قال يحيى بن معاذ : لو وليت خزائن العذاب ما عذبت عاشقاً قط لأنه ذنب اضطرار لا ذنب اختيار، وفي الحديث : من عشق فعف وكتم ثم مات مات شهيداً.
قال الحافظ :
عاشق شوارنه روزى كار جهان سر آيد
ناخوانده نقش مقصود از كاركاه هستى
وعشق زليخا، وإن كان عشقاً مجازياً، لكن لما كان تحققها به حقيقة وصدقاً جذبها إلى المقصود، وآل الأمر من المجاز إلى الحقيقة لأنه قنطرتها.
قال العطار في منطق الطير :
هركه او درعشق صادق آمدست
بر سرش معشوق عاشق آمدست
كر بصدقي عشق يش آيد ترا
عاشقت معشوق خويش آيد ترا
إنا لنريها أي : نعلمها علماً مضاهياً للمشاهدة والعيان فيما صنعت من المراودة والمحبة المفرطة مستقرة.
في ضلال في خطأ وبعد عن طريق الرشد والصواب.
مبين واضح لا يخفى كونه ضلالاً على أحد أو مظهر لأمرها فيما بين الناس، وإنما لم يقلن إنها لفي ضلال مبين، إشعاراً بأن ذلك الحكم غير صادر عنهن مجازفة بل عن علم ورأى، مع التلويح بأنهن متنزهات عن أمثال ما هي عليه ولذا ابتلاهن الله تعالى بمارمين به الغير، لأنه ما عير أحد أخاه بذنب إلا ارتكبه قبل أن يموت، وهذه أعني ملامة الخلق وتضليهم علامة كمال المحبة ونتيجته لأن الله تعالى إذا اصطفى عبداً لجنابه رفع محبته الذاتية عن قلوب الأغيار غيرة منه عليه، ولذا ترى أرباب الأحوال وأصحاب الكشوف مذكورين غالباً بلسان الذم والتعيير، إذ هم قد تجاوزوا حد الجمهور فكانوا كالمسك بين الدماء، فكما أن المسك خرج بذلك الوصف الزائد عن كونه جنس
٢٤٥
الدم فكذا العشاق خرجوا بما هم عليه من الحالة الجمعية الكمالية عن كونهم من جنس العباد ذوي التفرقة والنقصان، والجنس إلى الجنس يميل لا إلى خلافه فافهم حقيقة الحال وهو اللائح بالبال.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٤٤
فلما سمعت بمكرهن باعتيابهن وسوء قولهن وقولهن، امرأة العزيز عشقت عبدها الكنعاني وهو مقتها، وتسميته مكراً لكونه خفية منها كمكر الماكر وإن كان ظاهراً لغيرها.
أرسلت إليهن تدعوهن للضيافة إكراماً لهن، ومكراً بهن، ولتعذر في يوسف لعلمها أنهن إذا رأينه دهشن وافتتن به.
قيل دعت أربعين امرأة منهن الخمس المذكورات واعتدت أي أحضرت وهيأت لهن متكأ أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد وغيرها عند الطعام والشراب كعادة المترفهين ولذلك نهي عن الأكل بالشمال أو متكأ.
وقرىء متكأ وهو ألاترج أو إلزماورد بالضم وهو طعام من البيض واللحم معرب والعامة تقول البز ما ورد كما في القاموس وآتت كل واحدة منهن بعد الجلوس على المتكأ سكيناً لتستعمله في قطع ما يعهد فيما قدم بين أيديهن وقرب إليهن من اللحوم والفواكه ونحوها وقصدت بتلك الهيئة وهي قعودهن متكئات والسكاكين في أيديهن أن يدهشن ويبهتن عند رؤيته ويشغلن عن نفوسهن فيقع أيديهن على أيديهن فيقطعنها لأن المتكىء إذا بهت لشيء وقعت يده على يده روي أنها اتخذت لهن ضيافة عظيمة من ألوان الأطعمة وأنواع الأشربة بحيث لا توصف.
روان هي سو كنيزان وغلامان
بخدمت همو طاوسان خرامان
رى رويان مصري حلقه بسته
بمسندهاى زركش خوش نشسته
و خوان برداشتند از يش آنان
زليخا شكر كويان مدح خوانان
نهاد از طبع حيلت ساز رفن
ترنج وكز لكي بردست هر زن
وقالت ليوسف وهن مشغولات بمعالجة السكاكين وأعمالها، فيما بأيديهن من الفواكه وأضرابها.
أخرج يا يوسف عليهن أي : أبرز لهن.
قال المولى الجامي :
باى خود زليخا سوى او شد
دران كاشانه هم زانوى اوشد
بزارى كفت كاى نور دو ديده
تمناى دل محنت رسيده
فتادم در زبان مردم ازتو
شدم رسوا ميان مردم از تو
كرفتم آنكه در شم تو خوارم
بنزديك تو بس بي اعتبارم
مده زين خوارى وبي اعتباري
ز خاتونان مصرم شرمسارى
شد از افسون آن افسو نكر كرم
دل يوسف به بيرون آمدن نرم
ى تزيين أو ون با برخاست
وسروا زحله سبزش بياراست
فرود آو يخت كيسوى معنبر
به يش حله اش ون عنبر تر
ميانش راكه با مو همسرى كرد
ززرين منطقه زيور كرى كرد
بسر تاج مرصع از جواهر
زهر جوهر هزارش لطف ظاهر
با نعليني از لعل وكهر ر
برو بسته دوال از رشته در
فلما رأينه عطف على مقدر فخرج عليهن
٢٤٦
ز خلوت خانه آن كنج نهفته
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٤٤
برون آمد ون كلزار شكفته
فرأينه فلما رأينه أكبرنه عظمنه وهبن حسنه الفائق، وجماله الرائق، فإن فضل جماله على جمال كل جميل كان كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وسيأتي مزيد البيان في هذا الشأن أو حضن ليوسف من شدة الشبق على حذف اللام، والشبق شدة شهوة الضراب والمرأة إذا اغتلمت واشتدت شهوتها سال دم حيضها من أكبرت المرأة إذا حاضت لأنها تدخل الكبر بالحيض، أو امنين لتوقهن إليه كما في الكواشي.