زحق مي ترس تا غافل نكردى
مشو نوميد تابد دل نكردي
محققان بر آنندكه تمهيد قواعد خوف ورجا درين آيت است ميفر ما يدكه آمر زنده است تا ازرحمت او نوميد نشوند عقوبت كننده است تا ازهيبت او ايمن نباشد) ونظير الآية قوله تعالى : نبيء عبادي إني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}(الحجر : ٤٩ ـ ـ ٥٠).
لقى يحيى عيسى عليهما السلام : فتبسم عيسى على وجه يحيى، فقال : مالي أراك لاهياً كأنك آمن فقال الآخر مالي أراك عابساً، كأنك آيس، فقالا : لا نبرح حتى ينزل علينا الوحي فأوحى الله تعالى أحبكما إليّ أحسنكما ظناً بي.
يقال : الخوف ما دام الرجل صحيحاً أفضل، وإذا مرض فالرجاء أفضل، يعني إذا كان الرجل صحيحاً كان الخوف أفضل حتى يجتهد في الطاعات ويجتنب المعاصي، فإذا مرض وعجز عن العمل كان الرجاء له أفضل.
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين قال : يا رب كيف أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟ قال بشر المذنبين أني لا يتعاظمني ذنب إلا أغفره وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم وإني لا أضع عدلي وحسابي على أحد إلا هلك
كر بمحشر خطاب قهر كند
انبيارا ه جاي معذرتست
رده ازروى لطف كو بردار
كاشقيارا اميد مغفرتست
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٤٢
واعلم أن الله تعالى ركب في الإنسان الجمال والجلال، فرجاؤه ناظر إلى الجمال وخوفه ناظر إلى الجلال وإلى كليها الإشارة بالجسم والروح لكن رحمته وهو الروح وحاله سبقت على غضبه وهو الجسد وما تبعه، والحكم للسابق لا للاحق فعليك بالرجاء مع العمل إلى حلول الأجل ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ﴾ حرف تحضيض.
والمعنى بالفارسية (ر افرو فرستاده نمى شود) عليه محمد آية من ربه التنوين للتعظيم، أي آية جلية يستعظمها من يدركها في بادىء نظره، وعلامة ظاهرة يستدل بها على صحة نبوته، وذلك لعدم اعتدادهم بالآيات المنزلة على رسول الله وتهاونهم فاقترحوا عليه آيات تعنتا لا استرشاداً، وإلا لأجيبوا إلى مقترحهم وذلك مثل ما أوتي موسى وعيسى وصالح من انقلاب العصا حية وإحياء الموتى وخروج الناقة من الصخرة فقيل لرسول الله : إنما أنت منذر مرسل للإنذار والتخويف لهم من سوء العاقبة كغيرك من الرسل وما عليك إلا الإتيان بما تصح به نبوتك من جنس المعجزات لا بما يقترح عليك، وصحة ذلك حاصلة بأية آية كانت، ولو أجيب إلى كل ما اقترحوا لأدى
٣٤٥
إلى إتيان ما لا نهاية له لأنه كلما أتى بمعجزة جاء واحد آخر فطلب منه معجزة أخرى وذلك يوجب سقوط دعوة الأنبياء.
ولكل قوم هاد أي ولكل قوم نبي مخصوص بمعجزة من جنس ما هو الغالب عليهم يهديهم إلى الحق ويدعوهم إلى الصواب، ولما كان الغالب في زمان موسى هو السحر جعل معجزته ما هو أقرب إلى طريقهم، ولما كان الغالب في أيام عيسى الطب جعل معجزته ما يناسب الطب، وهو إحياء الموتى وإبراء الأبرص والأكمه، ولما كان الغالب في زمان نبينا الفصاحة والبلاغة جعل معجزته فصاحة القرآن وبلوغه في باب البلاغة إلى حد خارج عن قدرة الإنسان، فلما لم يؤمنوا بهذه المعجزة مع أنها أقرب إلى طريقهم وأليق بطباعهم فأن لا يؤمنوا عند إظهار سائر المعجزات أولى.
والمراد بالهادي هو الله، أي إنما أنت منذر وليس لك هدايتهم ولكل قوم من الفريقين هاد يهديهم، هادٍ لأهل العناية بالإيمان والطاعة إلى الجنة، وهادٍ لأهل الخذلان بالكفر والعصيان إلى النار كما في التأويلات النجمية.
قال الغزالي في شرح الأسماء الحسنى : الهادي هو الذي هدى خواص عباده أولاً إلى معرفة ذاته حتى استشهدوا على الأشياء به وهدى عوام عباده إلى مخلوقاته حتى استشهدوا بها على ذاته وهدى كل مخلوق إلى ما لا بد له منه في قضاء حاجاته، فهدى الطفل إلى التقام الثدي عند انفصاله والفرخ إلى التقاط الحب عند خروجه، والنحل إلى بناء بيته على شكل التسديس لكونه أوفق الأشكال لبدنه، والهداة من العباد الأنبياء عليهم السلام ثم العلماء الذين أرشدوا الخلق إلى السعادة الأخروية وهدوهم إلى صراط الله المستقيم، بل الله الهادي لهم على ألسنتهم وهم مسخرون تحت قدرته وتدبيره.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٤٢
وفي تفسير الكواشي أو المنذر محمد، والهادي علي رضي الله عنه احتجاجاً بقوله عليه السلام : فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم والغرض من الإرشاد إقامة جاه محمد عليه السلام بتكثير اتباعه الكاملين، وفي الحديث تناكحوا تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم وهذا التناكح والتناسل يشمل ما كان صوريا وما كان معنوياً فإن السلسلة ممدودة من الطرفين إلى آخر الزمان، وسيخرج في أمته مهدي يحكم بشريعته وينفي تحريف المائلين وزيغ الزائغين في خلافته عن ملته.


الصفحة التالية
Icon