قال عضهم دعاء عليهم من الله إشعرا ً بأن المدعو عليهم مستحقون لهذا الدعاء وسيقع عليهم المدعو به من البعد والهلاك ﴿لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ اللام للبيان كما في هيت لك والمراد الشياطين والداخلون من الكفرة وفيه إشارة إلى أن الله تعالى بعد أهل الجحاب من جنة القرب وقربهم من جهنم البعد ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ﴾ أي يخافون عذابه وهو عذاب يوم القيامة ويوم الموت ويوم القبر خوفاً وراء عيونهم حال كون ذلك العذاب غائباً عنهم ولم يعايتوه بعد على أن بالغيب حال من المضاف المقدر أو غائبين عنه تعالى أي عن معاينة عذابه وأحكام الآخرة أو عن أعين الناس لأنهم ليسوا كالمنافقين الذين إذا لقوا المؤمنين قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون على أنه حال من الفاعل وهو ضمير يخشون أو بما خفي منهم وهو قلوبهم فالباء للاستعانة متعلقة يخيشون والألف واللام اسم موصول وكانوا يشمون من كبد أبي بكر الصديق رضي الله عنه رائحة الكبد امشوي من شد الخوف من الله تعالى وكان عليه السلام يصلي ولصدره ازيز كازيز المرجل من البكاء والأزيز الغليان وقيل صوته والمرجل قدر من نحاس ﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ﴾ عظيمة تأتي على جميع ذنوبهم ولما كان السرور إنما يتم بالإعطاء قال ﴿وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ أي ثواب
٨٥
عظيم في الآخرة فضلاً منه تعالى كيون لهم به من الإكرام ما ينسيهم ما قاسوه في الدنيا من شدائد الآلام وتصغر في جنبه لذائذ الدنيا وهو الجنة ونعميها.
كفته اندايمنى از وشاديد ومكاره يعني مزد ثرسندكان امان باشد ازهر ه مى ترسند :
لا تخافوا مده ترسنده است
هركه مى ترسد مبارك بنده است
خوف وخشيت خاص دانيان بود
هركه دانانيست كي ترسان بود
ترسكارى رستكارى آورد
هركه درد آرد عوض درمان بود
فلا بد من العقل أو لا حتى يحصل الخوف ثانياً وكان بعض الأكاسرة وكانوا اعقل الملوك يرتب واحداً يكون وراءه بالقرب منه يقول إذا اجتمعت جنوده أنت عبد لا يزال يكرر ذلك والملك يقلو له كلما قاله نعم وهكذا حال من يعرف مكر النفس ويخاف الله بقلبه قال مسروق إن المخافة قبل الرجاء فإن الله تعالى خلق جنة وناراً فلن تخلصوا إلى الجنة حتى تمروا بالنار قال تعالى :﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا﴾ قال فضيل قدس سره إذا قيللك أتخاف الله فاسكت فإنك إذا قلت لا فقد جئت بأمر عظيم وإذا قلت نعم فالخائف لا يكون على ما أنت عليه ألا ترى إن الله تعالى لما اتخذ إبراهيم عليه السلام، خليلاً ألقى في قلبه الوجل حتى إن خفقان قلبه يسمع من بعيد كما يسمع خفقان الطير في الهواء وقيل لفضيل بم بلغ بك الخوف الذي بلغ قال بقلة الذنوب فللخوف أسباب وأول الأمر العقل السليم ثم يصحل كما له بترك العصيان وذلك إن ترك المعصية وإن كان نتيجة الخوف لكن القلب يترقى في الرقة بترك المعصية فشيتد خوفه فقاسى القلب لا يعرف الخوف لأن عقله ضعيف مغلوب يقال العقل كالبعل والنفس كالزوجة والجسم كالبيت فإذا سلط العقل على النفس اشغلت النفس بمصالح الجسم كما تشتغل المرأة المقهورة مصالح البيت فصلحت الجملة وإن غلبت النفس كان سعيها فاسداً كالمرأة التي قهرت زوجها ففسدت الجملة.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
مبر طاعت نفس شهوت رست
كه هرستاعتش قبله ديكرست
كرا جامه اكست وسيرت ليد
در دوزخش رانبايد كليد
وأسروا قولكم أو أجهروا به} ونهان سازيد سخن خودرا درشان يغمبر عليه السلام، يا آشكارا كنيذد مرانرا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما، نزلت في المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشيا يعني درباب حضرت يغمبر سخنان ناشايسته كفتنى.
فيظهرالله رسوله عليها، فقال بعضهم لبعض أسر وأقولكم كيلاً يسمع رب محمد فيخبره بما لو تقون فقيل لهم أسر وا ذلك او اجهروا به فإن الله يعلمه وأسرار الأقوال وأعلانها مستويان عنده تعالى في تعلق علمه والأمر للتهديد لا للتكليف وتقديم السر على الجهر للإيذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرون من أول الأمر والمبالغة في بيان شمول علمه المحيط بجميع المعلومات كأن علمه تعالى بما يسر ونه اقدم منه بما يجهرون به مع كونهما في الحقيقة على السوية فإن علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شيء في نفسه علم بالنسبة إليه تعالى أو لأن مرتبة السر متقدمة على مرتبة الجهر إذ ما من شيء يجهر به إلا وهو اومباديه مضمر في القلب
٨٦


الصفحة التالية
Icon