﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلا فِى غُرُورٍ﴾ إن نافية بمعنى ما أي ما هم في زعمهم إنهم محفوظون من النوائب بحفظ آلهتهم لا بحفظة تعالى فقط أو أن آلهتهم تحفظهم من بأس الله إلا في غرور عظيم وضلال فاحش من جهة الشيطان ليس لهم في ذلك شيء شيء يعتد به في الجملة والالتفات إلى الغيبة للإيذن باقتضاء حالهم الأعراض عنهو بيان قبائحهم لغيرهم والإظهار في موضع الإضمار لذمهم بالكفر وتعليل غرورهم به ﴿أَمَّنْ هَاذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ﴾ يعطيكم الرزق ﴿إِنْ أَمْسَكَ﴾ الرحمن وحبس ﴿رِزْقَهُ﴾ بإمساك المطر ومباديه ولو كان الزق موجوداً أو كثيراً وسهل التناول فوضع الأكلة في فمه فأمسكعنه قوة الابتلاع عجز أهل السموات والأرض عن أن يسوغوه تلك اللقمة وإعرابه كإعراب ما سبق والمعنى على تقدير كون من موصولة الله الرزاق ذو القوة المتين يرزقكم أم الذي يقال في حقه هذا الحقير المهين الذي تدعون إنه يرزقكم قال بعض المفسرين كان الكفار يمتنعون عن الإيمان ويعاندون الرسول عليه السلام، معتمدين على شيئين أحدهما : اعتمادهم بمالهم وعددهم والثاني : اعتقادهم أن الأوثان توصل إليهم جميع الخيارت وتدفع عنهم جميع الآفات فأبطل الله عليهم الأول بقوله أممن هذا الذي هو جند لكم الخ ورد عليهم الثاني بقوله اممن هذا الذي يرزقكم الخ ﴿بَل لَّجُّوا فِى عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾ مبنىء عن مقدر يستدعيه المقام كأنه قيل أثر التبكيت والتعجيز لم يتأثروا بذلك ولم يذعنوا للحق بل لجوا وتمادوا في عتواي عناد واستكبار وطفيان ونفور أي شراد عن الحق وتباعد وإعراض لمضادتهم الحق بالباطل الذي أقاموا عليه فاللجاج التمادي في العناد في تعاطي الفعل المزجور عنه والعتو والتجاوز عن الحد والنفور الفرار ففيه تحقير لهم وإشارة إلى أنهم (حمر مستنفرة فرت من قسورة) يعني كوييا ايشان خران وحشى اندر ميدكن كه كريخته باشند از شيريا از صياد ياريسمان دام يا مردم تيرانداز يا آو ازهاى مختلف.
كسى راكه ندار درسر بود
مندار هركزكه حق بشنود
﴿أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلَى وَجْهِه أَهْدَى﴾ الخ مثل ضرب للمشرك والموحد توضيحاً لحالهما والفاء لترتيب ذلك على ما ظهر من سوء حالهم وتقديم الهمزة عليها صورة إنما هو لاقتضائها الصدارة وإما بحسب المعنى فالأمر بالعكس حتى لو كان مكان الهمزة هل لقيل فهل من يمشي مكباً والمكب الساقط على وجهه وحقيقته صار ذاكب ودخل في الكب وكبه قليه وصرعه يعني اسقطه على وجهه ولا يقال اكبه فإن اكب لازم وعند صاحب القاموس لازم ومتعد ومكبا حال من فاعل يمشي والمعنى فمن يمشي وهو يعثر في كل ساعة ويخر على وجهه في كل خطوة لتوعر طريقه واختلال قواه أشد هداية ورشدا إلى المقصد الذي يؤمه قال في المناسبات لم يسم سبحانه لمشيانه طريقاً لأنه لا يستحق ذلك ولما كان ربما صادق السهل لا عن بصيرة بل عن اتفاق قال أهدى أي أهو أهدى أم من ﴿يَمْشِى سَوِيًّا﴾ أي قائماً سالماً من الخبط والعثار ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ مستوى الأجزاء لا عوج فيه ولا انحراف وقيل المكب كناية عن الأعمى لأنه لا يهتدي إلى الطريق فيتعسف يعني بي راه ميرود فيلزمه إن يكب على وجهه بخلاف البصير السوي.
٩٣
فرقست ميان آنكه از روى يقين
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٧٢
باديده بينا روداندرره دين
با آنكه دوشم بسته بي دست كسى
هركوشه همي رود بظن وتخمين
وقال قتادة هو الكافر أكب على معاصي الله في الدنيا فحشره الله على وجهه إلى النار في العقبى والمؤمن استقام على أمر الله في الدنيا فحشره الله على قدميه إلى الجنة في الآخرة وقيل للنبي عليه السلام، وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشهم على وجوههم وفيه إشارة إلى أن الله تعالى يظهر للإنسان يوم القيامة ما أبطن اليوم خيراً أو شراً.
سيرتي كاندر وجودت غالبست
هم بران تصوير حشرت واجبست


الصفحة التالية
Icon