ذليلاً بعيداف محروماً منإصابة ما التمسه من العيب والخلل كأنه يطرد عن ذلك طرد بالصغار والذلة فقوله ينقلب مجزوم على إنه جواب الاومر وخاسئاً حال من البصر وهو مع إنه اسم فاعل من خسأ بمعنى تباعد وهرب ففيه معنى الصغار والذلة فإذا قيل خسأ الكلب خسوء افمعناه تباعد من هو إنه وخوفه كأني زجر وطرد عن مكانه الأول بالصغار وخسأ يجبي متعدياً أيضاً بقال خسأت الكلب فخسأ أي باعدته وطردته وزجرته مستهيناً به فانزجر وذلك إذا قيل له اخسأ قال الراغب ومنه خسأ البصر أي انقبض من مهانة وفي القاموس اخاسيء من الكلاب والخنازير المبعد لاي ترك أن يدنو من الناس ولا يكون خاسئاً في الآية من المتعدى إلا بأن يكون بمعنى المفعول أي مبعداً ﴿وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ أي كليل وبالاية الأعياء لطول المعاودة وكثرة لمراجعة وهو فعيل بمعنى الفاعل من الحسور الذي هو الأعياء كما في تاج المصادر الحسور رنجه شدن وكندشدن شم از مسافت دور.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
وقال الراغب يقال للمعي حاسر ومحسور أما الحاسر فتصور إنه قد حسر بنفسه قواه وإما المحسور فتصور إن التعب قد حسره وقوله تعالى :﴿وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ يصح أن يكون بمعنى حاسر وبمعنى محسور انتهى.
والجملة حال من البصر أو من الضمير المستتر في خاسئاً فيكون من قبيل الأحوال المتداخلة قال بعضهم فإذا كان الحال هذا في بعض المصنوع فكيف عند طلب العلم بالصانع في كماله وجلاله وجماله فكيف بمن يتفوه بالحلول والاتحاد حسبه جهم وبئس المهاد.
كتاب تفسير روح البيان ج١٠ من ص٨٠ حتى ص٩٠ رقم٩
سبحانه من تحير في ذاته سواء
فهم خرد بكنه كمالش نبرد راء
عمري خرد و شمه ها شمها كشاد
تابر كمال كنه اله افكند نكاه
ليكن كشيد عاقبتش در دوديده ميل
شكل الف كه حرف نخستست ازاله
وفي التأويلات النجمية : فرجع بصرك الظاهر من ظواهر الأشياء إلى بصرك الباطن ومن بصرك الباطن إلى بواطن الأشياء يعني انظر باتحاد بصرك وبصيرتك إلى ظواهر الأشياء وبطوانها هل تر من شقوق الخلاف بحسب استعداد كل واحد من الموجودات لإعطائه كل ذي حق حقه ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير معد عن رؤية اخلل ومطالعة الزلل كما قال الامام حجة الإسلام قدس سره في بعض كلماته ليس في الإمكان ابدغ من هذا الوجود لاته لو كان ولم يظهر لكان بخلاف وهو جواد ولكان عجزا وهو قادر كما قال تعالى : الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقال بعضهم إنما لم يكن في الإمكان ابدع مما كان أي أظهر من هذا العالم لأنه مأثم الاتبتان الحق في المرتبة الأولى وهو القدم والعالم في الثانية وهو الإمكان والحدوث فلو خلق ما خلق إلا ما لا يتناهى فلا يزال في المرتبة الثانية الإمكانية ولقد زينا السماء الدنيا} بيان لكون خلق السموات في غاية الحسن والبهاء أثر بيان خلوها عن شائبة القصور وتصدير الجملة بالقسم لإبراز كمال الاعتناء بمضمونها أي وبالله لقد زنيا أقرب السموات إلى الأرض والناس وجملناها فالزين والتزيين بالفارسية آراستن.
وهو ضد الشين بالفارسية معيوب كردن.
والدنيا
٨٠
تأنيث الأدنى بمعنى الأقرب وكون السماء من سائر السموات إنما هو بالإضافة إلى ما تحتها من الأرض لا مطلقاً لأن الأمر بالعكس بالإضافة إلى ما فوقها من العرش ﴿بِمَصَابِيحَ﴾ برغها.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢


الصفحة التالية
Icon