والجمهور على أن العرب قسمان قحطانية وعدنانية، والقحطانية شعبان سبأ وحضرموت والعدنانية شعبان ربيعة ومضر وأما قضاعة فمختلف فيها فبعضهم ينسبونها إلى قحطان وبعضهم إلى عدنان ثم إن الشيخ عليا السمرقندي رحمه الله قال في تفسيره الموسوم ببحر العلوم لقائل أن يقول يشكل بالآية قول النبي إن الله تعالى قد رفع إلي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفي هذه جلياً جلاها الله لنبيه كما جلاها للنبيين قبل لدلالته صريحاً على أن جميع الكوائن إلى يوم القيامة
٤٠١
مجلى ومكشوف كشفا تاماً للأنبياء عليهم السلام والحديث مسطور في معجم الطبراني والفردوس.
يقول الفقير : إن الله تعالى أعلم حبيبه عليه السلام ليلة المعراج جميع ما كان وما سيكون وهو لا ينافي الحصر في الآية، لقوله تعالى في آية أخرى فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول}(الجن : ٢٦ ـ ـ ٢٧) يعني به جنابه عليه السلام ولئن سلم فالذي علمه إنما هو كليات الأمور لا جزئياتها وكلياتها جميعاً ومن ذلك المقام وما أدري ما يفعل بي ولا بكم فصح الحصر والله أعلم فاعرف هذه الجملة ﴿جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم﴾ ملتبسين بالبينات وقال الكاشفي (آوردند) فالباء للتعدية أي بالمعجزات الواضحة التي لا شبهة في حقيتها فبين كل رسول لأمته طريق الحق وهو استيناف لبيان نبأهم فردوا أيديهم في أفواههم أي أشاروا بها إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم إنا كفرنا بما أرسلتم به، أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره إقناطاً لهم من التصديق أوردوا أيديهم في أفواه أنفسهم إشارة بذلك إلى الرسل إن انكفوا عن مثل هذا الكلام فإنكم كذبة ففي بمعنى على كما في الكواشي.
وقال قتادة : كذبوا الرسل وردوا ما جاؤوا به يقال رددت قول فلان في فيه أي كذبته وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به على زعمكم من الكتب والرسالة.
قال المولى أبو السعود رحمه الله : هي البينات التي أظهروها حجة على رسالاتهم ومرادهم بالكفر بها الكفر بدلالتها على صحة رسالاتهم وإنا لفي شك عظيم مما تدعوننا إليه من الإيمان بالله والتوحيد.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٠١
قال سعدي المفتي : المراد أما المؤمن به أو صحة الإيمان إذ لا معنى لشكهم في نفس الإيمان.
فإن قلت : الشك ينافي الجزم بالكفر بقولهم إنا كفرنا.
قلت : متعلق الكفر هو الكتب والشرائع التي أرسلوا بها ومتعلق الشك هو ما يدعونهم إليه من التوحيد مثلاً والشك في الثاني لا ينافي القطع في الأول.
مريب موقع في الريبة وهي قلق النفس وعدم اطمئنانها بالشيء، وهي علامة الشر والسعادة (يعني كماني كه نفس را مضطرب ميسازد ودلرارا آم نمى دهد وعقل را شوريده كرداند) وهو صفة توكيدية لشك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٠١
﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ﴾ استئناف بياني، أي قالوا منكرين عليهم ومتعجبين من مقالتهم الحمقاء أفي الله شك أي : أفي شأنه سبحانه من وجوده ووحدته ووجوب الإيمان به وحده شك ما، وهو أظهر من كل ظاهر حتى تكونوا من قبله في شك مريب أي لا شك في الله، أدخلت همزة الانكار على الظرف لأن الكلام في المشكوك فيه لا في الشك إنما ندعوكم إلى الله وهو لا يحتمل الشك لكثرة الأدلة وظهور دلالتها عليه وأشاروا إلى ذلك بقوله فاطر السموات والأرض صفة للاسم الجليل أي مبدعهما وما فيهما من المصنوعات فهما تدلان على كون فاطر فطرهما فإن كينونتهما بلا كون مكون واجب الكون محال لأنه يؤدي إلى التسلسل والتسلسل محال وذلك المكون هو الله تعالى (روزى امام أعظم رحمه الله در مسجد نشسته بود جماعتي اززنادقه در آمدند وقصد هلاك او كردند امام كفت يك سؤال را جواب دهيد بعد ازان تيغ ظلم را آب دهيد كفتند مسئله يست كفت من سفينه ديدم ربار كران برروى دريا روان نانكه هي ملاحى محافظت نميكرد كفتند اين محالست زيراكه كشتى بي ملاح بريك نسق رفتن محال باشد كفت سبحان الله سر جمله افلاك وكواكب ونظام عالم علوي وسفلي از سيريك سفينه عجب تراست همه ساكت كشتند وأكثر مسلمان
٤٠٢
شدند) يدعوكم إلى طاعته بالرسل والكتب ليغفر لكم من ذنوبكم أي : بعضها وهو ما عدا المظالم وحقوق العباد مما بينهم وبينه تعالى فإن الإسلام يجبه أي يقطعه ومنع سيبويه زيادة من في الإيجاب وأجازه أبو عبيدة.


الصفحة التالية
Icon