(شبلي ديد زنى راكه ميكريد وميكويد يا ويلاه من فراق ولدي.
شبلي كريست وكفت يا ويلاه من فراق الأحد.
آن زن كفت را نين ميكويي.
شبلي كفت تو كريه ميكنى بر فراق مخلوقي كه هر آينه فإني خواهد شد من را كريه نميكنم بر فراق خالقي كه باقي باشد)
فرزند ويا ونكه بميرند عاقبت
اي دوست دل مبند بجز حى لا يموت
عصمنا الله وإياكم من نار البعد والعذاب الأليم وشرفنا بالذوق الدائم والنعيم المقيم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٠
﴿وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَـاهُمُ الْكِتَـابَ﴾ يريد المسلمين من اليهود كعبد الله بن سلام وأصحابه ومن النصارى وهم ثمانون رجلاً أربعون بنجران وثمانية باليمن واثنان وثلاثون بالحبشة، فالمراد بالكتاب التوراة والإنجيل يفرحون بما أنزل إليك بجميعه وهو القرآن كله، لأنه من فضل الله ورحمته على العباد ولا شك أن المؤمن الموقن يسره ما جاء إليه من باب الفضل والإحسان ومن الأحزاب ومن أحزابهم وهم كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله بالعداوة نحو كعب بن الأشرف واتباعه والسيد والعاقب أسقفي نجران وأشياعهما وبالفارسية (واز لشكرهاى كفر وضلالت) من ينكر بعضه وهو ما يخالف شرائعهم.
وفي الكواشي : لأنهم وافقوا في القصص وأنكروا غيرها وعن ابن عباس رضي الله عنهما آمن اليهود بسورة يوسف وكفر المشركون بجميعه.
واعلم أن القرآن يشتمل على التكاليف والأحكام وعلى الأسرار والحقائق فالروح والقلب والسر يفرحون بالكل.
وأما النفس والهوى والقوى فينكر بعضه لثقل تكاليفه وجهل فوائده اللهم ارفع عنا تعب التكاليف واجعلنا بالقرآن خير اليف واحفظنا من المخالفة والانكار واحشرنا مع أهل القبول والإقرار.
مزن زون ورا دم كه بنده مقبل
قبول كرد بجان هر سخن كه جانان كفت
قل يا محمد في جواب المنكرين إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به أي : إنما أمرت فيما أنزل إليّ بأن أعبد الله وأوحده، وهو العمدة في الدين ولا سبيل لكم إلى إنكاره.
وأما ما تنكرونه لما يخالف شرائعكم فليس ببدع مخالفة الشرائع والكتب الإلهية في جزئيات الأحكام لأن الله الحكيم ينزل بحسب ما يقتضيه صلاح أهل العالم كالطبيب يعامل المريض بما يناسب مزاجه من التدبير والعلاج إليه أي إلى الله وتوحيده لا إلى غيره ادعوا العباد أو أخصه بالدعاء إليه في جميع مهامي وإليه مآب أي مرجعي ومرجعكم للجزاء لا إلى غيره وهذا هو القدر المتفق عليه بين الأنبياء.
فأما ما عدا ذلك من التفاريع فمما يختلف بالأعصار والأمم فلا معنى لإنكار المخالف فيه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٢
وكذلك أي وكما أنزلنا الكتاب على الأنبياء بلغة أممهم كما قال : كذلك أرسلناك في أمة أو ومثل هذا الإنزال المشتمل على أصول الديانات
٣٨٢
المجمع عليها كما هو المشهور في مثله.
أنزلناه يعني : القرآن حكماً يحكم في كل شيء يحتاج إليه العباد على مقتضى الحكمة والصواب، فالحكم مصدر بمعنى الحاكم لما كان جميع التكاليف الشرعية مستنبطاً من القرآن كان سبباً للحكم فأسند إليه الحكم إسناداً مجازياً ثم جعل نفس الحكم على سبيل المبالغة ويقال حكماً أي محكماً لا يقبل النسخ والتغيير عربياً مترجماً بلسان العرب ليسهل لهم فهمه وحفظه، وانتصاب حكماً على أنه حال موطئة وعربياً صفته والحال الموطئة اسم جامد موصوف بصفة هي الحال فكأن الاسم الجامد وطأ الطريق لما هو حال في الحقيقة لمجيئه قبلها موصوفاً بها روى أن المشركين كانوا يدعونه عليه السلام إلى اتباع ملة آبائهم المشركين وكاد اليهود يدعونه إلى الصلاة إلى قبلتهم أي بيت المقدس بعد ما حول عنها فقال تعالى ولئن اتبعت أهواءهم التي يدعونك إليها لتقرير دينهم جعل ما يدعونه إليه من الدين الباطل والطريق الزائغ هوى، وهو ما يميل إليه الطبع وتهواه النفس بمجرد الاشتهاء من غير سند مقبول ودليل معقول لكونه هوى محضاً بعد ما جاءك من العلم من الدين المعلوم صحته بالبراهين مالك من الله من عذابه من ولى ينصرك ولا واق يحفظك ويمنع عنك العذاب وهذا خطاب له عليه السلام والمراد تحريض أمته على التمسك بالدين وتحذيره من التزلزل فإنه إذا حذر من كان أرفع منزلة من الكل هذا التحذير، كان غيره أولى بذلك أعانك الله وإياي في كل مقام.
فعلى العاقل أن يسلك طريق العبودية إلى عالم الربوبية ولا يشرك شيئاً من الدنيا والآخرة بل يكون مخلصاً في طلبه، ومن اتبع الشرك بعد ما جاءه من العلم وهو طلب الوحدانية، ببذل الأنانية ماله من الله من ولى يخرجه من ظلمات الاثنينية إلى نور الوحدانية ولا واقٍ يقيه من عذاب البعد وحجاب الشركة في الوجود بالوجود فطريق الخلاص إنما هي العبودية.


الصفحة التالية
Icon