قال بعض أهل التفسير يخزى إما من الخزي وهو الفضاحة فيكون تعريضاً للكفرة اذين قال الله تعالى فيهم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين أومن الخزاية بمعنى الحياء والخجل وهو لأنسب هنا بالنظر إلى شأن الرسول خصوصاً إذا تم الكلام في النبي وإن أريد العنى الأول حينئذٍ يجوز يكون باعتبار أن خزي الأمة لا يخلو عن إنشاء خزي ما في الرسول على ما يشعر به قوله في دعائه اللهم لا تخزنا يوم القيامة ولا تفضحنا يوم اللقاء بعض الإشعار حيث لم يقل لا تخزني كما قال إبراهيم عليه السلام، ولات خزني يوم يبعثون ليكون دعاؤه عاماً لأمته من قوة رحمته وأدخل فيهم نفسه العالية من كمال مروءته قيل الخزي كناية عن العذات لملازمة بينهما والأولى العموم لكل خزي يكون سبباً من الأسباب من الحساب والكتاب والعقاب وغيرها ﴿وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ﴾ عطف على النبي ومعه صلة لا يخزى أي لا يخزي الله معهالذين آمنوا أي يعمهم جميعاً بأن لا يخزيهم أو حال من الموصول بمعنى كائنين معه أو متعلق بآموا وهو الموافق لقوله تعالى :[النمل : ٤٤-١٤]﴿وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَـانَ﴾ أي ولا يخزى المؤمنين الذين أتبعوه في الإيمان كما قال آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون وذلك بسوء الحساب والتعبير والعتاب وذل الخحجاب ورد الجواب فيحاسهم حساباً يسيراً بل ويرفع الحساب عن بعضهم ويلاطفهم ويكشف لهم جماله ويعطي مأمولهم من الشفاعة لأقاربهم وإخوانهم ونحو لهم وقال دادو القيصري رحمه الله في قوله تعالى : وأسلمت مع سليمان أي إسلام سليمان أي أسلمت كما أسلم سليمان ومع في هذا الموضع كمع في قوله يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه وقوله وكفى بالله شهيداً محمد رسول الله والذين معه ولا شك إن زمان إيمان المؤمنين ما كان مقارناً لزمان إيمان الرسول وكذا إسلام بلقيس ما كان عند إسلام سليمان فالمراد كما إنه آمن بالله آمنوا بالله وكما أنه أسلم أسلمتانتهى كلام القيصري وتم الكلام عند قوله معه وفيه تعريض بمن أخزاهم الله من أهل الكفر والفسوق كما سبق واستحماد إلى المؤمنين على أنه عصمهم من مثل حالهم وقيل قوله والذين الخ مبتدأ خبره ما بعده من قوله نورهم الخ.
أو خبره معه والمراد بالإيمان هو الكامل حينئذٍ حتى لا يلزم أن لا يدخل عصاة المؤمنين النار نورهم} أي نور إيمانهم وطاعتهم على الصراط قال في عين المعاني نور الإخلاص على الصراط لأهل المعاملة بمنزلة الشمع ونور الصدق لأرباب الأحوال بمنزلة القمر ونور الوفاء لأهل المحبة بنمزلة شعاع الشمس
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
﴿يَسْعَى﴾ السعي المشي القوي السريع ففيه إشارة إلى كمال اللمعان ﴿بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ أي يضيء بين أياديهم يعني قدامهم مع يد يراد بها قدام الشيء لتكون بين اليدين غالباً فالجمع إما بإطلاقه على التثنية أو بكثرة أيدي العباد ﴿وَبِأَيْمَـانِهِم﴾ جمع يمين مقابل الشمال أي وعن إيمانهم وشمائلهم على وجه الإضمار يعني جهة إيمانهم وشمائلهم أو عن جميع جهاتهم وإنما اكتفى ذكرهما لأنهما أشرف الجهاد ومن أدعيته عليه السلام، اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً وأمامي نوراً وخلفي نوراً وفوقي نوراً وفوقي نوراً وتحتي نوراً واجعلني نوراً وقال بعضهم : تخصيص
٦٥
الأيدي والإيمان لأن أرباب السعادة يؤتون صحائف أعمالهم منهما كما أن أصحاب الشقاوة يأتون من شمائلهم ووراء ظهورهم فيكون ذلك علامة لذلك وقائداً على الصراط إلى دخول الجنة وزينة لهم فيها وقال القاشاني : نورهم يسعى بين أيديهم أي الذي لهم بحسب النظر والكمال العلمي وبأيمانهم أي الذي لهم بحسب العمل وكماله إذ النور العلميم ن منبع الوحدة والعلمي من جانب القلب الذي هو يمين النفس أو نور السابقين منهم يسعى بين أيديهم ونور الأبرار منهم يسعى بإيمانهم وقد سبق تمامه في سورة الحديد وفي الحديث من المؤمنين من نروه أبعد ما بيننا وبين عدن أبين ومنهم من نوره لا يجاوز قدمه ﴿يَقُولُونَ﴾ أي يقول المؤمنون وهو الظاهر أو الرسول لأمته والمؤمنون لأنفسهم إذا طفىء نور المنافقين إشفاقاً أي يشفقون على العادة البشرية على نورهم ويتفكرون فيما مضى منهم من الذنوب فيقولون ﴿رَبَّنَآ﴾ أي روردكارما ﴿أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا﴾ نكاه دار وباقي دارنورما تابسلامت بكذريم.


الصفحة التالية
Icon