إلا آية طمع من يرتكب المعصية أن ينفعه صلاح غيره من غير موافقة له في الطريقة والسيرة وإن كان بينه وبينه لحمة نسب أو وصلة صهر قال القاشاني الوصل الطبيعية والاتصالات الصورية غير معتبرة في الأمور الأخروية بل المحبة الحقيقية والاتصالات الروحانية هي المؤثرة فحسب والصورية التي بحسب اللحمة الطبيعية والخلقة والمعاشرة لا يبقى له أثر فيما بعد الموت إذ لا أنساب بينهم يوم القيامة وقس عليه النسب الباطني فإن جميع القوى الخيرة والشريرة وإن تولدت من بين زوجي الروح والجسد لكن الشريرة ليست من أهل الروح في الحقيقة مثل ولد نوح فكل من السعداء والأشقياء مفترقون في الدارين.
ه نسبت است برندى صلاح وتقويرا
سماع وعظ كجا نغمه رباب كجا
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ أي جعل حالها مثلاً لحال المؤمنين في أن وصلة الكفر لا تضرهم حيث كانت في الدنيا تحت أعداء الله وهي في أعلى غرف الجنة والمراد آسية بنت مزاحم يقال رجل آسى وامرأة آسية من الأسى وهو الحزن قال بعض الكبار : الحزن حلية الأدباء ومن لم يذق طعام الحزن لم يذق لذه العبادة على أنواعها أو من الاسو وهو المداواة والآسى بالمد الطبيب ويقال هذا حث للمؤمنين على الصبر في الشدة حتى لا يكونوا في الصبر عند الشدة أضعف من امرأة فرعون التي صبرت على أذى فرعون كما سيجيء ﴿إِذْ قَالَتِ﴾ ظرف للمثل المحذوف أي ضرب الله مثلاً للمؤمنين حاله إذ قالت ﴿رَبِّ﴾ أي بروره كا من ﴿ابْنِ لِى﴾ على أيدي الملائكة أو بيد قدرتك فإنه روى إن الله تعالى خلق جنة عدن بيده من غير واسطة وغرس شجرة طوبى بيدة ﴿عِندَكَ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ﴾ أي قريباً من رحمتك على أن الظرف حال من ضمير المتكلم لأن الله منزه عن الحلول في مكان أو ابن لي في أعلى درجات المقربين فيكون عند ظرفا للفعل وفي الجنة صفة لبيتا وفي عين المعاني عندك أي من عندك بلا استحقاق مني بل كرامة منك.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٤٧
روى) إنها لما قالت ذلك رفعت الحجب حتى رأت بيتها في الجنة من رة بيضاء وانتزع روحها سئل بعض الظرفاء اين في القرآن مثل قولهم الجار قبل الدار قال قوله ابن لي عندك بيتاً في الجنة فعندك هو المجاورة وبيتا في الجنة هو الدار ﴿وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ﴾ الجاهل ﴿وَعَمَلِهِ﴾ الباطل أي من نفسه الخبيتة وسوء جوارها ومن عمله السيء الذي هو كفره ومعاصيه ﴿وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّـالِمِينَ﴾ أي من القبط التابعين له في الظلم.
(روى) إنه لما غلب موسى عليه السلام السحرة آمنت امرأة فرعون وقيل هي عمة موسى آمنت به فلما تبين لفرعون إسلامها طلب منها أن ترجع عن إيمانها فأبد فأوتد يديها ورجليها بأربعة أو تاديعني أو راها ميخ كرد وربطها وألقاها في الشمس حق تعالى ملائكة رابفر مودتا كردوى در آمده ببالها خود اورا سايه كردند.
وأراها الله بيتها في الجنة ونسيت ما هي فيه من العذاب فضحكت فعند ذلك قالوا هيم جنونة تضحك وهي في العذاب وفي هذا بيان إنها لم تمل إلى معصية مع أنها كانت معذبه فلتكن صوالح النساء هكذا وقال الضحاك أمر بأن يلقى عليها حجر رخى وهي في الأوتاد فقالت رب ابن لي عندك نينا في الجنة فما وصل الحجر إليها حتى رفع روحها إلى
٦٩
الجنة فألقى الحجر عليها بعد خروج فلم تجد ألماً وقيل اشتقات إلى الجنة وملت من صحبة فرعون فسألت ذلك.
ودر أكثر تفاسير هست كه حق سبحانه ويرا بآسمان ابرد بسدوى وحالا دربهشت است.
كما قال الحسن البصري قدس سره رفعت إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب وتتنعم قال في الكشاف وفيه دليل على أن الاستعاذة بالله والالتجاء إليه ومسألة الخلاص منه عندا لمحن والنوازل من سير الصالحين وسنن الأنبياء والمرسلين (وفي المثنوى) :
تا فرود آيد بلايى دافعي
ون نباشد از تضرع شافعي
جز خضوع وبندكى واضطرار
اندرين حضرت ندارد اعتبار
فقدم الدعاء بكشف الضر مذموم عند أهل الطريقة لأنه كالمقاومة مع الله ودعوى التحمل لمشاقة كما قال ابن الفارض قدس سره :
ويحسن إظهار التجلد للعدى
ويقبح غير العجز عند الأحبة