فمعنى زيادة العمر بصلة الرحم إن يكتب ثواب عمله بعد موته، فكأنه زيد في عمره أو هو من باب التعليق أو الفرض والتقدير ويمحو الأحوال ويثبت أضدادها من نحو تحويل النطفة علقة ثم مضغة إلى آخرها، ويمحو الأعمال إذا كان كافراً ثم أسلم في آخر عمره محيت الأعمال التي كانت في حال كفره فأبدلت حسنات، كما قال تعالى إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}(الفرقان : ٧٠) وإذا كان مسلماً ثم كفر في آخر عمره محيت أعماله الصالحة فلم ينتفع بها كما قال تعالى :﴿وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَـاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (هود : ١٦) فالله تعالى يمحو الكفر ويثبت الإيمان ويمحو الجهل ويثبت العلم والمعرفة ويمحو الغفلة والنسيان ويثبت الحضور والذكر ويمحو البغض ويثبت المحبة ويمحو الضعف ويثبت القوة ويمحو الشك ويثبت اليقين ويمحو الهوى ويثبت العقل ويمحو الرياء ويثبت الإخلاص ويمحو البخل ويثبت الجود ويمحو الحسد ويثبت الشفقة ويمحو التفرقة ويثبت الجمع على هذا النسق ودليله ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ﴾ (الرحمن : ٢٩) محواً واثباتاً.
قال الكاشفي :(ابو درداء رضي الله عنه از حضرت نقل ميكندكه ون سه ساعت ازشب باقي ماند حق سبحانه وتعالى نظر ميكند در كتابي كه غير ازو هيكس دران اطلاع نمى كند هره خواهد ازومحو كند وهره خواهد ثبت كند در فصلو آورده كه محو كند رقوم انكار ازقلوب أبرار وإثبات كند بجاي آن رموز وأسرار).
وقال الشبلي ـ ـ رحمه الله ـ ـ يمحو ما يشاء من شهود العبودية وأوصافها ويثبت ما يشاء من شهود الربوبية ودلائلها.
وقال ابن عطاء : يمحو الله أوصافهم ويثبت أسرارهم لأنها موضع المشاهدة.
وفي "التأويلات النجمية" ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾ من الأخلاق الذميمة النفسانية ويثبت ما يشاء من الأخلاق الحميدة الروحانية للعوام ويمحو من الأخلاق الروحانية ويثبت من الأخلاق الربانية للخواص ويمحو آثار الوجود ويثبت آثار الجود لأخص الخواص كل شيء هالك إلا وجهه (امام قشيري ميفر ما يدكه محو حظوظ نفساني ميكند وإثبات حقوق رباني يا شهود خلق ميبرد وشهود حق مي آرد يا آثار بشريت محو ميكند وأنوار احديت ثابت ميسازد ازان بنده مى كاهد وازان خود مي افزايد تا نانه باول خود بود بآخرهم خود باشد.
شيخ الإسلام فرموده كه
٣٨٦
الهي جلال وعزت نوجاي اشارت نكذاشت محو وإثبات توراه اضافت.
برداشت ازان من كاست وازان تو مي فزود بآخرهمان شدكه باول بود)
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٤
محنت همه درنهاد آب وكل ماست
يش ازدل وكل ه بود آن حاصل ماست
در عالم نيست خانه داشته ايم
رفتيم بدان خانه كه سر منزل ماست
وعنده تعالى أم الكتاب العرب تسمى كل ما يجري مجرى الأصل أماً ومنه أم الرأس للدماغ وأم القرى لمكة، أي أصله الذي لا يتغير منه شيء وهو ما كتبه في الأزل وهو العلم الأزلي الأبدي السرمدي القائم بذاته وقد أحاط بكل شيء علماً بلا زيادة ولا نقصان وكل شيء عنده بمقدار وهو لوح القضاء السابق فإن الألواح أربعة لوح القضاء السابق الخالي عن المحو والإثبات وهو لوح العقل الأول، ولوح القدر أي لوح النفوس الناطقة الكلية التي يفصل فيها كليات اللوح الأول ويتعلق بأسبابها وهو المسمى باللوح المحفوظ، ولوح النفوس الجزئية السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئاته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا وهو بماثبة خيال العالم، كما أن الأول بمثابة روحه والثاني بمثابة قلبه، ثم لوح الهيولي القابل للصور في عالم الشهادة.
وفي الواقعات المحمودية اعلم أن اللوح معنوي وصوري.
فالصوري ثمانية عشر ألفاً أصغرها في هذا التعين وهو قابل للتغير والتبدل، وقوله تعالى : يمحو الله ما يشاء ويثبت ناظر إليه.
وأما المعنوي : فلا يقبل التغير والتبدل وليس له زمان ولا حجم وما ذكروا من أن اللوح ياقوتة حمراء أطرافه من زبرجد فهو اللوح الصوري.
وأما المعنوي ففي علم الله تعالى الأزلي وهو لا يتغير أبداً وقد وقع الكل بإرادة واحدة.


الصفحة التالية
Icon