جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٩
زآدمي إبليس صورت ديد وبس
غافل ازمعنى شد آن مردود خسنيست صورت شم را نيكو بمال
تا ببيني شعشع نور جلال ونعم ما قيل أيضاً :
صورت خاك اره دارد تيركى در تيركى
نيك بنكر كزره معنى صفا اندر صفاست
اين ما يون خاك كاندر وصف أو صاحب دلى
نكته كفتش كه ازوى ديده جانر اجلاست
جستن كوكرد احمر عمر ضايع كردنست
روى برخاك سياه آوركه يكسر كيمياست
وفي "المثنوي" :
كفت نار ازخاك بي شك بهترست
من زنارو او ز خاك اكدرست
س قياس فرع بر اصلش كنيم
أو ز ظلمت من زنور روشنيم
كفت حق نى بلكه لا أنساب شد
زهد وتقوى فضل را محراب شد
اين نه ميراث جهان فانيست
كه بانسابش بيان جانيست
بلكه اين ميراثهاى انبياست
وارث اين جانهاى اتقياست
ور آن بوجهلشد مؤمن عيان
ور آن نوح نبي از كمرهان
زاده خاكى منور شد وماه
زاده آتش توئى اى رو سياه
اين قياسات وتحرى روز ابر
يا بشب مر قبله را كردست جبر
ليك با خورشيد وكعبه يش رو
اين قياس واين تحرى را مجو
كعبه ناديده مكن رو زومتاب
از قياس الله أعلم بالصواب
وفي "التأويلات النجمية" : أن شرف مسجودية آدم وفضيلته على ساجديه، لم يكن بمجرد خواصه الطينية وأن تشرفه بشرف التخمير بغير واسطة، كقوله تعالى :
١٤٠
﴿مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ﴾ (ص : ٧٥) وكقوله عليه السلام :"خمر الله طينة آدم بيده أربعين صباحاً" وإنما كانت فضيلته عليهم لاختصاصه بنفخ الروح المشرف بالإضافة إلى الحضرة فيه من غير واسطة، كما قال ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى﴾ (ص : ٧٢) ولاختصاصه بالتجلي فيه عند نفخ الروح كما قال عليه السلام :"إن الله تعالى خلق آدم فتجلى فيه" ولهذا السر ما أمر الملائكة بالسجود بعد تسوية قالب آدم من الطين بل أمرهم بالسجود بعد نفخ الروح فيه، كما قال الله تعالى :﴿إِنِّى خَـالِقُا بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُه وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَه سَـاجِدِينَ﴾ (ص : ٧١، ٧٢) وذلك لأن آدم بعد أن نفخ فيه الروح صار مستعداً للتجلي لما حصل فيه من لطافة الروح، ونورانيته التي يستحق بها التجلي، ومن إمساك الطين الذي يقبل الفيض الإلهي ويمسكه عند التجلي فاستحق سجود الملائكة، فإنه صار كعبة حقيقة.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٩
﴿قَالَ﴾ الله تعالى ﴿فَاهْبِطْ﴾ يا إبليس.
﴿مِنْهَآ﴾ أي : من الجنة والإضمار قبل ذكرها لشهرة كونه من سكانها وكانوا في جنة عدن، لا في جنة الخلد، وفيها خلق آدم وهذا أمر عقوبة على معصية.
﴿فَمَا يَكُونُ لَكَ﴾ أي : فما يصح ويستقيم لك ولا يليق بشأنك.
﴿أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾ أي : في الجنة ولا دلالة فيه على جواز التكبر في غيرها.
﴿فَاخْرُجْ﴾ تأكيد للأمر بالهبوط.
﴿إِنَّكَ مِنَ الصَّـاغِرِينَ﴾ أي : من الأذلاء وأهل الهوان على الله تعالى، وعلى أوليائه لتكبرك.
وفي الآية : تنبيه على أن الله تعالى إنما طرده وأهبطه لتكبره لا لمجرد عصيانه وفي الحديث :"من تواضعرفعه الله ومن تكبر وضعه الله" وفي "المثنوي" :
علتي بدتر ز ندار كمال
نيست اندرجانت اي مغرو رضال
ازدل وازديده ات بس خون رود
تاز تواين معجبي بيرون شود
علت إبليس أنا خير بدست
وين مرض در نفس هر مخلوق هست
كره خودرا بس شكسته بينداو
آب صافي دان وسركين زيرجو
ون بشوراني مراوراز امتحان
آب سركين رنك كردد در زمان
درتك جوهست سركين اي فتى
كره جو صافي نمايد مر ترا
وكان الأصحاب رضي الله عنهم يبكون دماً من أخلاق النفس ـ ـ وذكر ـ ـ أن قاضياً جاء إلى أبي يزيد البسطامي يوماً، فقال : نحن نعرف ما تعرفه ولكن لا نجد تأثيره، فقال : أبو يزيد : خذ مقداراً من الجوز وعلق وعاءه في عنقك، ثم ناد في البلد كل من يلطمني ادفع له جوزة حتى لا تبقي منه شيئاً، فإذا فعلت ذلك تجد التأثير فاستغفر القاضي، فقال أبو يزيد : قد أذنبت لأني أذكر ما يخلصك من كبر نفسك وأنت تستغفر من ذلك لكمال كبرك.
قال أبو جعفر البغدادي : ست خصال لا تُحسن بست رجال : لا يحسن الطمع في العلماء، ولا العجلة في الأمراء، ولا الشح في الأغنياء، ولا الكبر في الفقراء، ولا السفه في المشايخ، ولا اللؤم في ذوي الأحساب فعليك بالتوحيد فإنه سيف صارم يقطع عرق كل خلق مذموم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٩
﴿قَالَ﴾ الشيطان بعد كونه مطروداً.
﴿أَنظِرْنِى﴾ أي : أمهلني ولا تمتني.
﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أي : آدم وذريته للجزاء بعد فنائهم وهو وقت النفخة الثانية، وأراد اللعين بذلك أن يجد فسحة من إغوائهم ويأخذ منهم ثاره وينجو من الموت لاستحالته بعد الموت.
﴿قَالَ﴾ الله تعالى.
﴿إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾ أي : من جملة الذين أخرت آجالهم
١٤١