عمر : ما سمعت من أهل التوحيد حديثاً هو أحب إلى من هذا الحديث وفي تفسير الفاتحة للفناري رحمه الله يتجلى الحق في ذلك اليوم فيقول لتتبع كل أمة ما كانت عبد حتى تبقى هذه الأمة وفيها منافقوها فيتجلى لهم الخلق في أدنى صورة من الصور التي كان يتجلى لهم فيها قبل ذلك فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا فيقول لهم جل وعلا هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها فيقولون نعم فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة فيقولون أنت ربنا فيأمرهم بالسجود فلا يبقى من كان يسجدإلا سجد ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل ظهره طبقة نحاس كلما أراد أن يسجد خر على قفاه وذلك قوله تعالى : يوم يكشف الخ.
وقال أيضاً يكون عى الأعراف من تساوت كفتا ميزانه فهم ينظرون إلى النار وينظرون إلى الجنة ومالهم رجحان بما يدخلهم إحدى الدارين فإذا دعوا إلى السجود وهو الذي يبقى يوم القيامة من التكليف يسجدون فيرحج ميزان حسناتهم فيدخلون الجنة انتهى.
وكفته اندكه دران روزنورى عظيم بناميد وخلق بسجده در افتند.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
فيكون كشف الساق عارة عن التجلي الإلهي كما ذهب إليه البعض وفي الحديث : يوم يكشف عن ساق قيل : عن نور عظيم يخرون له سجداً كما في كشف الأسرار وفيه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : يأخذ الله عز وجل للمظلوم من الظالم حتى لا يبقى مظلمة عند أحد حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص اللبن من الماء فإذا فرغ من ذلك نادى مناد ليسمع الحلائق كلهم ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كنوا يعبدون من دون الله فلاي بقى أحد عبد شيئاً من دون الله إلا مثلت له آلهته بين يديه ويجعل الله ملكاً من الملائكة على صورة عزير ويجعل ملكاً من الملائكة على صورة عيسى بن مريم فيتبع هذا اليهود ويتبع هذا النصارى ثم تلويهم آلهتهم إلى النار وهم الذين يقول الله لو كان هؤلاء إلهة ما ورودها وكل فيها خالدون وإذا لم يبق إلا المؤمنون وفيهم المنافقون قال الله لهم ذهب الناس فألحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فينصرفعنهم فيمكث ما شاء أن يمكث ثم يأتيهم فيقول أيها الناس ذهب الناس فألحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد يره فينصرف الله عنهم فيمكث ما شاء أن يمكث ثم يأتيهم فيقول أيها الناس ذهب الناسفألحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فيكشف لهم عن ساق ويتجلى لهم من عظمته مايعرفون به إنه ربهم فيخرون سجداً على وجوههم ويخر كل منافق على قفاه وتجعل أصلابهم كصياصي البقر ثم يضرب الصراط بين ظهراني جهنم انتهى.
واعلم أن حديث التحول مجمع عليه وهو من آثار الصفات الإلهية كرؤيته في المنام في الصورة الإنسانية وإلا فالله تعالى بحسب ذاته منزه عن الصورة وما يتبعها ومن مشى على المراتب لم يعثر ثم إن الآية دلت على جواز ورود الأمر بتكليف ما لا يطاق القدرية لا يقولون بذلك ففيها حجة عليهم كما في أسئلة المقحمة لكن ينبغي أن يعلم أن المراد بما لا يطاق هو المحال العادي كنظر الأعمى إلى المصحف ولا نزاع في تجويز التكليف به وكذا المحال العارضي كإيمان أبي جهل فإنه صار محالاً بسبب عارض وهو أخبار الله
١٢٢
تعال بأنه لا يؤمن وقد أجاز الأشاعرة التكليف به ومنعه المعتزلة وإما المحال العقلي وهو الممتنع لذاته كإعدام القديم فلم يذهب إلى جواز التكليف به أحد خاشعة أبصارهم} حال من مروفع يدعون على أن أبصارهم مرتفع به على الفاعلية ونسبة الخشوع إلى الأبصار لظهور أثره فيها وإلا فالأعضاء أيضاً خاشعة ذليلة متواضعة بل الخاشع في الحقيقة هو القلب لكونه مبدأ الخشوع.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٠٠
وقال الكشافي) : يعني خداوندان أبصار سر دريش افكنده وشر منده باشد.