(اكر فرمايى برويم وطعامي جهت كرسنكان كنعان بياريم يعقوب أجازت فرمود وبنيامين را جهت خدمت خود باز كرفت وده فرزند ديكر هريك باشترى وبضاعتي كه داشتند روى براه آوردند ويك شترجهت بنيامين بابضاعت او همراه بردند) وقال بعضهم : لما أجدبت بلاد الشام وغلت أسعارها جمع يعقوب بنيه وقال لهم يا بني أما ترون ما نحن فيه من القحط فقالوا : يا أبانا وما حيلتنا؟ قال : اذهبوا إلى مصر واشتروا منها طعاماً من العزيز قالوا : يا نبي الله كيف يطيب قلبك ترسلنا إلى فراعنة الأرض وأنت تعلم عدواتهم لنا ولا نأمن أن ينالنا منهم شر، وكانت تسمى أرض مصر بأرض الجبابرة لزيادة الظلم والجور فقال لهم يا بني قد بلغني إنه ولى أهل مصر ملك عادل فاذهبوا إليه واقرئوه مني السلام فإنه يقضي حاجتكم ثم جهز أولاده العشرة وأرسلهم، فذلك قوله تعالى : وجاء أخوة يوسف أي : ممتارين قالوا : لما دنا ملاقاة يعقوب بيوسف وتحول الحال من الفرقة إلى الوصلة ومن الألم إلى الراحة ابتلى الله الخلق ببلاء القحط، ليكون ذلك وسيلة إلى خروج أبناء يعقوب لطلب المعاش وهو إلى المعارفة والمواصلة، وكانت بين كنعان ومصر ثماني مراحل لكن أبهم الله تعالى ليعقوب عليه السلام مكان يوسف ولم يأذن ليوسف في تعريف حاله له إلى مجيء الوقت المسمى عند الله تعالى فجاؤوا بهذا السبب إلى يوسف في مصر.
فدخلوا عليه أي على يوسف وهو في مجلس حكومته على زينة واحتشام فعرفهم في بادىء الرأي وأول النظر لقوة فهمه وعدم مباينة أحوالهم السابقة لحالهم يومئذٍ لمفارقته إياهم وهم رجال وتشابه هيآتهم وزيهم في الحالين
٢٨٥
ولكون همته معقودة بهم وبمعرفة أحوالهم لا سيما في زمان القحط، وقد أخبره الله حين ما ألقاه إخوته في الجب لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون، فعلم بذلك أنهم يدخلون عليه البتة فلذلك كان مترصداً لوصولهم إليه فلما رآهم عرفهم وهم له منكرون أي والحال إنهم منكرون ليوسف لطول العهد، لما قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه كان بين أن قذفوه في البئر وبين أن دخلوا عليه أربعون سنة، ومفارقته إياهم في سن الحداثة ولاعتقادهم أنه قد هلك، ولذهابه عن أوهامهم لقلة فكرهم فيه ولبعد حاله التي رأوه عليها من الملك والسلطان عن حاله التي فارقوه عليها طريحاً في البئر، مشرياً بدراهم معدودة وقلة تأملهم في حلاه من الهيبة والاستعظام.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٥
وفي التأويلات النجمية عرفهم بنور المعرفة والنبوة وهم له منكرون لبقاء ظلمة معاصيهم وحرمانهم من نور التوبة والاستغفار ولو عرفوه حق المعرفة ما باعوه بثمن بخس ولما جهزهم بجهازهم أي : أصلحهم بعدتهم وهي عدة السفر من الزاد وما يحتاج إليه المسافر وأوقر ركائبهم، أي : أثقل بما جاؤوا لأجله من الميرة، وهي بكسر الميم وسون الياء طعام يمتاره الإنسان أي يجلبه من بلد إلى بلد قال ائتوني باخ لكم من أبيكم (بياريد بمن برادرى كه شماراست ازدر شما يعني علاتيست نه اعياني) والعلة الضرة وبنوا العلات بنوا أمهات شتى من رجل لأن الذي تزوجها على الأولى قد كانت قبلها تأهل ثم عل من هذه، وبنوا الأعيان أخوة لأب وأم وبنوا الأخياف أخوة، أمهم واحدة والآباء شتى، ولم يقل بأخيكم مبالغة في إظهار عدم معرفته لهم فإنه فرق بين مررت بغلامك ومررت بغلام لك، فإنك في التعريف تكون عارفاً بالغلام وفي التنكير أنت جاهل به، ولعله إنما قاله لما قيل من إنهم سألوه حملاً زائداً على المعتاد لبنيامين فأعطاهم ذلك وشرطهم أن يأتوا به ليعلم صدقهم، وكان يوسف يعطي لكل نفس حملاً لا غير تقسيطاً بين الناس.
وقال الكاشفي :(هريك را يك شتر بار كندم دادن كفتنديك شتروار ديكر بجهت برادر ماكه در خدمت در است بدهيد يوسف كفت من شمار مردم ميدهم نه بشمار شتر ايشان مبالغه نمودند قال ائتوني) الآية.
وقال في بحر العلوم لا بد من مقدمة سبقت له معهم حتى اجترأ القول هذه المسألة روى أنه لما رآهم وكلموه بالعبرانية قال لهم أخبروني من أنتم وما شأنكم فإني أنكركم قالوا نحن قوم من أهل الشام رعاة أصابنا الجهد فجئنا نمتار فقال لعلكم جئتم عيوناً تنظرون عورة بلادي، قالوا : معاذ الله نحن أخوة بنوا أب واحد وهو شيخ صديق نبي من الأنبياء اسمه يعقوب قال كم أنتم قالوا كنا اثني عشر فهلك منا واحد، قال : فكم أنتم ههنا؟ قالوا : عشرة قال : فأين الآخر الحادي عشر؟ قالوا : عند أبيه ليتسلى به من الهالك، قال فمن يشهد لكم أنكم لستم بعيون وأن الذي تقولون حق؟ قالوا : أنا ببلاد لا يعرفنا فيها أحد فيشهد لنا، قال : فدعوا بعضكم عندي رهينة وائتوني بأخيكم من أبيكم وهو يحمل رسالة من أبيكم حتى أصدقكم فاقترعوا بينهم فأصابت القرعة شمعون فخلفوه عنده ألا ترون (ايا نمى بينيد) أني أوفى الكيل أتمه لكم.