فراشو و بيني در صلح باز
كه ناكه درتوبه كردد فراز
تويش از عقوبت در عفو كوب
كه سودى ندار دفغان زير وب
كنون كردبايد عمل را حساب
نه روزي كه منشور كردد كتاب
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٠
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ﴾ الذي أضل الضعفاء والمستكبرين لما قضي الأمر أي أحكم وفرغ منه وهو الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أو أمر أهل السعادة بالسعادة وأمر أهل الشقاوة بالشقاوة.
قال الكاشفي :(تمامت دوز خيان مجتمع شده زبان ملامت بر إبليس دراز كنند إبليس برمنبر آتشين برآيد وكويد باشقياء أنس كه اي ملامت كنندكان) إن الله وعدكم وعد الحق (وعده راست ودرست كه حشر وجزا خواهد بود) فوفى لكم بما وعدكم ووعدتكم أي وعد الباطل وهو أن لا بعث ولا حساب، ولئن كان، فالأصنام شفعاؤكم ولم يصرح ببطلانه لما دل عليه قوله فاخلفتكم أي موعدي على حذف المفعول الثاني أي نقضته والإخلاف حقيقة هو عدم انجاز من يقدر على إنجاز وعده وليس الشيطان كذلك فقوله أخلفتكم يكون مجازاً جعل تبين خلف وعده كالإخلاف منه كأنه كان قادراً على إنجازه وأني له ذلك (يعني امروز ظاهر شدكه من دروغ كفته بودم) وما كان لي عليكم من سلطان أي تسلط وقهر فالجئكم إلى الكفر والمعاصي.
قال في بحر لعلوم لقائل أن يقول : قول الشيطان هذا مخالف لقوله الله إنما سلطانه على الذين يتولونه فما حكم قول الشيطن أحق هو أم باطل على أنه لا طائل تحته في النطق بالباطل في ذلك المقام انتهى.
يقول الفقير : جوابه أن نفي السلطان بمعنى القهر والغلبة لا ينافي إثباته بمعنى الدعوة والتزيين فالشيطان ليس له سلطان بالمعنى الأول على المؤمنين والكافرين جميعاً وله ذلك بالمعنى الثاني على الكفار فقط كما دل عليه قوله تعالى : إنما سلطانه على الذين يتولونه}(النحل : ١٠٠) وأما المؤمنون وهم أولياء الله فيتولون الله بالطاعة فهم خارجون عن دائرة الاتباع بوسوسته إذ هو يجري في عالم الصفات وهو عالم الأفعال، وأما عالم الذات فيخلص للمؤمن فأني للشيطان سبيل إليه، ولو كان لآمن فافهم هداك الله [إبراهيم : ٢٢-٦٠]﴿إِلا أَن دَعَوْتُكُمْ﴾ إلا دعائي إياكم إلى طاعتي بوسوسة وتزيين وهو ليس من جنس السلطان والولاية في الحقيقة فاستجبتم لي اجبتم لي طوعاً واختياراً فلا تلوموني فيما وعدتكم بالباطل لأني خلقت لهذا، ولأني عدو مبين لكم وقد حذركم الله عداوتي كما قال لا تعبدوا الشيطان}(يس : ٦٠) لا يفتننكم الشيطان ومن تجرد للعداوة لا يلام إذا دعا إلى أمر قبيح ﴿وَلُومُوا أَنفُسَكُمْ﴾ يعني باختياركم المعصية وحبكم لها صدقتموني فيما كذبتكم
٤١٢
وكذبتم الله فيما صدقكم، وذلك لأن مقالي كان ملائماً لهوى أنفسكم وكلام الحق مخالف لهواها ومر على مزاق النفوس، أي فأنتم أحق باللوم مني ما أنا بمصرخكم بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب وما أنتم بمصرخي مما أنا فيه يعني لا ينجي بعضنا بعضاً من عذاب الله والاصراخ الاغاثة، والمصرخ بالفارسية (فرياد رس) وإنما تعرض لذلك مع إنه لم يكن في حيز الاحتمال مبالغة في بيان عدم إصراخه إياهم وإيذاناً بأنه أيضا مبتلى بمثل ما ابتلوا به ومحتاج إلى الإصراخ فكيف من إصراخ الغير إني كفرت اليوم بما أشركتمون باشراككم إياي الله في الطاعة.
وبالفارسية :(بانه شريك مى كرديدمرا باخداي تعالى درفرمان بردارى) من قبل أي قبل هذا اليوم أي في الدنيا بمعنى تبرأت منه واستنكرته (يعني بيزاز شدم از شرك شما).
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٢
قال في الإرشاد يعني أن إشراككم لي بالله هو الذي يعصمكم في نصرتي لكم بأن كان لكم على حق حيث جعلتموني معبوداً، وكنت أودّ ذلك وأرغب فيه فاليوم كفرت بذلك ولم أحمده ولم أقبله منكم بل تبرأت منه ومنكم فلم يبقى بيني وبينكم علاقة إن الظالمين لهم عذاب أليم تتمة كلامه أو ابتداء كلام من الله تعالى، والظالمون هم الشيطان ومتبعوه من الإنس لأن الشيطان وضع الدعوة إلى الباطل في غير موضعها، وإنهم وضعوا الاتباع في غير موضعه وفي حكاية أمثاله لطف للسامعين وإيقاظ لهم حتى يحاسبوا أنفسهم ويتدبروا عواقبهم.
هركه نقص خويش راديد وشناخت
اندر استكمال خودده اسب تاخت
هركه آخر بين تر او مسعود تر
هركه آخور بين تر او مبعود تر
ثم أخبر عن حال المؤمنين ومآلهم بقوله.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٢


الصفحة التالية
Icon