﴿وَكَذَالِكَ جَعَلْنَـاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة : ١٤٣) وكذا المقصود من الملوك الماضية والسلاطين السالفة هو الملوك العثمانية فهم زبدة الملوك ودولتهم زبدة الدول حيث لا دولة بعدها لغيرهم إلى ظهور المهدي وعيسى ويقاتلون من هم مبادي الدجال من الكفرة الفجرة من الإفرنج والانكروس وغيرهم ولهم الجمعية الكبرى واليد الطولى والدولة العظمى في الأقاليم السبعة وأطراف البلاد من المغرب والمشرق ولم يعط هذا لواحد قبل دولتهم ويدل على هذه الجمعية كون اسم جدهم الأعلى عثمان فإن عثمان رضي الله عنه جامع القرآن فهم مظاهر لاسم الحق كما كان عمر رضي الله عنه كذلك حيث إنه لما أسلم قال : يا رسول الله ألسنا على الحق قال عليه السلام :"والذي بعثني بالحق نبياً كلنا على الحق" قال : أنا والذي بعثك بالحق نبياً لا نعبد الله بعد اليوم سراً، فأظهر الله الدين بإيمانه فكان ظهور الدين مشروطاً بإيمانه فهذا أول الظهور ثم، وثم إلى أن انتهى إلى زمن الدولة العثمانية ولذلك يقاتلون على الحق فالسيف الذي بيدهم قد ورثوه كابراً عن كابر ومجاهداً عن مجاهد.
حكي أن عثمان الغازي جد السلاطين العثمانية إنما وصل إلى ما وصل برعاية كلام الله تعالى وذلك أنه كان من أسخياء زمانه يبذل النعم للمترددين، فثقل ذلك على أهل قريته وانعكس إليه ذلك وذهب ليشتكي من أهل القرية إلى الحاج بكتاش أو غيره من الرجال، فنزل في بيت رجل قد علق فيه مصحف فسأل عنه، فقالوا : هو كلام الله تعالى؟ فقال : ليس من الأدب أن نقعد عند كلام الله فقام وعقد يديه مستقبلاً إليه فلم تزل إلى الصبح فلما أصبح ذهب إلى طريقه فاستقبله رجل، وقال أنا مطلبك، ثم قال له : إن الله تعالى عظمك وأعطاك وذريتك السلطنة بسبب تعظيمك لكلامه ثم أمر بقطع شجرة وربط برأسها منديلاً وقال ليكن ذلك لواء ثم اجتمع عنده جماعة فجعل أول غزوته إلى بلاجك وفتح بعناية الله تعالى، ثم أذن له السلطان علاء الدين في الظاهر أيضاً فصار سلطاناً ثم بعد ارتحاله صار ولده أورخان سلطاناً ففتح هو بروسة المحروسة بالعون الإلهي فالدولة العثمانية من ذلك الوقت إلى هذا الآن على الازدياد
٢٥٣
بسبب تعظيم كلام الله القديم، وكما أن الله تعالى أظهر لطفه للأولين كذلك يظهره للآخرين، وإن كان في بعض الأوقات يظهر القهر والجلال تأديباً وتنبيهاً فتحته لطف وجمال.
قال السعدي قدس سره :
ز ظلمت مترس اي سنديده دوست
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٥١
كه ممكن بود كاب حيوان دروست
دل از بى مرادى بفكرت مسوز
شب آبستن است اي برادر بروز