كه كار عشق زما اين قدر نمي آيد
وفي صحبة الأخيار والصلحاء شرف عظيم وسعادة عظمي.
ـ وحكي ـ أن خادم الشيخ أبي يزيد البسطامي كان رجلاً مغربياً فجرى الحديث عنده في سؤال منكر ونكير فقال المغربي والله إن يسألاني لأقولن لهما فقالوا له ومن أين يعلم ذلك فقال : اقعدوا على قبري حتى تسمعوني فلما انتقل المغربي جلسوا على قبره فسمعوا المسألة وسمعوه يقول أتسألونني وقد حملت فروة أبي يزيد على عنقي فمضوا وتركوه ولا تستبعد أمثال هذا فإن جواب المجيب المدقق يذهب معه من هنا فحصل مثل هذا الزاد، وفي "المثنوي" :
كنج زرى كه و خسبي زير ريك
باتو باشد آن نباشد مرد ريك
يش يش آن جنازت مي رود
مونس كور وغريبي ميشود
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦١
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم﴾ أي : لكل واحد منهم ﴿مَّا فِى الأرْضِ﴾ أي من أصناف
٣٨٨
أموالها وذخائرها وسائر منافعها وهو اسم أن ولهم خبرها ﴿جَمِيعًا﴾ توكيد للموصول أو حال منه ﴿وَمِثْلَهُ﴾ عطف على الموصول أي ضعف ﴿مَعَهُ﴾ ظرف وقع حالاً من المعطوف والضمير راجع إلى الموصول.
﴿لِيَفْتَدُوا بِهِ﴾ متعلق بما تعلق به خبر أن أعني : الاستقرار المقدر في لهم وبه متعلق بالافتداء والضمير راجع إلى الموصول ومثله معاً وتوحيده لإجرائه مجرى اسم الإشارة كأنه قيل بذلك ﴿مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَـامَةِ﴾ متعلق بالافتداء أيضاً أي لو أن ما في الأرض ومثله ثابت لهم لجعلوه فدية لأنفسهم من العذاب الواقع يومئذٍ وافتدوا به ﴿مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ﴾ ذلك وهو جواب لو ولو بما في حيزه خبر أن والجملة تمثيل للزوم العذاب لهم واستحالة نجاتهم منه بوجه من الوجوه المحققة والمفروضة وفي الحديث "يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له : أرأيت لو كان لك ملىء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول : نعم فيقال له : إنك كنت سئلت ما هو الأيسر من ذلك" أي ما هو أسهل من الافتداء المذكور وهو ترك الإشراك بالله تعالى وإتيان كلمة الشهادة ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ﴿يُرِيدُونَ﴾ كأنه قيل فكيف يكون حالهم أو ماذا يصنعون فقيل إنهم يريدون ﴿أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ﴾ له وجوه الأول أنهم يقصدون ذلك ويطلبون المخرج فيلفحهم لهب النار ويرفعهم إلى فوق فهناك يريدون الخروج ولات حين مناص والثاني أنهم يكادون يخرجون منها لقوة النار وزيادة رفعها إياهم والثالث أنهم يتمنون ويريدون بقلوبهم ﴿وَمَا هُم﴾ أي : يريدون ذلك والحال أنهم ليسوا ﴿بِخَـارِجِينَ مِنْهَا﴾ لأنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ أي : دائم لا ينقطع وهو تصريح بعدم تناهي مدته بعد بيان شدته وفي الحديث "يقال لأهل الجنة لكم خلود ولا موت ولأهل النار يا أهل النار خلود ولا موت" أي لكم خلود في النار.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦١
ـ روي ـ أن هذين القولين يكونان بعد أن يؤتى بالموت في صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار وإنما يمثل الموت بهذا المثال ليشاهدوا بأعينهم ويستقر في أنفسهم أن الموت ارتفع فيزداد أهل الجنة فرحاً وأهل النار ترحاً وتخصيص صورة الكبش لأنه لما كان فداء عن إسماعيل الذي نبينا عليه السلام من نسله كان في المعنى فداء عن جميع الأحياء في الدنيا لأنهم خلقوا لأجله فناسب أن يكون فداء عنهم في دار الآخرة أيضاً كذا "شرح المشارق" لابن الملك.
واعلم أن الكفر وجزاءه وهو الخلود في النار أثر إخطاء رشاش النور الإلهي في عالم الأرواح وقد أنعم الله تعالى على المؤمنين بإصابة ذلك النور، وفي "المثنوي" :
مؤمنان كان عسل زنبور وار
كافران خودكان زهري همومارجنبش خلق ازقضا ووعده است
تيزىء دندان زسوز معده استنفس أول راند بر نفس دوم
ما هي ازسر كنده باشدني زدم
تونميداني كزين دوكيستي
جهدكن ندانكه بيني يستي
ون نهى برشت كشتي باررا
بر توكل ميكنى آن كررا
تو نميداني كه ازهر دوكىء
غرقه اندر سفر يا ناجي
٣٨٩
ونكه بربوكست جمله كارها
كار دين أولى كزين يابي رها
قال بعض الصلحاء : رأيت في منامي كأني واقف على قناطر جهنم فنظرت إلى هول عظيم فجعلت أفكر في نفسي كيف العبور على هذه فإذا قائل يقول : يا عبد الله ضع حملك واعبر قلت ما حملي قال دع الدنيا.
قال الحافظ :
تاكى غم دنياي دنى اي دل دانا
حيفست زخوبى كه شود عاشق زشتى