هركرا يارى كنم برتر شود
هركرا دور افكنم ابتر شود
وتمام القصة إنه لما انصرف قريش من الغار وأيسوا منهما أرسلوا لأهل السواحل إن من أسر أو قتل أحدهما كان له مائة
٤٣٦
ناقة، وفي رواية مائتان ومكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام يعرف يأيتهما حين يختلط الظلام ويخبرهما بما وعاه من أخبار أهل مكة ويدلج من عندهما بفجر فيصبح مع قريش بمكة كبائت في بيته وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى لأبي بكر أغناماً له نهاره، ثم يروح عليهما فيحلبها لهما وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما إذا أمست بطعامهما وشرابهما فلما طلع صبح الليلة الثالثة أتى الدليل بالراحلتين فركباهما وانطلقا نحو المدينة وانطلق معهما عامر بن فهيرة رديفاً لأبي بكر وأنزل الله عليه ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّى مِن لَّدُنكَ سُلْطَـانًا نَّصِيرًا﴾ (الإسراء : ٨٠).
قال زيد بن أسلم : جعل الله له مدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة وسلطاناً نصيراً الأنصار رضي الله عنهم، ولما خرج من مكة التفت إليها وبكى وقال :"إني لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله وأكرمها على الله ولولا أن أخرجوني ما خرجت" وهو يدل على أن مكة أفضل من سائر البلاد، وفي الحديث :"من صبر على حر مكة ساعة من نهار، تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام والحسنة فيها بمائة ألف حسنة" والكلام في غير ما ضم أعضاءه الشريفة من أرض المدينة وإلا فذاك أفضل بقاع الأرض بالإجماع حتى من العرش والكرسي.
ذكر أن الطوفان موّج تلك التربة المكرمة عن محل الكعبة حتى أرساها بالمدينة فهي من جملة أرض مكة ولما سمع سراقة بن مالك بن جعشم الكناني أن الكفار جعلوا فيهما إن قتلا أو أسرا مائة ناقة ركب خلفهما حتى أدركهما في طريق الساحل فصاح وقال يا محمد من يمنعك مني اليوم فقال عليه السلام :"يمنعني الجبار الواحد القهار" ونزل جبريل وقال يا محمد إن الله يقول لك قد جعلت الأرض مطيعة لك فائمرها بما شئت فقال عليه السلام :"يا أرض خذيه" فأخذت أرجل جواده إلى الركب فقال يا محمد الأمان فقال عليه السلام :"يا أرض أطلقيه" فاطلقته يقال عاهد سبع مرات ثم نكث العهد وكلما نكث تغوص قوائم فرسه في الأرض وفي السابعة تاب توبة صدق ورجع إلى مكة وصار لا يرى واحداً من طلابه عليه السلام إلا رده يقول اختبرت الطريق فلم أر أحداً وقصة نزوله المدينة مذكورة في السير.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٢٨
﴿انْفِرُوا﴾ أي : اخرجوا أيها المؤمنون مع النبي عليه السلام إلى غزوة تبوك.
قال "تاج المصادر" : النفير والنفور (بسفر بيرون شدن) ﴿خِفَافًا وَثِقَالا﴾ جمع خفيف وثقيل أي حال كونكم شباناً وشيوخاً أو فقراء وأغنياء أو ركباناً ومشاة أو أصحاء ومرضى أو عزباً أو متأهلين أو خفافاً مسرعين خارجين ساعة استماع النفير وثقالاً بعد التروية فيه والاستعداد له أو مقلين من السلاح ومكثرين منه أو نشاطاً وغير نشاط، أي خفت عليكم الحركة أو ثقلت أو مشاغيل وغير مشاغيل أو مهازيل وسماناً أو أقوياء وضعفاء يا غربيان وكدخدايان كما في "الكاشفي" وهذا ليس لتخصيص الأمرين المتقابلين بالإرادة من غير مقارنة للباقي.
قال المولى أبو السعود : أي على أي حال كان من يسر أو عسر بأي سبب كان من الصحة والمرض أو الغنى والفقر أو قلة العيال وكثرتهم أو غير ذلك مما ينتظمه مساعدة الأسباب وعدمها بعد الإمكان والقدرة في جملة.
وعن ابن أم مكتوم أعليّ أن أنفر؟ فقال عليه السلام :"نعم" فرجع إلى أهله فلبس سلاحه ووقف بين يديه فنزل قوله تعالى :﴿لَّيْسَ عَلَى الاعْمَى حَرَجٌ﴾ (النور : ٦١) وعن ابن عباس رضي الله عنهما نسخت بقوله تعالى :﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى﴾ (التوبة : ٩١) الآية (سلمى يميكويدسبك روحان بارتكاب طاعات وكران باران ازمباشرت مخالفات.
أمام قشيري ميفرما يدكه خفاف آنانندكه از بند شهود ما سوى آزادند وثقال ايشانندكه بقيد تعلقات مقيدانند) وفي "بحر الحقائق" انفروا أيها الطلاب في طلب الحق خفافاً مجردين عن علائق الأولاد والأهالي منقطعين عن عوائق الأموال والأملاك وثقالاً متمولين ومتأهلين وأيضاً خفافاً مجذوبين بالعناية وثقالاً سالكين بالهداية (يعني خفاف مجذوبا نند از كشش عنايت براه سلوك در آمده وثقال سالكا نندكه برورش متوجه جذبه حقاني شده هرد وطائفه درراهند أما يكي ببال كشش مى رد ويكى باى كوشش راه ميبرد آنكه باميره د درهر قدمى عالمي زير اميكند وآنكه ببال إقبال مى رديدم بساط مشاهده ما سوى را طى مي كند).
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣٧
مرد عارف ون بدان رمى رد
در دمى از نه فلك مى بكذرد
سير زاهد در دمى يك روزه راه
سير عارف هر زمان تا تخت شاه