(درتيسير آورده كه ون شيطان ابن كلمات از ايشان استماع كرد بصورت يرى رشان ظاهر شد وكفت يوسف ميخواهدكه شمارا ببندكى كيرد كفتنداى ير تدبير يست كفت اقتلوا يوسف) أو اطرحوه أرضاً منكورة مجهولة بعيدة من العمران ليهلك فيها أو يأكله السباع وهو معنى تنكيرها وإبهامها لا أن معناه، أي أرض كانت، ولذلك نصبت نصب الظروف المبهمة وهي ما ليس له حدود تحصره ولا أقطار تحويه.
وفيه إشارة إلى أن التغريب يساوي القتل كما في قوله تعالى : ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}(الحشر : ٣) فسلاطين الزمان كأنهم قاتلون العلماء لا سيما المشايخ منهم بتغريبهم وإقصائهم إلى البلاد البعيدة وتفريقهم من أولادهم واتباعهم، وذلك لكونه من غير سبب موجب غالباً أصلحنا الله تعالى وإياهم ﴿يَخْلُ﴾ بالجزم جواب للأمر، أي : يخلص لكم وجه أبيكم فيقبل عليكم بكليته ولا يلتفت عنكم إلى غيركم وتتوفر محبته فيكم فذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم ؛ لأن الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه، ويجوز أن يراد بالوجه الذات وتكونوا بالجزم عطف على يخل من بعده من بعد يوسف، أي : من بعد الفراغ من أمره.
قوماً صالحين صلحت حالكم عند أبيكم أو تائبين إلى الله تعالى مما جئتم (واين نيز زمكائد إبليس بودكه ناشكيبان باديه آرزورا ازروى تسويف ميكويد مصراع امروز كنه كنيد وفردا توبه آخر تأمل ميكندكه عذر فردارا عمر فردا مى بايد وبر عمر اعتمادي نيست) :
كار امروز بفردا نكذارى زنهار
اسم الكتاب : روح البيان
كه و فردا برسد نوبت كارد كرست
يقول الفقير : أما قول بعض الحكماء : هكذا يكون المؤمن يهيىء التوبة قبل المعصية فمعناه أن يصمم التوبة على ما سيصدر عنه من الزلات سهواً بحسب غلبة البشرية وإلا فلا معنى لتلويث لباس طاهر ثم تطهيره ورب ملسوع يموت قبل أن يصل إلى الترياق، فأكل السم على ظن أن الترياق يدفع مضرته ليس من ديدن أهل القلب السليم والعقل المستقيم.
قال استئناف مبني على سؤال من سأل وقال اتفقوا على ما عرض عليهم من الأمرين أم خالفهم في ذلك أحد؟ فقيل قال : قائل منهم وهو يهوداً وكان أحسنهم فيه رأياً حيث جوزوا قتله ولم يساعدهم عليه لا تقتلوا يوسف فإن قتله عظيم لكونه من غير جرم ولا تطرحوه أرضاً لكونه في حكم القتل والقوه يعني بدل الطرح في غيابة الجب في قعره وغوره وما أظلم منه من أسفله سمى به لغيبته عن عين الناظر، والجب البئر التي لم تطو بعد، لأنه ليس فيها غير جب الأرض وقطعها فإذا طويت فهر بئر.
يلتقطه يأخذه على وجه الصيانة من الضياع والتلف فإن الالتقاط أخذ شيء مشرف على الضياع.
بعض السيارة جمع سيار وهو بناء المبالغة أي بعض طائفة تسير في الأرض.
وبالفارسية (بعضي ازراه كذريان كه بدانجا رسندو ببرندش بناحيتي ديكر وشما ازوبار رهيد) إن كنتم فاعلين (بمشورتي
٢١٩
يعني ون غرض شمابودن اسوت برين وجه ميبايد كرد) لم يبت القول عليهم، بل إنما عرض ذلك عليهم تأليفاً لقلبهم وتوجيهاً لهم إلى رأيه وحذرا من نسبتهم له إلى التهكم والافتيات أي الاستبداد والتفرد.
قال سعدي المفتي : إنما قال هذا القائل ذلك لكونه أوجه مما ذكروه في التدبير فإن من التقطه من السيارة يحمله إلى موضع بعيد ويحصل المقصود بلا احتياج إلى الحركة بأنفسهم فربما لا يأذن لهم أبوهم وربما يطلع على قصدهم انتهى.
فانظر إلى هؤلاء الإخوان الذين أرحمهم له لا يرضى إلا بإلقاء يوسف في أسفل الجب وهكذا إخوان الزمان وأبناؤه فإن ألسنتهم دائرة بكل شر ساكتة عن كل خير.
جامى ابناي زمان از قول حق صمند وبكم
نام ايشان نيست عند الله بجز شر الدواب
در لباس دوستى سازندكار دشمني
حسب الامكان واجبست ازكيدايشان اجتناب
شكل ايشان شكل إنسان فعلشان فعل سباع
هم زئاب في ثياب أو ثياب في ذئاب
وفي الآية إشارة : إلى أن الحواس والقوى تسعى في قتل يوسف القلب بسكين الهوى، فإن موت القلب منشأه الهوى وهو السم القاتل للقلب، أو تسعى في طرحه في أرض البشرية فإنه بعد موت القلب يقبل الروح بوجهه إلى الحواس والقوى لتحصيل شهواتها ومراداتها وتكون هي بعد موته قوماً صالحين للتنعم الحيواني والنفساني، قال قائل منهم وهو يهودا المتفكرة لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة جب القالب وسفل البشرية يلتقطه سيارة الحوادث النفسانية إن كنتم فاعلين ساعين به كذا في التأويلات النجمية.
اسم الكتاب : روح البيان
فالحياة الحقيقية إنما هي في حياة القلب، والقلب بيت الله ومحل استوائه عليه.
قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل : العجب ممن يقطع الأودية والمفاوز والقفار ليصل إلى بيته وحرمه، لأن فيه آثار أنبيائه، كيف لا يقطع بالله نفسه وهواه حتى يصل إلى قلبه فإن فيه آثار مولاه وذكر الله تعالى هو طريق الوصول.