها بالحجارة صارت متأثرة منها محبوسة في أسرها معذبة بأيديها ﴿غِلاظٌ﴾ غلاظ القلوب بالفارسية سطبر جكران.
جمع غليظ بمعنى خشن خال قلبه عن الشفقة والرحمة ﴿شِدَادٌ﴾ شدا القوى جمع شديد
٥٩
بمعنى القوى لأنهم أقوياء لا يعجزون عن الانتقام من أعداء الله على ما مروا به وقيل غلاظ الأقوال شداد الأفعال أقوياء على الأفعال الشديدة يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم إذا استرحموا لم يرحموا لأنهم خلقوا من الغضبو جبلوا عى اقهر لالذة لهم إلا فيه فمقتضى جبلتهم تعذيب الخلق بلا مرحمة كما إن مقتضى الحيوان الأكل والشرب ما بين منكى أحدهم مسيرة سنة أو كما بين الشمرق والمغرب يضرب أحدهم بمقمعته ضربة واحدة سبيعن ألفاً فيهوون في النار ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ﴾ أي أمره في عقوبة الكفار وغيرها على أنه بدل اشتمال من الله وما مصدرية أوفقيا أمرهم به على نزع الخافض واء موصولة أي لا يمتنعون منقبول الأمر ويلتزمونه ويعزمون على إتيانه فليست هذه الجملة مع التي بعدها في معنى واحد (وقال الكاشفي) :
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
برشوت فريفته نشوند تا مخالفت امربا يدكرد
كأعوان ملوك النديا يمتنعون بالرشوة
﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ أي يؤدون ما يؤمرون به من غير تثاقل وتوان وتأخير وزيادة نقصان وقال القاضي لا يعصون الله ما أمرهم فيما مضى ويستمرون على فعل ما يؤمرون به في المستقبل قال بعضهم لعل التعير في الأمر أو لا بالماضي مع نفي العصيان بالمستقبل لما إن العصيان وعدمه يكونان بعد الأمر وثانياً بالمستقبل لما أمرهم بعذاب الأشقياء يكون مرة بعد مرة قال بعض الكبار في هذه الآية دليل على عصمة جميع الملائكة السماوية وذلك لأنهم عقول مجردة بلا منازع ولا شهوة فيهم مطيعون اذات بخلاف البشر والملائكة الأرضية الذين لا يصعدون إلا السماء فإن من الملائكة من لا يصعد من الأرض إلى السماء أبداً كما إن منهم من لا ينزل من السماء إلى الأرض أبداً وفيها دليل أيضاً على أنه لا نهي عند هؤلاء الملائكة فلا عبادة للنهي عندهم ففاتهم أجر ترك المنهيات بخلاف الثقلين وملائكة الأرض فإنهم جمعوا بين أجر عبادة الأمر وأجر اجتناب النهي قال الكرماني في شرح البخاري إن قلت التروك أيضاً عمل لأن الأصح الترك كف النفس فيحتاج إلى النية.
قلت : نعم إذا كان المقصود امتثال أمر الشارع وتحصيل الثواب إما في إسقاط العقاب فلا فالتارك للزنى يحتاج فيهلتحصيل الثواب إلى النية وما اشتهر أن التروك لا تحتاج إليها يريدون به في الإسقاط يعني لو أريد بالتروك تحصيل الثواب وامتثال أمر الشارع لا بد فيها من قصد الترك امتثالاً لأمر الشارع فتارك الزنى إن قصد تركه امتثال إلا مريئات يا اأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا} أي يقال لهم عند إدخال الملائكة إياهم النار حسما أمر وابه يعني ون زبانيه كافران رابكناه دوزخ آرند ايشان آغاز اعتذار كرده داعية خلاصي نمايند س حق تعالى باملائكه كويد يا أيها الذين كفروا ﴿لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ﴾ أي في هذا اليوم يعني عذر مكوييد ر وزكه عذر مقبول نيست وفائده نخواهد داد.


الصفحة التالية
Icon