حكى) إن بعض الملوك كان له عبد يقبل عليه أكثر مما يقبل على أمثالها ولم يكن أحسن منهم صورة ولا أكثر منهم قيمة فكانوا يتعجبون من ذلك فركب الملك يوماً إلى الصحراء ومعه أصحابه وعبيده فنظر إلى جبل بعيد عليه قطعة ثلج نظرة واحدة ثم اطرق فركض ذلك العبد فرسه من غير أن ينظر الملك إليه ولا أشار بشيء من ذلك ولم تعلم الجماعة لأي شيء ركض فرسه فما لبث إلا ساعة حتى عاد ومعه شيء من الثلج فقيل له بم عرفت إن الملك أراد الثلج فقال لأنه نظر إليه ونظر الملوك إلى شيء لا يكون عبثاً فقال الملك لهذا أقر به وأقدمه عليكم فإنكم مشغولون بأنفسكم وهو مشغول بمراقبة أحوالي وفي التأويلات النجمية : بشير إلى طيران الأرواح العلوية المخلوقة قبل الأجساد بألفي عام الباسطات الأجنحة الروحانية القابضات القوادم الجسمانية من العوالم.
الهيولانبة ما يمسكهن إلا الرحمن المشتمل على الاسم الحفيظ وبه يمسكها فيج و سماء القدرة إنه بكل شيء بصير يعلم كيف يخلق الأشياء الغريبة وكيف يدبر الأمور العجيبة ﴿أَمَّنْ هَاذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَانِ﴾ لصله أم من على أن أم منقطعة مقدرة ببل المفيدة للانتقال من توبيخهم على ترك التأمل فيما يشاهدونه من أحوال الطير المنبئة عن تعاجيب آثار قدرة الله إلى التبكيت بما ذكر والالتفات للتشديد في ذلك والاستفهام متوجه إلى تعيين الناظر لتبكيتهم بإظهار عجزهم عن تعيينه ولا سبيلي هنا إلى تقدير الهمزة مع بل لأن ما بعدها من الاستفهامية ولا يدخل الاستفهام على الاستفهام ومن مبتدأ وهذا خبره والموصول مع صلت صفته وإيثار هذا لتحقير الشمار إليه وينصركم صفة لجند بالاعتبار لفظه والجند جمع معد للحرب والمنى بل من هذا الحقير الذي هو في زعمكم جند لكم وعسكر وعون من آلهتكم وغيرها ينصركم عند نزول العذاب والآفات متجاوزا نصر الرحمن فمن دون الرحمن حال من فاعل ينصركم ودون بمعنى غيرأ وينصركم نصراً كائناً من دون نصره تعالى على أنه نعت المصدره أو ينصركم من عذاب كائن من عند الله على إنه متعلق بيصنركم وقد تجعل من موصولة مبتدأ وهذا مبتدأ ثانياً والموصول مع صلته خبره والجملة سلة من بتقدير القول وينصركم وأم منقطعة أو متصلة والقرينة محذوفة بدلالة السياق على أن يكون المعنى الله الذيل هذه الأوصاف الكاملة والقدرة الشاملة ينصركم وينجيكم من الحسف والحصب إن أصابكم أم الذي يشار إليه ويقال في حقه هذا الذي تزعمون إنه جند لكم ينصركم من دون الله وإيثار الرحمن للدلالة على أن رحمة الله هي المنجية من عضبه لا غير قال القاشاني أي من يشار إليه ممن يستعان به من الأغيار حتى الجوارح والآلات والقوى وكل ما ينسب إليه التأثير والمعونة من الوسائط فيقال هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن فيرسل ما أمسك من النعم الباطنة والظاهرة أو يمسك ما أرسل من النعم المعنوية والصورية لو يحصل لكم ما منع ولم يقدر لكم أو يمنع ما أصابكم به وقدر عليكم
٩٢
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢


الصفحة التالية
Icon