س از عمرى كه زهر غم شاندت
بتر ياك وصال من رساندت
ز ليخاهم بتوفيق الهي
نشسته بر سرير ادشاهى
دران خلوت سرامى بود خرسند
بوصل يوسف وفضل خداوند
وسيأتي وفاتهما في آخر السورة فانظر أيها المنصف إن الدنيا ما شغلتهما عن الله تعالى فاستعملا الأعضاء والجوارح في خدمة الله تعالى.
والإشارة : قال يوسف القلب لملك الروح اجعلني على خزائن الأرض أرض الجسد فإنتعالى في كل شيء، وعضو من أعضاء ظاهر الجسد وباطنه خزانة من القهر واللطف فيها نعمة أخرى كالعين فيها نعمة البصر فإن استعملها في رؤية العين، ورؤية الآيات والصنائع فيجد اللطف وينتفع به وإن استعملها في مستلذاتها وشهوات النفس ولم يحفظ
٢٨٢
نفسه منها فيجد القهر ويضره ذلك فقس الباقي على هذا المثال، ولهذا قال يوسف إني حفيظ عليم أي : حافظ نفسي فيها عما يضرها عليم بنفعها وضرها واستعمالها فيما ينفع ولا يضر.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٧٦
﴿وَكَذَالِكَ﴾ الكاف منصوبة بالتمكين وذلك إشارة إلى ما أنعم الله به عليه من إنجائه من غم الحبس وجعل الملك الريان إياه خالصاً لنفسه مكنا ليوسف أي : جعلنا له مكاناً في الأرض أي أرض مصر وكانت أربعين فرسخاً في أربعين كما في الإرشاد.
وقال في المدارك التمكين الأقدار وأعطاء القدرة.
وفي تاج المصادر : مكنه في الأرض بوأه إياها يتعدى بنفسه واللام كنصحته ونصحت له.
وقال أبو علي : يجوز أن يكون على حد ردف لكم يتبوأ منها حال من يوسف أي ينزل من بلادها حيث يشاء ويتخذه مباءة ومنزلاً وهو عبارة عن كمال قدرته على التصرف فيها ودخولها تحت سلطانه، فكأنها منزله يتصرف فيها كما يتصرف الرجل في منزله، وفي الحديث : رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكنه أخر ذلك سنة وعن ابن عباس رضي الله عنهما لما انصرمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الملك فتوجه وختمه بخاتمه وردّاه بسيفه ووضع له سريراً من ذهب مكللاً بالدر والياقوت وطول السرير ثلاثون ذراعاً وعرضه عشرة أذرع عليه ثلاثون فراشاً فقال يوسف أما السرير فأشدّ به ملكك وأما الخاتم فأدبر به أمرك وأما التاج فليس من لباسي ولا لباس آبائي فقال الملك فقد وضعته إجلالاً لك وإقراراً بفضلك فجلس على السرير وأتت له الملوك وفوض إليه الملك أمره كما قال المولى الجامي :
وشاه ازوى بديد اين كار سازى
بملك مصر دادش سرفرازي
سبه را بنده فرمان او كرد
زمين را عرصه ميدان او كرد
ونعم ما قيل :
يرست رخ واختر بخت تو نوجوان
آن به كه ير نوبت خود باجوان دهد
وكان يوسف يومئذٍ ابن ثلاثين سنة كما في التبيان وأقام العدل في مصر واحبته الرجال والنساء وأمر أهل كل قرية وبلدة بالاشتغال بالزرع وترك غيره فلم يدعوا مكاناً إلا زرعوه حتى بطون الأودية ورؤوس الجبال مدة سبع سنين وهو يأمرهم أن يدعوه في سنبله فأخذ منهم الخمس وجعله في الإهداء وكذا ما زرعه السلطان ثم أقبلت السنون المجدبة فحبس الله عنهم القطر من السماء والنبات من الأرض حتى لم ينبت لهم حبة واحدة، فاجتمع الناس وجاؤوا له وقالوا له يا يوسف قد فني ما في بيوتنا من الطعام فبعنا مما عندك فأمر يوسف بفتح الإهراء وباع من أهل مصر في سني القحط الطعام في السنة الأولى بالدراهم والدنانير وفي الثانية بالحلي والجواهر وفي الثالثة بالدواب وفي الرابعة بالعبيد والإماء وفي الخامسة بالضياع والعقار وفي السادسة بأولادهم وفي السابقة برقابهم حتى استرقهم جميعاً فقالوا ما رأينا ملكاً أجل وأعظم منه فقال يوسف للملك كيف رأيت صنع ربي فيما خولني فما ترى؟ فقال : أرى رأيك ونحن لك فقال إني أشهد الله وأشهدك إني قد اعتقت أهل مصر عن آخرهم ورددت عليهم أملاكهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٣
قال الكاشفي :(حكمت درين آن بودكه مصريان
٢٨٣
يوسف را بوقت خريد وفروخت در صورت بندكي ديده بودند قدرت أزلي همه را طوق بندكى او دركردن نهار تاكسي راكه درباره او سختى بي أدبانه نرسد) وكان لا يبيع من أحد من الممتارين أكثر من حمل بعير تقسيطاً بين الناس وكان لم يشبع مدة القحط مخافة نسيان الجياع.
قال السعدي قدس سره :
آنكه در راحت وتنعم زيست
اوه داندكه حال كرسنه يست
حال درماندكى كسى داند
كه باحوال خود فروماند


الصفحة التالية
Icon