ـ روي ـ أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله لي امرأة لا ترد يد لامس قال :"طلقها" قال : أحبها قال :"إمسكها" خوفاً عليه بأنه إن طلقها اتبعها وفسد هو أيضاً معها فرأى ما في دوام نكاحه
٢٠٢
من دفع الفساد عنه مع ضيق قلبه أولى فلا بد للرجال من تحمل المكاره إلا أنه لا ينبغي للمرء أن يكون ديوثاً كما قال بعض العارفين :
كريز از كفش دردهان نهنك
كه مردن به از زندكاني به ننك
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠١
وكان بعض العلماء يقول : التحمل على أذى واحد من المرأة احتمال في الحقيقة من عشرين أذى منها مثلاً فيه نجاة الولد من اللطمة ونجاة القدر من الكسر ونجاة العجل من الضرب ونجاة الهرة من الزجر أي المنع من أكل فضول الخوان وسقاطه والثوب من الحرق والضيف من الرحيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وقال أيضاً :"أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" وقال أيضاً :"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجه من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا" قال النبي عليه السلام مخاطباً لعائشة رضي الله عنها "أيما امرأة تؤذي زوجها بلسانها إلا جعل الله لسانها يوم القيامة سبعين ذراعاً ثم عقد خلف عنقها.
يا عائشة وأيما امرأة تصلي لربها وتدعو لنفسها ثم لا تدعو لزوجها إلا ضرب بصلاتها وجهها حتى تدعو لزوجها ثم تدعو لنفسها.
يا عائشة وأيما امرأة جزعت على ميتها فوق ثلاثة أيام أحبط الله عملها.
يا عائشة وأيما امرأة ناحت على ميتها إلا جعل الله لسانها سبعين ذراعاً وجرت إلى النار مع من تبعها.
يا عائشة أيما امرأة أصابتها مصيبة فلطمت وجهها ومزقت ثيابها إلا كانت مع امرأة لوط ونوح في النار وكانت آيسة من كل خير وكل شفاعة شافع يوم القيامة يا عائشة وأيما امرأة زارت المقابر إلا لعنها الله تعالى ولعنها كل رطب ويابس حتى ترجع فإذا رجعت إلى منزلها كانت في غضب الله ومقته إلى الغد من ساعته فإن ماتت من وقتها كانت من أهل النار.
يا عائشة اجتهدي ثم اجتهدي فإنكن صواحبات يوسف وفاتنات داود ومخرجات آدم من الجنة وعاصيات نوح ولوط.
يا عائشة ما زال جبريل يوصيني في أمر النساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن.
يا عائشة أنا خصم كل امرأة يطلقها زوجها" ثم قال :"يا عائشة وما من امرأة تحبل من زوجها حين تحبل إلا ولها مثل أجر الصائم بالنهار والقائم بالليل الغازي في سبيل الله.
يا عائشة ما من امرأة أتاها الطلق إلا ولها بكل طلقة عتق نسمة وبكل رضعة عتق رقبة.
يا عائشة أيما امرأة خففت عن زوجها من مهرها إلا كان لها من العمل حجة مبرورة وعمرة متقبلة وغفر لها ذنوبها كلها حديثها وقديمها سرها وعلانيتها عمدهاوخطأها أولها وآخرها.
يا عائشة المرأة إذا كان لها زوج فصبرت على أذى زوجها فهي كالمتشحطة في دمها في سبيل الله وكانت من القانتات الذاكرات المسلمات المؤمنات التائبات" كذا في "روضة العلماء" وفيه تطويل قد اختصرته وحذفت بعضه.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠١
والإشارة في الآية أن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء لأن وجودهن تبع لوجودهم وهم الأصول وهن الفروع فكما أن الشجرة فرع الثمرة بأنها خلقت منها فكذلك النساء خلقن من ضلوعهم فكما كان قيام حواء قبل خلقها وهي ضلع بآدم عليه السلام وهو قوام عليها فكذلك الرجال على النساء بمصالح أمور دينهن ودنياهن قال تعالى :﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (التحريم : ٦) واختص الرجال باستعدادية
٢٠٣
الكمالية للخلافة والنبوة فكان وجودهم الأصل ووجودهن تبعاً لوجودهم للتوالد والتناسل قال عليه السلام :"كمل من الرجال كثير وما كمل من النساء إلا آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" ومع هذا ما بلغ كمالهن إلى حد يصلحن للخلافة أو النبوة وإنما كان كمالهن بالنسبة إلى النسوة لا إلى الرجال لأنهن بالنسبة إليهم ناقصات عقل ودين حتى قال في عائشة رضي الله عنها مع فضلها على سائر النساء "خذوا ثلثي دينكم عن هذه الحميراء" فهذا بالنسبة إلى الرجال نقصان حيث لم يقل خذوا كمال دينكم ولكن بالنسبة إلى النساء كمال لأنه على قاعدة قوله تعالى :﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الانثَيَيْنِ﴾ (النساء : ١١) يكون حظ النساء من الدين الثلث فكماله كان الثلثين بمثابة الذكور بمثل حظ الأنثيين، قال الفقير جامع هذه المجالس النفيسة :
مرد بايد تاكه اقدامي كند
در طريقت غيرت نامي كند
ون نه كامل زمردي دم مزن
ون نه دلبر مكو از حسن تن
زن كه كامل شد زمردان دست برد
مرد ناقص ون زن ناقص بمرد
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٠١


الصفحة التالية
Icon