﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ﴾ أي : ما ينتظر هؤلاء الكفرة بعدم إيمانهم به إلا ما يؤول إليه أمره من تبين صدقه بظهور ما أخبر به من الوعد والوعيد.
﴿يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ﴾ أي : يوم يأتيهم عاقبة ما وعدوا فيه وهو يوم القيامة وشاهدوا إتيانه عياناً ﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ﴾ أي : تركوه ترك المنسي من قبل إتيان تأويله ﴿قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ الباء للتعدية أو للملابسة أي : ملتبسين به، يعني : اعترفوا بأن ما جاءهم الرسل به من حقية البعث والحساب والجزاء حق واضطروا إلى أن يتمنوا أمرين : أحدهما : الخلاص من عذاب القبر بشفاعة الشفعاء كما قال :﴿فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُوا لَنَآ﴾ اليوم ويدفعوا عنا العذاب وثانيهما الرد إلى الدنيا ليعملوا عملاً صالحاً كما قال :﴿أَوْ نُرَدُّ﴾ أي : أو هل نرد إلى الدنيا ﴿فَنَعْمَلَ﴾ بالنصب على أنه جواب الاستفهام الثاني ﴿غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ﴾ أي : في الدنيا يعني نصدق الرسل ونعمل الأعمال الصالحة فبين الله تعالى أن الذي تمنوه لا يحصل لهم البتة حيث قال :﴿قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ﴾ بصرف أعمارهم التي هي رأس مالهم إلى الكفر والمعاصي ﴿وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ أي : ظهر بطلان ما كانوا يفترونه من أن الأصنام شركاء الله تعالى وشفعاؤهم يوم القيامة.
دى روز بدو دلم اميدى ميداشت
امروز برفت ونا اميدم بكذاشت
واعلم أن الكفار تمنوا الرد إلى الدنيا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه.
قال في "المثنوي" :
قصه آن آبكير ست اى عنود
كه درو سه ماهى اشكرف بود
ند صيادى سوى آن آبكير
بر كذ شتند وبديدند آن ضمير
١٧٢
س شتابيد ند تا دام آورند
ما هيان واقف شدندو هو شمند
آنكه عاقل بود عزم راه كرد
عزم راه مشكل نا خواه كرد
كفت با اينها ندارم مشورت
كه يقين سستم كنند از مقدرت
مهر زاد وبود بر جانشان تند
كاهلى وجهل شان برمن زنند
مشورت را زنده بايد نكو
كه ترا زنده كند آن زنده كو
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٧٠
نيست وقت مشورت هين راه كن
ون على تو آه اندر اه كن
محرم آن راه كم يابست وبس
شب روونهان روى كن ون عسس
سوى دريا عزم كن زين آب كير
بحر جو وترك اين كرداب كير
سينه را ا ساخت مى رفت آن حذوره
از مقام با خطر تا بحر نور
رنجها بسيار ديد وعاقبت
رفت آخر سوى امن وعافيت
خويشتن افكند دردرياى رف
كه نيا بد حد آنرا هي طرف
س و صيادان بياوردند دام
نيم عاقل را ازان شد تلخكام
كفت آه من فوت كردم وقت را
ون نكشتم هرمه آن رهنما
بركذشته حسرت آوردن خطاست
باز نايد رفته ياد آن هباست
ليك زان ننديشم وبر خود زنم
خويشتن را اين زمان مرده كنم
همنان مرد وشكم بالا فكند
آب مى بردش نشيب وكه بلند
هر يكى زان قاصدان بس غصه برد
كه دريغا ما هي مهتر بمرد
س كرفتش يك صياد ارجمند
برسرش تف كردوبرخا كش فكند
غلط غلطان رفت نهان اندر آب
ماند آن احمق همي كرد اضطراب
ازب وازراست مى جست آن سليم
تاكه بجهد خويش برهاند كليم
دام افكندند واندر دام ماند
احمقى اورا دران آتش نشاند
بر سر آتش به شت تابه
با حماقت كشت او هم خوابه
او همى جوشيد از تف سعير
عقل ميكفتش ألم يأتك نذير
او همى كفت از شكنجه وزبلا
همو جان كافران قالوا بلا
باز مى كفت او كه كر اين بارمن
وارهم زين محنت كردن شكن
من نسازم جز بدرياى وطن
آبكيريرا نسازم من سكن
آب بيجد جويم وايمن شوم
تا ابد در امن ودرصحت مى روم
آن ندامت از نتيجه رنج بود
نى ز عقل روشن ون كنج بود
ميكند او توبه وير خرد
بانك لو ردوا لعادوا مى زند
فعلى العاقل أن يتدارك حاله ولا يطول آماله.
قال الإمام الغزالي قدس سره : من زرع واجتهد وجمع بيدراً، ثم يقول : أرجو أن يحصل لي منه مائة
١٧٣
قفيز فذلك منه رجاء، والآخر لا يزرع زرعاً ولا يعمل يوماً فذهب ونام وأغفل سنته فإذا جاء وقت البيادر يقول : أرجو أن يحصل لي مائة قفيز فهو أمنية بلا أصل، فكذلك العبد إذا اجتهد في عبادة الله تعالى والانتهاء عن معصية الله، يقول : أرجو أن يتقبل الله هذا اليسير ويتم هذا التقصير ويعظم الثواب ويعفو عن الزلل فهذا منه رجاء، وأما إذا أغفل ذلك وترك الطاعات فارتكب المعاصي ولم يبال سخط الله ولا رضاه ووعده ووعيده، ثم أخذ يقول : أنا أرجو من الجنة والنجاة من النار فذلك منه أمنية لا حاصل تحتها ويبين هذا قوله عليه السلام :"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والفاجر من يتبع نفسه هواها ويتمنى على الله عز وجل" قال بعضهم : إن الغموم ثلاثة : غم الطاعة أن لا تقبل، وغم المعصية أن لا تغفر، وغم المعرفة أن لا تسلب.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٧٠


الصفحة التالية
Icon