نصيب برحمتنا (ميرسانيم برحمت خود از نعيم ديني ودنيوي وصوري ومعنوي) فالباء للتعدية.
من نشاء كل من نريد له ذلك لا يمنعنا منه شيء ولا نضيع أجر المحسنين عملهم بل نوفيه بكماله في الدنيا والآخرة روى عن سفيان بن عيينة المؤمن يثاب على حسناته في الدنيا والآخرة والفاجر يعجل له الخير في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق، وتلا هذه الآية وفي الحديث : إن للمحسنين في الجنة منازل حتى المحسن إلى أهله وأتباعه والإحسان وإن كان يعم أموراً كثيرة ولكن حقيقته المشاهدة والعيان وهي ليست رؤية الصانع بالبصر وهو ظاهر، بل المراد بها حالة تحصل عند الرسوخ في كمال الإعراض عما سوى الله تعالى، وتمام توجهه إلى حضرته بحيث لا يكون في لسانه وقلبه وهمه غير الله تعالى، وسميت هذه الحالة مشاهدة لمشاهدة البصيرة إياه تعالى كما أشار إليها بعض العارفين بقوله :
خيالك في عيني وذكرك في فمي
وحبك في قلبي فأين تغيب
ولا جر الآخرة أي : أجرهم في الآخرة فالإضافة للملابسة وهو النعيم المقيم الذي لا نفاد له.
خير لأنه أفضل في نفسه وأعظم وأدوم للذين آمنوا وكانوا يتقون الكفر والفواحش (ون يوسف بإحسان وتقوى ازعقر اه بتخت وجاه رسيد)
بدني وعقبي كسى قدر يافت
كه او جانب صبر وتقوى شتافت
وفي الآية : إشارة إلى أن غير المؤمن المتقي لا نصيب له في الآخرة.
قال بعض العارفين : لو كانت الدنيا ذهباً فانياً والآخرة خزفاً باقياً لكانت الآخرة خيراً من الدنيا فكيف والدنيا خذف فأن والآخرة ذهب باق.
وعن أبي هريرة قال : قلنا يا رسول الله : مم خلق الخلق؟ قال : من الماء قلنا : أخبرنا عن بنائها قال : لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الإذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ومن يدخلها ينعم ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه وإن أهل الجنة ليزدادون كل يوم جمالاً وحسناً كما يزدادون في الدنيا هرماً ولا بد من الطاعات فإنها بذر الدرجات وأجرة الجنات حكى أن إبراهيم بن أدهم أراد أن يدخل الحمام فمنعه الحمامي أن يدخله بدون الأجرة فبكى إبراهيم وقال إذا لم يؤذن أن أدخل في بيت الشيطان مجاناً فكيف لي بالدخول في بيت النبيين والصديقين.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٣
يقول الفقير : فإن كان المراد ببيت النبيين الجنة، فلا بد في دخولها من صدق الأعمال وإن كان المراد القلب فلا بد في دخوله من صدق الأحوال، وعلى كلا التقديرين لا بد من العبودية لأنها مقتضى الحكمة ولذا قال : للذين آمنوا وكانوا يتقون فمن لا عبودية له لم تكن الآخرة عنده خيراً من الدنيا، إذ لو علم خيريتها يقينها لاجتهد في العبوديةتعالى والامتثال
٢٨٤
بالأمر والاجتناب عن النهي، وقد جعل الله التصرف في عالم الملك والملكوت في العمل على وفق الشرع وخلاف الطبع إذ فيه المجاهدة التي هي حمل النفس على المكاره وترك الشهوات، ألا ترى أن يوسف عليه السلام لما خالف الطبع ومقتضاه ونهى النفس عن الهوى ورضى بما قسم المولى وصبر على مقاساة شدائد الجب والسجن والعبودية جعله الله تعالى سلطاناً في أرض مصر، ففسح له في مكانه فكان مكافاة لضيق الجب والسجن وسخر له أهل مصر مجازاة للعبودية وزوجه زليخا بمقابلة كف طبعه عن مقتضاه.
والتقوى لا بد منها لأهل النعمة والمحنة، أما أهل النعمة فتقواهم الشكر لأنه وقاية من الكفران وجنة منه، وأما أهل المحنة فتقواهم الصبر لأنه جنة من الجزع والاضطراب.
فعلى العاقل أن يتمسك بعروة التقوى، فإنها لا انفصام لها، ولها عاقبة حميدة، وأما غيرها من العرى فلها انفصام وانقطاع وليس لها نتيجة مفيدة، كما شوهد مرة بعد أخرى، اللهم أعصمنا من الزلل في طريق الهدى واحفظنا عن متابعة النفس والهوى واجعلنا من الذين عرفوك فوقفوا عند أمرك وتوجهوا إليك فرفضوا علاقة المحبة لغيرك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٣
﴿وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ﴾ (آورده اندكه اثر قحط بكنعان وبلاد شام رسيده كار بر أولاد يعقوب تنك كرديد وكفتند أي در درشهر مصر ملكيست كه همه قحط زدكانرا مى نوازد وكار غرباً وأبناء سبيل بد لخواه ايشان مي سازد)
زاحسانش آسوده بر ناوير
وزوكشته خوش دل غريب وفقير
ببخشش زابر بهارى فزون
صفات كمالش زغايت برون