﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح والمدخلون هم الملائكة.
جنات (در بهشتهاى كونا كون كه) تجري من تحتها الأنهار (ميرود اززير درختان جويها) خالدين فيها (درحالتى كه جاويدان باشندران) بإذن ربهم متعلق بادخل أي بأمره أو بتوفيقه وهدايته وفيه إشارة إلى أن الإنسان إذا خلى وطبه لا يؤمن ولا يعمل الصالحات، والجنات، إن لم تكن العناية لا يبقى أحد في جنة القلب ساعة كما لم يبق آدم في الجنة خالداً كما في التأويلات النجمية تحيتهم فيها سلام التحية دعاء بالتعمير وإضافتها إلى الضمير من إضافة المصدر إلى المفعول أي تحييهم الملائكة في الجنات بالسلام من الآفات أو يحيي المؤمنون بعضهم بعضاً بالسلام والسلام تحية المؤمنين في الدنيا أيضاً.
وأصله صدر من أبينا آدم عليه السلام على ما روى وهب بن منبه أن آدم لما رأى ضياء نور نبينا سأل الله عنه فقال هو نور النبي العربي محمد من أولادك، فالأنبياء كلهم تحت لوائه فاشتاق آدم إلى رؤيته فظهر نور النبي عليه السلام في أنملة مسبحة آدم فسلم عليه فرد الله سلامه من قبل النبي عليه السلام فمن هنا بقي السلام سنة لصدوره عن آدم وبقى رده فريضة لكونه عن الله تعالى.
ونظيره ركعات الوتر فإنه عليه السلام لما أم الأنبياء في بيت المقدس أوصاه موسى عليه السلام أن يصلي له ركعة عند سدرة المنتهى قال الله تعالى : فلا تكن في مرية من لقائه}(السجدة : ٢٣) أي لقاء موسى ليلة المعراج فلما صلى ركعة ضم إليها
٤١٣
ركعة أخرى لنفسه فلما صلاهما أوحى الله تعالى إليه أن صل ركعة أخرى، فلذلك صار وتداً كالمغرب فلما قام إليها ليصليها غشاه الله بالرحمة والنور فانحل يداه بلا اختيار منه فلذلك كان رفع اليد سنة وإليه أشار النبي عليه السلام بقوله :"إن الله زادكم صلاة ألا وهي الوتر"، وقيل لما صلى الركعة الثانية وقام إلى الثالثة رأى والديه في النار ففزع وانحل يداه ثم جمع قلبه فكبر وقال :"اللهم أنا نستعينك" الخ كما في "التقدمة شرح المقدمة" فما صلاه عليه السلام لنفسه صار سنة وما صلاه لموسى صار واجباً وما صلاهتعالى صار فريضة، ولما كان أصل هذه الصلاة وصية موسى أطلق عليها الواجب.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٣
وقال الفقهاء : يقول في الوتر نويت صلاة الوتر للاختلاف في وجوبه.
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تشاهد بنور النبوة يا محمد كما في التأويلات النجمية.
وقال الكاشفي :(آيا نديدي ونداسنتى أي بنده بينا وداناكه براي تفهيم شما) كيف ضرب الله مثلاً بين شبها ووضعه في موضعه اللائق به وكيف في محل النصب بضرب لا بألم تر لما في كيف من معنى الاستفهام فلا يتقدم عليه عامله.
كلمة طيبة منصوب بمضمر والجملة تفسير لقوله ضرب الله مثلاً كقولك.
شرف الأمير زيداً كساه حلة وحمله على فرس أي جعل كلمة طيبة وهي كلمة التوحيد أي شهادة أن لا إله إلا الله ويدخل فيها كل كلمة حسنة كالقرآن والتسبيحة والتحميدة والاستغفار والتوبة والدعوة إلى الإسلام ونحوها مما أعرب عن حق أو دعا إلى صلاح كشجرة طيبة أي حكم بأنها مثلها لا أنه تعالى صيرها مثلها قال عليه السلام : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمر لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل النمافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر والحنظل بالفارسية (هندوانه أبو جهل) ثم إن النخلة أكرم الأشجار على الله فإنها خلقت من فضلة طينة آدم وولدت تحتها مريم كما ورد في أحاديث المقاصد الحسنة ولذا جاء ثمرتها أحلى وأطيب من سائر الثمار.
أصلها ثابت أي : أسفلها ذاهب بعروقه في الأرض متمكن فيها وفرعها أي : أعلاها ورأسها في السماء في جهة العلو.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٣
﴿تُؤْتِى أُكُلَهَا﴾ تعطي ثمرها كل حين وقته الله لإ ثمارها وهي السنة الكاملة ؛ لأن النخلة تثمر في كل سنة مرة ومدة اطلاعها إلى وقت صرامها ستة أشهر.
وقال بعضهم : كل حين أي ينتفع بها على الأحيان كلها، لأن ثمر النخل يؤكل أبداً ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاء : وفي كل ساعة إما تمراً أو رطباً أو بسراً كذلك عمل المؤمن يصعد أول النهار وآخره لا ينقطع أبداً كصعود هذه الشجرة ولا يكون في كلمة الإخلاص زيادة ولا نقصان لكن يكون لها مدد وهو التوفيق بالطاعات في الأوقات كما يحصل النماء لهذه الشجرة بالتربية بإذن ربها بإرادة خالقها وتيسيره وتكوينه ويضرب الله الأمثال للناس (وميراند خداي تعالى مثلها را يعني بيان ميكند براي مردمان).
لعلهم يتذكرون يتفطنون بضرب الأمثال لأن في ضربها زيادة إفهام وتذكير فإنه تصوير للمعاني بصور المحسوسات.
وفي الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال وهي في كلام الأنبياء والعلماء والحكماء كثيرة لا تحصى.


الصفحة التالية
Icon