قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم رضي الله عنه ذكر الله يرطب القلب ويلينه فإذا خلا عن الذكر أصابته حرارة النفس ونار الشهوات فقسا ويبس، وامتنعت الأعضاء من الطاعة فإذا مددتها انكسرت كالشجرة إذا يبست لا تصلح إلا للقطع، وتصير وقوداً للنار أعاذنا الله منها.
اسم الكتاب : روح البيان
﴿قَالُوا﴾ (اورده اندكه برادران يوسف برقول يهوداً متفق شدند ونزد در آمده كفتند فصل بهار رسيده وسبزها از زمين دميده ه شودكه يوسف را باما بصحرا فرستي تاروزى بتماشا وتفرج بكذا رند يعقوب فرمودكه از هجر حسن بهار رخسار يوسف ون بلبل خزان ديده خواهم بود روامداريدكه شما دركلزار باشيد ومن درخانه بخار هجر كرفتار باشم) :
حريفان دربهار عيش خندان
من اندر كنج غم ون دردمندان
(فرزندان يعقوب نا اميد شده يش يوسف آمدند واز تماشاى سبزه وصحرا شمه باوى درميان آورده وكفتند
موسم كل دوسه روزيست غنيمت دانيد
كه دكر نوبت تاراج خزان خواهد بود
يوسف ون نام تماشا شنيد خاطر مباركش متوجه صحرا شد وبا برادران يش در آمده التماس أجازت نمود ومضمون اين مقال بزيان حال بعرض رسانيده) :
زين تنكناى خلو تم خاطر بصحرا مى كشد
كزبوستان باد سحر خوش ميدهد بيغامرا
(يعقوب درفكر دور ودراز افتاد)، وعند ذلك قالوا : يا أبانا خاطبوه بذلك تحريكاً
٢٢٠
لسلسلة النسب بينه وبينهم وتذكيراً لرابطة الأخوة بينهم وبين يوسف ليتسببوا بذلك إلى استننزاله عن رأيه في حفظه منهم لما أحس منهم بأمارات الحسد والبغي فكأنهم قالوا : مالك لا تأمنا أي : أي عذر لك في ترك الأمن أي في الخوف على يوسف مع أنك أبونا ونحن بنوك وهو أخونا.
قوله لا تأمنا حال من معنى الفعل في ما لك كما تقول مالك قائماً بمعنى ما تصنع قائماً وإنا له لناصحون الواو للحال من مفعول لا تأمنا، أي والحال إنا لمريدون له الخير ومشفقون عليه ليس فينا ما يخل بالنصيحة والمقة.
وبالفارسية، (نيك خواهانيم وبغايت بروى مهربان) أرسله معنا غداً إلى الصحراء يرتع أي : يتسع في أكل الفواكه ونحوها، فإن الرتع هو الاتساع في الملاذ.
ويلعب بالاستباق والتناضل ونحوهما مما يكون الغرض منه تعلم المحاربة مع الكفار وإنما سموه لعباً ؛ لأنه في صورته وأيضاً لم يكونوا يومئذٍ أنبياء، وأيضاً جاز أن يكون المراد من اللعب الإقدام على المباحات لأجل انشراح الصدر، كما روى عنه عليه السلام أنه قال لجابر رضي الله عنه فهلا بكراً أي فهلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٢٠
قال أبو الليث : لم يريدوا به اللعب الذي هو منهى عنه، وإنما أرادوا به المطايبة في المزاح في غير مأثم.
وفيه دليل على إنه لا بأس بالمطايبة، قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : لا بأس بفكاهة يخرج بها الإنسان من حد العبوس روى أنه أتى رجل برجل إلى علي فقال إن هذا زعم أنه احتلم على أمي، فقال أقمه في الشمس واضرب ظله وإنا له لحافظون من أن يناله مكروه ثم استأنف عمن يسأل ويقول : فماذا قال يعقوب.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٢٠
﴿قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ (آنكه شما ببريداورا از يش من) وذلك لشدة وفارقته عليّ وقلة صبري عنه.
فإن قيل : لام الابتداء تخلص المضارع للحال عند جمهور النجاة والذهاب ههنا مستقبل فيلزم تقدم الفعل على فاعله مع أنه أثره.
قلنا : إن التقدير قصد أن تذهبوا به والقصد حال أو تصور ذهابكم وتوقعه، والتصور موجود في الحال كما في العلة الغاثية.
و مع ذلك أخاف أن يأكله الذئب لأن الأرض كانت مذأبة واللام للعهد الذهني، والحزن ألم القلب بفوت المحبوب، والخوف انزعاج النفس لنزول المكروه ولذلك أسند الأول إلى الذهاب به، المفوت لاستمرار مصاحبته ومواصلته ليوسف، والثاني إلى ما يتوقع نزوله من أكل الذئب وروى أنه رأى في المنام كأنه على رأس جبل ويوسف في صحراء فهجم عليه أحد عشر ذئباً فغاب يوسف بينهن، ولذا حذرهم من أكل الذئب ومع ذلك فقد دفعه إلى إخوته لأنه إذا جاء القضاء عمي البصر :
اين هم ازتأثير حكمست وقدر
اه مى بيني ونتوانى حذر
وأنتم عنه غافلون (ازو بيخبران باشيد بسبب تماشا)
ازان ترسم كزو غافل نشينيد
زغفلت صورت حالش نبينيد
درين ديرينه دشت محنت انكيز
كهن كركى برودندان كندتيز
قالوا والله لئن أكله الذئب ونحن عصبة (وحال آنكه ما كروهي توانا وقوى هيكليم كه هريكي ازمابا ده شير در محاربه مقاومت ميتواندكرد) إنا إذا (بدرستى كه ما آن وقت كه برادررا بكرك دهيم) لخاسرون (هر آيينه زيانكار ان باشيم) من الخسار
٢٢١
بمعنى الهلاك أي لهالكون ضعفاً وخورا وعجزا.
وفي الكواشي مغبونون بترك حرمة الوالد والأخ، وإنما اقتصروا على جواب خوف يوسف من أكل الذئب ولم يجيبوا عن الاعتذار الأول لأنه السبب القوى في المنع دون الحزن لقصر مدته بناء على أنهم يأتون به عن قريب.