﴿طِبَاقًا﴾ صفة لسبع سموات وقولهم الصفة في الإعداد تكون للمضاف إليه كما في قوله سبع بقرات سمان لا يطرد ويجوز جعله حالاً لأن سبع سموات معرفة لشمولها الكل وهو مصدر بمعنى الفاعل يقال طابقه مطابقة وطباق الشيء مثل كتاب مطابقة بكسر الباء وطابقت بين الشيئين إذا جعلتهما على حذو واحد وألزقتهما والباب يدل على وضع شيء مبسوط على مثله حتى يغطيه والمعنى مطابقة بعضها فوق بعض وسماء فوق سماء غلظ كل سماء خمسمائة عام وكذا جوها بلا علاقة ولا عماد ولا مماسة فالسماء الدنيا موج مكفوف أي ممنوع من السيلان والثانية من درة بيضاء والثالثة من حديد والرابعة من ناس أو صفر والخامسة من فضة والسادسة من ذهب والسابعة من ياقوتة حمراء وبين السابعة وما فوقها من الكرسي والعرش بحار من نور قال القاشاني نهاية كمال عالم الملك في خلق السموات أن لا يرى احكم خلقاً وأحسن نظاماً وطباقاً منها قال الجمهور أن الأرض مستديرة كالكرة وإن السماء الدينا محيطة بها من كل جانب إحاطة البيضة بالمح فالصفرة بمنزلة الأرض وبياضها بمنزلة الماء وجلدها بمنزلة السماء غير أن خلقها ليس فيه استطالة كاستطالة البيضة بل هي مستديرة كاستدارة الكرة المستديرة اخرط حتى قال مهندسوهم لو حفر ف يلوهم وجه الأرض لأدى إلى الوجه الآخر ولو ثقب مثلاً بأرض الأندلس لنفذ الثقب بأرض الصين وإن السما الثنية محيطة بالدنيا وهكذا إلى أن يكون العرش محيطاً بالكل والكرسي الذي هو أقربها إليه بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في فلاه فما ظنك بما تحته وكل سماء في التي فوقها بهذه النسبة
٧٨
﴿مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ﴾ استئناف والخطاب للرسول أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب ووضع خلق الرحمن موضع الضمير إذا المقام مقام أن يقال في خلقه وهي السموات على أن يكون بمعنى المخلوق والإضافة بمعنى اللام للإشعار بأنه تعالى خلقها بقدرته القاهرة رحمة وتفضلاً ومن لتأكيد النفي والمعنى ما ترى فيه شيئاً من اختلاف واضطراب في الخلقة وعدم تناسب بل هو مستوٍ مستقيممٍ قال القاشاني : سلب التفاوت عنها بساطتها واستدارتها ومطابقة بعضها بعضاً وحسن انتظامها وتناسبها وهو من الفوت فإن لاك من المتفاوتين يفوت منه بعض ما في الآخر فلا يناسبه ولا يلائمه قال الراغب : التفاوت الاختلاف في الأوصاف كأنه يفوت وصف أحدهما الآخر أو وصف كل واحد منهما الآخر وجعل بعض العلماء خلق الرحمن عاماً فسئل بأن المخلوقات بأسرها على غاية التفاوت لأن الليل غير النهار إلى غير ذلك من الأضداد ثم أجاب بأن ليس فيها تناقص أو زيادة غير محتاج إليها أو نقصن محتاج إليه بل الكل مستقيمة مستوية دالة على أن خالقها عالم انتهى وفي الآية إشارة إلى شمول رحمته الرحمانية الواسة كل شيء كما قال يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة لأن الموجودات كلها علوي كانت أو سفلية نورانية كانت أو ظلمانية روحانية كانت أو جسمنية خلقت من نور الرحمن ورحمته من غير تفاوت في الخلقة وأصل الرزق.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
اديم زمين سفره عام اوست
برين خوان يغماه دشمن ه دوست
﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ﴾ أي رده إلى رؤية السماء حتى يتضح ذلك بالمعاينة ولا يبقى عندك شبهة ما وجع يجيء لازماً ومتعدياً يقال رجع بنفسه رجوعاً وهو العود إلى ما منه البدء مكاناً كان أو فعلاً أو قولاً بذات كان رجوعه أو بجزء من أجزائه أو بفعل من أفعاله ورجعه غير رجعاً أي رده وأعاده ﴿هَلْ تَرَى﴾ فيها ﴿مِن فُطُورٍ﴾ جمع فطر كما في القاموس وهو الشق.
(كما قال في تاج المصادر) : الفطر آفريدن وابتداكردن وشكافتن.
يقال فطره فانفطر أي شقه فانشق والمعنى من شقوق وصدوع لامتناع خرقها والتئامها قاله القاشاني : ولو كان لها فروج لفاتت المنافع التي رتبت لها النجوم المفرقة في طبقاتها أو بعضها أو كمالها كما في المناسبات فإذالم بر في السماء فطور وهي مخلوقة فالخالق أشد امتناعاً من خواص الجسمانيات ﴿ثُمَّ اْرجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ﴾ أي رجعتين أخريين وأعد النظر مرة بعد مرة في طلب الخلل والعيب.
يعني اكربيك نكريستن معلوم نكردد تكراركن نكريستن را.
والمراد بالتثنية التكرير والتكثير كما في لبيك وسعديك يريد إجابات كثيرة وإعانات وفيرة بعضها في أثر بعض وذلك لأن الكلام الآتي لا يقع بالمرتين أي رجة بعد رجعة وإن كثرت قال الحسن رحمه الله لو كررته مرة بعد مرة إلى يوم القيامة لم تر فيه فطوراً وقال الواسطي رحمه الله كرتين أي قلباً وبصراً لأن الأول كان بالعين خاصة والحاصل أن تكرار النظر وتجوال الفكر مما يفيد تحقيق الحائق وإذا كان ذلك النظر فيها عند طلب الخروق والشقوق لا يفيد إلا الكلال والحرمان تحقق الامتناع وما اتعب من طلب وجود الممتنع ﴿يَنقَلِبْ﴾ ينصرف ويرجع وبالفارسية باز كردد ﴿إِلَيْكَ﴾ بسوى تو ﴿الْبَصَرَ﴾ شم تو ﴿خَاسِئًا﴾ أي
٧٩


الصفحة التالية
Icon