يش شم از عشق كلخن مى نمود
قال شعيب في جوابهم يا قوم أرهطي (أيا عشيره وقوم من) وهمزة الاستفهام للإنكار والتوبيخ أعز عليكم (عزيز ترند برشما ودوسترند نزدشما) من الله كان الظاهر أن يقال : مني، إلا أنه قيل من الله، للإيذان بأن تهاونهم به وهو نبي الله تهاون بالله تعالى وإنما أنكر عليهم أعزية رهطه منه تعالى مع أن ما أثبتوه إنما هو مطلق عزة رهطه لا أعزيتهم منه تعالى مع الاشتراك في أصل العزة لتكرير التوبيخ حيث أنكر عليهم أولاً بترجيح جنب الله تعالى وثانياً بنفي العزة بالمرة، والمعنى أرهطي أعز عليكم من الله تعالى فإنه مما لا يكاد يصح والحال أنكم لم تجعلوا له حظاً من العزة أصلاً واتخذتموه أي : الله تعالى وراءكم (از س شت خود) ظهرياً (همو مرد فراموش شده) اي شيئاً منبوذاً وراء الظهر منسياً لا يبالى به أي : جعلتموه مثله باشراككم به والإهانة برسوله فلا تبقون على الله وتبقون على رهطي، أي : فلا تحفظونني ولا ترحموننيوتراعون نسبة قرابتي إلى الرهط وتضيعون نسبتي إلى الله بالنبوة، فكأنكم زعمتم أن القوم أعز من الله حيث تزعمون أنكم تركتم قتلي إكراماً لرهطي والله أولى بأن يتبع أمره كأنه يقول حفظكم إياي في الله أولى منه في رهطي، والعرب تقول لكل ما لا يعبأ بأمره قد جعل فلان هذا الأمر بظهره، فالظهري : منسوب إلى الظهر والكسر لتغيير النسب كقولهم في النسبة إلى أمس أمسيّ بكسر الهمزة وإلى الدهر دهري بضم الدال.
إن ربي بما تعملون من الأعمال السيئة لتي من جملتها عدم مراعاتكم لجانبه.
محيط لا يخفى عليه منها خافية وإن جعلتموه منسياً فيجازيكم عليها والإحاطة إدراك الشيء بكماله وإحاطة الله بالأعمال مجاز.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٧٨
﴿وَيَـاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ مصدر من مكن مكانة فهو مكين إذا تمكن أبلغ التمكن والجار والمجرور في موقع النصب على الحال.
والمعنى : اعملوا حال كونكم موصوفين بغاية المكنة والقدرة كل ما في وسعكم وطاقتكم من إيصال الشرور إلي، أو بمعنى المكان كمقام ومقامة فاستعيرت من العين للعني كما يستعار حيث للزمان وهو للمكان، والمعنى على ناحيتكم وجهتكم التي أنتم عليها من الشرك والعداوة لي.
إني أيضاً عامل على مكانتي فحذف للاختصار أي : عامل بقدر ما آتاني الله من القدرة وعلى حسب ما يؤتيني الله من النصرة والتأييد فكأنهم قالوا : ماذا يكون إذا عملنا على قوتنا فقال : سوف تعلمون من استفهام أي أينا، أو موصولة، أي : تعرفون الذي يأتيه عذاب يخزيه يذله ويهينه ومن هو كاذب عطف على من يأتيه لما أوعده وكذبوه أراد أن يدفع ذلك عن نفسه ويلحقه بهم فسلك سبيل إرخاء العنان لهم وقال : سوف تعلمون من المعذب والكاذب مني ومنكم وأينا الجاني على نفسه والمخطىء في فعله يريد أن المعذب والكاذب أنتم لا أنا وارتقبوا أي : انتظروا مآل ما أقول لكم سيظهر صدقه إني معكم رقيب منتظر فعيل بمعنى الراقب، وكان شعيب عليه السلام يسمى خطيب الأنبياء لحسن محاورته مع قومه وكمال اقتداره في مراجعته
١٧٩
جوابهم، وكان كثير البكاء حتى عمى ثم رد الله عليه عليه السلام بصره فأوحى إليه يا شعيب ما هذا البكاء أشوقاً إلى الجنة أم خوفاً من النار؟ فقال : إلهي وسيدي إنك تعلم إني ما أبكى شوقاً إلى الجنة، ولا خوفاً من النار ولكن اعتقدت حبك بقلبي فإذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي فأوحى الله تعالى يا شعيب إن يكون ذلك حقاً فهنيئاً لك لقائي يا شعيب، لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي.
قال المولى الجامي :
زهاد خلد خواهد واوباش عيش نقد
ما خود بدولت غمت ازهر دورسته ايم
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٧٩


الصفحة التالية
Icon