طهوراً).
وعند المضمضة (اللهم اسقني من حوض نبيك كأساً لا أظمأ بعدها أبداً اللهم أعني على ذكرك وشكرك وتلاوة كتابك).
وعند الاستنشاق (اللهم لا تحرمني من رائحة نعيمك وجنانك) أو يقول (اللهم أرحني رائحة الجنة ولا ترحني رائحة النار).
وعند غسل الوجه (اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) أو يقول :(اللهم بيض وجهي بنورك يوم تبيض وجوه أوليائك ولا تسود وجهي بذنوبي يوم تسود وجوه أعدائك).
وعند غسل اليد اليمنى :(اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حساباً يسيراً) وعند غسل اليد اليسرى (اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري).
وعند مسح الرأس :(اللهم حرم شعري وبشري على النار وأظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك اللهم غشني برحمتك وأنزل عليَّ من بركاتك).
وعند مسح الأذنين (اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه).
وعند مسح رقبته :(اللهم أعتق رقبتي من النار).
وعند غسل الرجل اليمنى :(اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل فيه الأقدام).
وعند غسل الرجل اليسرى (اللهم اجعل لي سعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً مقبولاً وتجارة لن تبور) ويقول بعد الفراغ :(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم واجعلني من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
والحكمة في تخصيص الأعضاء الأربعة في الوضوء : أن آدم عليه السلام لما توجه إلى الشجرة بالوجه وتناولها باليد ومشى إليها بالرجل ووضع يده على رأسه أمره بغسل هذه الأعضاء تكفيراً للخطايا وقد جاء في الحديث :"إن العبد إذا غسل وجهه خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه" وكذلك في بقية الأعضاء.
وقيل : خص بغسل هذه الأعضاء الأمة المحمدية ليكونوا غراً محجلين بين الأمم كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتى المقبرة فقال :"السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله قال :"أنتم أصحابي وإخواننا الذين يأتون بعد" قالوا : كيف تعرف من يأتون بعد من أمتك يا رسول الله فقال :"أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين أظهر خيل دهم بهم ألا يعرف خيله" قالوا : بلى يا رسول الله قال :"فانهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض".
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥٠
واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلّم صلى الصلوات الخمس يوم الفتح بوضوء واحد فقال عمر رضي الله عنه صنعت شيئاً لم تكن صنعه فقال عليه السلام :"عمداً فعلته يا عمر" يعني بياناً للجواز غير أنه يستحب تجديد الوضوء لكل فرض وفي الحديث "من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات" وللتجديد أثر ظاهر في تنوير الباطن.
وكان بعض أهل الله يتوضأ عند الغيبة والكذب والغضب لظهور غلبة النفس وتصرف الشيطان فالوضوء هو النور الذي به تضمحل ظلمات النفس والشيطان.
وكان على وجه بعضهم قرح لم يندمل اثنتي عشرة سنة لضرر الماء له.
وكان مع ذلك لم يدع تجديد الوضوء عند كل فريضة.
ونزل في عين بعضهم ماء أسود فقال الكحال : لا بد من ترك الوضوء أياماً وإلا فلا يعالج فاختار ذهاب
٣٥٢
بصره على ترك الوضوء.
ودواء الطهارة مستجلب لمزيد كما قال عليه السلام :"دم على الطهارة يوسع عليك الرزق" والسنة أن يصلي بعد الوضوء ركعتين تسمى شكر الوضوء.
ـ روي ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لبلال :"يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دق نعليك بين يدي في الجنة" قال : ما عملت عملاً أرجي عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي قال في "الأسرار المحمدية" : لابن فخر الدين الرومي : ويصلي شكور الوضوء وإن في الأوقات المكروهة لا الأوقات المحرمة كما قبل صلاة الفجر وبعدها وبعد صلاة العصر أيضاً لأنها من الصلوات ذوات الأسباب.
وأما الأوقات المحرمة كطلوع الشمس وزوالها وغروبها فلا تجوز فيه أصلاً فيصبر إلى وقت إباحة الصلاة فيصليها حينئذٍ إلا إذا كان بمكة.
عن جبير أن النبي عليه السلام قال :"يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار" وعن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس إلا بمكة إلا بمكة إلا بمكة" انتهى كلام الأسرار.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥٠


الصفحة التالية
Icon