قال الشيخ أبو العباس أحمد البوني قدس الله روحه من قال ألف مرة لا إله إلا الله وهو على طهارة في كل صبيحة يسر الله عليه أسباب الرزق من نسبته وكذلك من قالها عند منامه العدد المذكور باتت روحه تحت العرش تتغذى من ذلك العالم حسب قواها.
قال المولى الجامي قدس سره :
٣٧٣
دلت آيينه خداي نماست
روى آيينه توتيره راست
صيقلى وار صيقلى ميزن
باشد آيينه ات شود روشن
صقل آن اكرنه آكاه
نيست جز لا إله إلا الله
ومن شرط الذكر أن يأخذه الذاكر بالتلقين من أهل الذكر كما أخذه الصحابة بالتلقين من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولقن الصحابة التابعين والتابعون المشايخ شيخاً بعد شيخ إلى عصرنا هذا وإلى أن تقوم القيامة كذا في "ترويح القلوب بلطائف الغيوب" للشيخ عبد الرحمن البسطامي قدس سره الخطير.
﴿الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ﴾ الذين جمعوا بين الإيمان بالقلب والعمل الصالح بالجوارح وهو مبتدأ خبره طوبى لهم (زند كانى خوش است ايشانرا) واللام للبيان كما في سلام لك، وهو مصدر من طاب كزلفى وبشرى، أصله طيبي انقلبت الياء واواً لضم ما قبلها كما في موقن.
وفي التبيان : غبطة وسرور لهم وفرح وقيل نعم حالهم وحسن مآب أي مرجع يعني ولهم حسن منقلب ومرجع ينقلبون ويرجعون إليه في الآخرة وهو الجنة.
وقال بعضهم : طوبى علم الشيء بعينه كما قال كعب الأحبار : سألت رسول الله عن أشجار الجنة فقال : إن أكبر أشجارها شجرة طوبى وخيمتي تحتها أصلها من در وأغصانها من زبرجد وأوراقها من سندس عليها سبعون ألف غصن أقصى أغصانها يلحق بساق العرش وأدنى أغصانها في سماء الدنيا ليس في الجنة دار ولا بحبوحة ولا قصر ولا قبة ولا غرفة ولا حجرة ولا سرير إلا وفيها غصن منها فتظل عليها وفيها من الثمار ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٧٢
قال في الفتح القريب أصلها في دار محمد ثم تنقسم فروعها على جميع منازل أهل الجنة كما انتشر منه العلم والإيمان على جميع أهل الدنيا وقد غرسها الله بيده وينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل، وفيها من جميع الثمار والأزهار والألوان إلا السواد وكل ورقة تظل أمة وعلى كل ورقة منها ملك يسبح الله بأنواع التسبيح عظيمة الجسد لا يدرك آخرها يسير الراكب الجادّ تحت ظلها مائة عام وقيل ألف عام ما يقطعها.
قال بعض الكبار : المراد بالعمل الصالح التزكية وطوبى لهم بالوصول إلى الفطرة الأصلية وكمال الصفات وحسن مآب بالدخول في جنة القلب أعني جنة الصفات.
قال الحريري : طوبى لمن طاب قلبه مع الله لحظة في عمره ورجع إلى ربه بقلبه في وقت من الأوقات.
قال الجنيد : طاب أوقات العارفين بمعرفتهم والعمل الصالح ما أريد به وجه الله تعالى وهو المثمر والمفيد لا غيره.
شاخ بي ميوه كرهمه طوبيست
ببريدش بميوه يونديد
فالعمل الذي للجنة ليس لوجه الله تعالى فإنه تعالى لو لم يخلق جنة ولا ناراً كان مستحقاً لأن يعبد.
هرزاهد خشكى ه سزاوار بهشت است
شايسته آتش شمر آنهاكه نانند
وفي التأويلات النجمية الذين آمنوا وعملوا الصالحات يشير إلى الذين غرسوا غرس الإيمان، وهي كلمة لا إله إلا الله في أرض القلب وربوه بماء الشريعة ودهقنة الطريقه وهو الأعمال الصالحة حتى صار شجرة طيبة كما ضرب الله لهذا مثلاً فقال : ضرب الله مثلاً
٣٧٤
كلمة طيبة كشجرة طيبة}(إبراهيم : ٢٤) فلما كملت الشجرة وأثمرت الحقيقة كانت ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَـاَابٍ﴾ وهي الرجوع والإياب إلى الله نفسه لا إلى ما سوا وهذا هو الثمرة الحقيقية يدل عليه قوله : فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا}(النبأ : ٣٩) فعلى هذا يشير بطوبى إلى حقيقة شجرة لا إله إلا الله في قلب النبي عليه السلام وفي قلب كل مؤمن منها غصن فافهم جداً.
قال الشيخ العطار قدس سره :
هر دو عالم بسته فتراك او
عرش وكرسي كرده قبله خاك او
يشواي اين جهان وآن جهان
مقتداى اشكارا ونهارا
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٧٢


الصفحة التالية
Icon