وفي "التتارخانية" : لو افتتح الصلاة خالصاًتعالى ثم دخل في قلبه الرياء فهو على ما افتتح والرباء إنه لو خلا عن الناس لا يصلي، ولو كان مع الناس يصلي فأما لو صلى مع الناس يحسنها ولو صلى وحده لا يحسن فله ثواب أصل الصلاة دون الإحسان ولا رياء في الصوم إلا أن يكون مراده من الرياضة اصفرار الوجه وهزال البدن ليظنه الناس رجلاً صالحاً متقياً مريداً للآخرة فانظر إلى تعبه لأجل الناس ولو كان له عقل صحيح وفكر ثاقب لما فعل هذا وفي مثل هذا قالوا أخف حلماً من عصفور قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه :
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم
جسم البغال وأحلام العصافير وما الدنيا حتى يطلبها العاقل بعمله ويضيع عمره إلى حلول أجله وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي عليه السلام مر بدمنة قوم فيها سخلة ميتة فقال ما لأهلها، فيها حاجة؟ قالوا : يا نبي الله لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها قال :"فوالله الدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها".
قال السعدي قدس سره :
وكرسيم اندوده باشد نحاس
توان خرج كردن برناشناس
منه آب زرجان من بر شيز
كه صراف دانا نكيرد بيز
ه قدر آورد بنده خوردييس
كه زير قبادارد اندام يس
نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل في مسالك الدين ويوصلنا إلى رضاه في كل قول وعمل وهو المعين آمين بجاه النبي الأمين.
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَـانُ أَعْمَـالَهُمْ﴾ (آورده اندكه ون قريش از مكه برون آمده بحوالي منزل بني كنانه رسيدند بجهت كيفيت قد يمى كه
٣٥٥
ميان ايشان بود انديشه ناك شده خواستند باز كردند إبليس بصورة سراقة بن مالك مهتر كنانه بود برآمد برايشان ملاقات نمودو كفت شمانيكو حمايتي ميكنيد برويد من ضامن كه از بنى كنانه ضرر بشمانرسد ومن نيز طريق رفاقه مرعى دارم س إبليس باجمعي از شياطين همراه ايشان روى ببدر آوردند حق سبحانه وتعالى ازين قصه خبر ميد هد) والمعنى : واذكر يا محمد وقت تزيين الشيطان أعمال كفار مكة في معاداة المؤمنين وغيرها (ودر حقائق سلمى فرموده كه قوة ايشانرا بنظر ايشان درآورد تا اعتماد بدان كردند) ﴿وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ﴾ فإنكم كثير وهم قليل.
قوله :(لكم) خبر لا غالب، أي : لا غالب كائن لكم واليوم منصوب بما تعلق به الخبر ومن الناس حال من الضمير فيه، والمراد من الناس المؤمنون.
﴿وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ﴾ أي مجيركم من بني كنانة ومعين لكم فمعنى الجار المجير الحافظ الذي يدفع عن صاحبه أنواع الضر كما يدفع الجار عن جاره تقول العرب أنا جار لك من فلان، أي حافظ لك من مضرته فلا يصل إليك منه مكروه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٥١
وقال في "القاموس" : الجار المجاور : الذي أجرته من أنه يظلم والمجير وأجاره أنقذه ﴿فَلَمَّا تَرَآءَتِ الْفِئَتَانِ﴾ أي تلافى الفريقان يوم بدر.
قال الكاشفي :(س آن هنكام كه بديدند هر دو كروه لشكر يكديكررا) ﴿نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ رجع القهقهرى وهو أصل معنى النكوص لأن الغالب فيمن يفر عن موضع القتال أن يرجع قهقرى لخوفه من جهة العدو.
وقوله على عقبيه حال مؤكدة لأن رجوع القهقرى إنما يكون على العقبين (واين عبارتست از هزيمت كردن بمكر وحيله آورده اندكه ون روز بدر ملاكئة فرود آمدند إبليس ايشانرا ديد روى بفرار نهاد درآن محل دست بردست حارث بن هاشم بود حارث كفت أي سراقه در نين حال مارا فروميكذارى إبليس دست برسينه اوزد) ﴿وَقَالَ إِنِّي بَرِىاءٌ مِّنكُمْ﴾ (من بيزارم از زنهار شما) ﴿إِنِّيا أَرَى مَا لا تَرَوْنَ﴾ من نزول الملائكة للإمداد فقال الحارث وما نرى إلا جعاشيش أهل يثرب والجعشوش الرجل القصير.
﴿إِنِّيا أَخَافُ اللَّهَ﴾ من أن يصيبني بمكروه من الملائكة أو يهلكني على أن يكون الوقت هو الوقت المعلوم الذي أنظر إليه.
﴿وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ لمن يخاف منه وقد صدق الكذاب إنه يخاف من شدة عذاب الله فإن عقابه لو وقع عليه لتلاشى ولذلك كان يفر من ظل عمر رضي الله عنه "وما سلك فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً آخر" لئلا يقع عليه عكس نور ولاية عمر فيحرقه وقد علم الشيطان أنه من المعذبين المعاقبين وإنما خوفه من الله من شدة عقابه لأنه يعلم أنه لا نهاية لشدة عقابه والله قادر على أن يعاقبه بعقوبة أشد من الأخرى.
وفيه إشارة إلى أن خوفه من الله يدل على أنه غير منقطع الرجاء منه كذا في "التأويلات النجمية".
(نقلست كه منهزمان بدر بعد از رجوع بمكه سراقه را يغام فرستادندكه لشكر ماراتو منهزم ساختى سراقه سوكند يا دكردكه تا هزيمت شمانشنيدم ازعزيمت شما وقوف نيافتم س همه را معلوم شدكه آن شيطان بودكه خودرا برصورت سراقه نموده).
فإن قيل : كيف يجوز أن يتمكن إبليس من أن يخلع صورة نفسه ويلبس صورة سراقة ولو كان قادراً على أن يجعل نفسه في مثل صورة إنسان لكان قادراً على أن يجعل غيره إنساناً.
٣٥٦


الصفحة التالية
Icon