ومنها الوشم وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم يخشى بكحل أو بنيلنج وهو دخان الشحم يعالج به الوشم حتى يخضر.
قال بعض أصحاب الشافعي وجبت إزالته إن أمكن بالعلاج وإلا فبالجرح إن لم يخف فوت عضو.
ومنها الوشر وهو أن تحدد المرأة أسنانها وترققها تشبيهاً بالشواب.
ومنها التنمص : وهو نتف شعور الوجه يقال تنمصت المرأة إذا تزينت بنتف شعر وجهها وحاجبها والنامصة المرأة التي تزين النساء بالمنمص والمنمص والمنماص المنقاش وقد لعن النبي عليه السلام "النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والواشرة والمستوشرة".
والواصلة هي التي تصل شعر غيرها بنفسها.
والمستوصلة هي التي تأمر غيرها بأن توصل ذلك إلى شعرها.
قال ابن الملك الواصلة هي التي تصل الشعر بشعر آخر زورا والمستوصلة هي التي تطلبه والرجل والمرأة سواء في ذلك هذا إذا كان المتصل شعر الآدمي لكرامته فلا يباح الانتفاع بشيء من أجزائه أما غيره فلا بأس بوصله.
فيجوز اتخاذ النساء القراميل من الوبر.
وقيل فيه تفصيل إن لم يكن لها زوج فهو حرام أيضاً وإن كان فإن فعلته بإذن الزوج أو السيد يجوز وإلا فلا ثم إنها إن فعلت ذلك بصغيرة تأثم فاعلته ولا تأثم المفعولة لأنها غير مكلفة.
ويدخل في التنمص نتف شعر العانة فإن السنة حلق العانة ونتف الإبط.
ومنها السحق وهو لكونه عبارة عن تشبه الأنثى بالذكور من قبيل تغيير خلق الله عن وجهه صفة وفي الحديث المرفوع :"سحاق النساء زنى بينهن" وكذا التخنث لما فيه من تشبه الذكر بالأنثى وهو إظهار اللين في الأعضاء والتكسر في اللسان.
ومنها اللواطة لما فيها من إقامة ما خلق لدفع الفضلات مقام موضع الحراثة والنظر إلى صبيح الوجه بالشهوة حرام ومجالسته حرام لأنه عورة من القرن إلى القدم وجاء في بعض الروايات "إن مع كل امرأة شيطانين ومع كل غلام ثمانية عشر شيطاناً".
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٨٥
ومنها عبادة الشمس والقمر والكواكب والحجارة
٢٨٨
فإن عبادتها وإن لم تكن تغييراً لصورها لكنها تغيير لصفتها فإن شيئاً منها لم يخلق لأن يعبد من دون الله وإنما خلق لينتفع به العباد على الوجه الذي خلق لأجله وكذا الكفر بالله وعصيانه فإنه أيضاً تغيير خلق الله من وجهه صفة فإنه تعالى فطر الخلق على استعداد التحلي بحلية الإيمان والطاعة ومن كفر بالله وعصاه فقد أبطل ذلك الاستعداد وغير فطرة الله صفة ويؤيده قوله عليه السلام :"كل مولود يولد على فطرة الإسلام فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه" وكذا استعمال الجوارح في غير ما خلقت لأجله تغيير لها عن وجهها صفة.
والجمل الأربع وهي لأتخذن ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم كلُ واحدة منها مقول للشيطان فلا يخلو إما أن يقولها بلسان جسمه أو بلسان فعله وحاله ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَـانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ بإيثار ما يدعو إليه على ما أمره الله به ومجاوزته عن طاعة الله إلى طاعة ﴿فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾ لأنه ضيع رأس ماله بالكلية وبدل مكانه من الجنة بمكانه من النار ﴿يَعِدُهُمْ﴾ ما لا ينجزه من طول العمل والعافية ونيل لذائذ الدنيا من الجاه والمال وقضاء شهوات النفس ﴿وَيُمَنِّيهِمْ﴾ ما لا ينالون نحو أن لا بعث ولا حساب ولا جزاء أو نيل المثوبات الأخروية من غير عمل ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَـانُ إِلا غُرُورًا﴾ وهو إظهار النفع فيما فيه الضرر وهذا الوعد إما بإلقاء الخواطر الفاسدة أو بألسنة أوليائه.
وغروراً إما مفعول ثان للوعد أو مفعول لأجله أي ما يعدهم لشيء إلا لأن يغرهم.
واعلم أن العمدة في إغواء الشيطان أن يزين زخارف الدنيا ويلقي الأماني في قلب الإنسان مثل أن يلقي في قلبه أنه سيطول عمره وينال من الدنيا أمله ومقصوده ويستولي على أعدائه ويحصل له ما تيسر لأرباب المنصاب والأموال وكل ذلك غرور لأنه ربما لا يطول عمره وإن طال فربما لا ينال أمله ومطلوبه وإن طال عمره ووجد مطلوبه على أحسن الوجوه فلا بد أن يفارقه بالموت فيقع في أعظم أنواع الغم والحسرة فإن تعلق القلب بالمحبوب كلما كان أشد وأقوى كانت مفارقته أعظم تأثيراً في حصول الغم والحسرة ولذلك قيل :
الفت مكير همو الف هي باكسى
تابشنوى الم نشوى وقت انقطاع
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٨٥