قال في تاج المصادر الخزن نكاه داشتن مال وسر ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ﴾ أي : وقالوا لهم أيها الكفرة الفجرة ألم يأتكم في الدنيا ﴿نَذِيرٌ﴾ أي منذر يتلو علكيم آيات ربكم وينذكرم لقاء يومكم هذا والإنذار الإبلاغ ولا يكون إلا في التخويف ويعدى إلى مفعولين كما في تاج المصادر ﴿قَالُوا﴾ اعترافاً بأنه تعالى قد از اح عللهم بالكلية ببعثة الرسل وإنذارهم ما وقعوا فيه وإنهم لم يأتوا من قدره كما تزعم المجبرة وإنما أتوا من قبل أنفسهم واختيارهم خلاف ما اختار الله فأمر به وأوعد على ضده ﴿بَلَى﴾ لإيجاب نفي إتيان النذير ﴿قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ﴾ جمعوا بين حرف الجواب ونفس الجملة المجب بها مبالغة في الاعتراف وتحسرا على فوت سعادة التصديق وتمهيداً لبيان التفريط الواقع منهم أي قال كل فوج من تلك الأفواج قد جاء نا نذير أي واحد حقيقة أو حكماً كأنبياء بني إسرائيل فإنهم في حكم نذير والحد فأنذا وتلا علينا ما نزل الله عليه من آياته روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام إنه قال أنا النذير والموت المغير يعني موت عارت كننده است والساعة الموعد يعني قيامت وعده كاهست ﴿فَكَذَّبْنَا﴾ ذلك النذير في كونه نذيراً من جهته تعالى فإن قلت هذا يقتضي أن لا يدخلها الفاسق المصر لأنه لم يكذب النذير قلت قد دلت الأدلة السمعية على تعذيب العصاة مطلقاً والمراد بالفوج هنا بعض من ألقى فيها وهم الكفرة كما سبق ﴿وَقَالَ﴾ في حق ما تلاه من الآيات إفراطاً في التكذيب وتمادياً في الكير بسبب الاشتغال في الأمور الدنيوية والأحكام الرسومية الخلقية ﴿مَا نَزَّلَ اللَّهُ﴾ على أحد ﴿مِن شَىْءٍ﴾ من الأشايء فضلاً عن تنزيل الآيات عليكم وقال بعضهم : ما نزل الله من كتاب ولا رسول ﴿إِنْ أَنتُمْ﴾ أي ما تم يا معشر الرسل في ادعاء إن الله تعالى نزل عليكم آيات تنذر وثنا بما فيها ﴿إِلا فِى ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾ بعيد عن الحق والصواب وجمع ضمير الخطاب مع أن مخاطب كل فوج نذيره لتغليبه على أمثاله مبالغة في التكذيب وتماديا في التضليل كما ينبىء عنه تعميم النمزل مع ترك ذكر المنزل عليه فإنه ملوح بعمومه حتماً
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
﴿وَقَالُوا﴾ أيضا معترفين بأنهم لم يكؤنو
٨٤
ممن يسمع أو يعقل ﴿لَوْ كُنَّا﴾ في الدنيا ﴿نَسْمَعُ﴾ كلاماً ﴿أَوْ نَعْقِلُ﴾ شيئاً وفيه دليل على أن القعل حجة التوحيد كالسمع وقدم السمع لأنه لا بد أولاً من سماع ثم تعقل المسموع وقال سعدى المفتي قوله لو كنا الخ.
يجوز أن يكون إشارة إلى قسمي الإيمان التقليدي والتحقيقي أي الاستدلالي لأنه يحتاج إلى النظر دون التحقيقي العياني لأنه يحصل بالكشف لا العقل ﴿مَا كُنَّا﴾ اليوم ﴿فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ أي في عداد أهل النار الموقدة وأتباعهم وهم الشياطين لقوله تعالى :[الملك : ١١]﴿وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ كٌّ الخزنة قالوا لهم في تضاعيف التوبيخ ألم تسمعوا آيات ربكم من السنة السل ولم تعقلوا معانيها حتى لا تكذبوا بها فأجابوا بذلك وفي التأويلات النجمية لو كنا نسمع بأسماع قلوبنا أو نعقل بعقول أروحنا ما كنا في أصحاب السعير ولكنا سمعنا بأسماع محتومة وعقول معلولة مقفولة فاعترفوا} اضطرار أحين لا ينفعهم الاعتراف وهو إقرار عن معرفة وفي عين المعاني عرفوا أنفسهم بالجرم ﴿بِذَنابِهِمْ﴾ اختياراً بصرف قوامهم إلى سوء الاقتراف وهو كفرهم وتكذيبهم بآيات الله ورسله وقال بعضهم أفرد الذنب لأنه يفيد فائدة الجمع بكونه اسم جنس شامل للقليل والثكيرا وأريد به الكفر وهو وإن كان على أنواع فهو ملة واحدة في كونه نهاية الجرم واقتضاء الخلود الأبدي في النار ﴿فَسُحْقًا﴾ مصدر مؤكد إما لفلع متعد من المزيد بحذف الزوائد أي فأسحقهم الله أي أبعدهم من حرمته سحقاً أي إسحاقا وإبعاداً بسبب ذنبهم أو لفعل مرتب على ذلك الفعل أي فأسحقهم الله فسحقوا أي بعدوا سحقاً أي بعداً ويقال سحق الشيء مثل كرم فهو سحيق أي بعد فهو بعيد قيل هو تحقيق وقيل هو على الدعاء وهو تعليم من الله لعباده أن يدعوا عليهم به كما في التيسير ومعناه بالفارسية س دور كرد خداي تعالى دور كردنى ايشان را از رحمت خود.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢


الصفحة التالية
Icon