فيكون المراد بالاتمام هو الإدامة إلى أن يصلوا إلى دار السلام ﴿وَاغْفِرْ لَنَآ﴾ يعني از ظلمت كناه اك كن ﴿إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ من الإتمام والمغفرة وغيرهما وقيل يدعون تقرباً إلى الله تعالى مع تمام نورهم كقوله واستغفر لذنبك وهو مغفور له قال في الكشاف كيف يتقربون وليست الدار دار تقرب قلت لما كانت حالهم كحال المتقربين يطلبون ما هو حاصل لهم من الرحمة سماه تقرباً وقيل يتفاوت نورهم بحسب أعمالهم فيسألون إتمامه تفضلاً فيكون قوله يقولون من باب بنو افلان قتلوا زيداً وقيل السابقون إلى الجية يمرون مثل البرق على الصراط وبغضهم كالريح وبعضهم حبوا وزخفا وأولئك الذين يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وقال سهل قدس سره : لا يسقط الافتقار إلى الله عن المؤمنين في الدنيا ولآخرة وهم في العقبى أشد افتقار إليه وإن كانوا في دار العز والغنى ولشوقهم إلى لقائه يقولون أتمم لنا نورنا.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
واعلم أن ما لا يتم في هذه الدار لا يتم هناك إلا ما كان متعلق النظر والهمة هنا فعرف ثم إن الأنوار كثيرة نور الذات ونور الصفات ونور الأفعال ونور الأفعال ونور العبادات مثل الصلاة والوضوء وغيرهما كما قال لعيه السلام في حديث طويل والصلاة نور والسر فيه أن المصلي يناجي رب ويتوجه إليه وقد قال عليه السلام، في حديث طويل والصلاة نور والسر فيه إن المصلي يناجي ربه ويتوجه إليه وقد قال عليه السلام إن العبد إذا قام يصلي فإن الله ينصب له وجهه تلقاءه والله نور وحقيقة العبد ظلمانية فالذات المظلمة إذا واجهت الظات النيرة وقابلتها بمحاذاة صحيحة فإنها تكتسب من أنوار الذات النيرة ألا ترى القمر الذي هو في ذاته جسم أسود مظلم كثيف صقيل كيف يكتسب النور من الشمس بالمقابلة وكيف يتفاوت اكتسابه للنور بحسب التفاوت الحاصل في المخاذاة والمقابلة فإذا تمت المقابلة وصحت المحاذاة كمل اكتساب النور وفي الحديث بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام في يوم القيامة وفيه إشارة إلى أن كل ظلمة ليست بعذر لترك الجماعة بل الظلمة الشيدة فإن الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعة المرض الذي يبيح التيمم ومثله كونه مقطوع اليد والرجل من خلاف أو مفلوجاً أو لا يستطيع المشي أو أعمى أو المطر والطين والبرد الشديد والظلمة الشديدة للصحيح وكذا الخوف من السلطان أو غيره من المتغلبين وفي الحديث وددت
٦٦
أنا قد رأينا إخواننا قالوا يا رسول الله ألسنا أخوانك قال أتنم أصحابي وأخواننا اذين لم يأوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيتم لو أن رجلاً له خير غير محجلة بين ظهر إني خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض استعار عليه السلام لأثر الوضوء من البياض في وجه المتوضى ويديه ورجليه بنور الوضوء يوم القيامة من البياض الذي في وجه الفرس ويديه ورجليه فإن الغر جمع الأغر والغرة بالضم بياض في جبهة الفرس فوق الدره والتحجيل بتقديم الحاء المهملة بياض قوائم الفرس كلها ويكون في رجلين ويد وفي رجلين فقط وفي رجل فقط ولا يكون في اليدين خاصة إلا مع الرجلين ولا في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الجلين والدهم جمع الأدهم بمعنى الأسود فإن الدهمة بالضم السواد والبهم جمع الأبهم وفرس بهيم إذا كان على لون واحد لم يشبه غيره من الألوان ومنه استعير ما روى إنه يحشر الناس يوم القيامة بهما بالضم أي لسي بهم شيء مما كان في الدنيا نحو البرص والعرج والفرط بفتحتين المتقدم لإصلاح الحوض والدلو
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
يا اأَيُّهَا النَّبِىُّ} أي رسول خبر دهنده يا بلند قدر ﴿جَـاهِدِ الْكُفَّارَ﴾ بالسيف يعني جهادكن با كفاران بشمشير ﴿وَالْمُنَـافِقِينَ﴾ بالحجة أو بالوعيد والتهديد أو بإلقائهم بوجه قهر أو بإفشاء سرهم وقال القاشاني جاهد الكفار والمنافقين للمضادة الحقيقية بينك وبينهم قيل النفاق مستترفي القلب ولم يكن للنبي عليه السلام سبيل إلى ما في القلوب من النفاق والإخلاص إلا بعد إعلام من قبل الله فأمر عليه السلام، بمجاهدة من علمه منافقاً بإعلام الله إياه باللسان دون السيف لحرمة تلفظه بالشهادتين وأن يجري عليه أحاكم المسلمين ما دام ذلك إلى أن يموت ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ واستعمل الحشونة على الفريقين فيما تجاهدهما به من القتال والمحاجة وفيه إشارة إلى أن الغلظة على أعداء الله من حسن الخلق فإن ارحم الرحماء إذا كان مأموراً بالغلظة عليهم فما ظنك بغيره فهي لا تنافي الرحمة على الأحباب كما قال تعالى :﴿أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ﴾ سيرون فيها عذاباً غليظاً يعني ومقام بازكشت كافران ومنافقان اكرايمان نيارند ومخلص نشوند دوزخست.