وقال في القاموس دأب في عمله كمنع دأبا ويحرك ودؤوبا بالضم جدّ وتعب.
فالمعنى مجدين في سيرهما وإنارتهما ودرئهما الظلمات وإصلاحهما يصلحان الأرض والأبدان والنبات لا يفتران أصلاً ويفضل الشمس على القمر لأن الشمس معدن الأنوار الفلكية من البدور والنجوم وأصلها في النورانية وأن أنوارهم مقتبسة من نور الشمس على قدر تقابلهم وصفوة إجرامهم.
وسخر لكم الليل والنهار يتعاقبان بالزيادة والنقصان والإضاءة والإظلام والحركة والسكون فيهما أي لمعاشكم ومنامكم ولعقد الثمار وانضاجها.
واختلفوا في الليل والنهار أيهما أفضل.
قال بعضهم قدم الليل على النهار لأن الليل لخدمة المولى والنهار لخدمة الخلق ومعارج الأنبياء عليهم السلام كانت بالليل ولذا قال الامام النيسابوري الليل أفضل من النهار.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٢٠
يقول الفقير : الليل محل السكون ففيه سر الذات وله المرتبة العليا والنهار محل الحركة ففيه سر الصفات، وله الفضيلة العظمى وأول المراتب وآخرها السكون كما أشار إليه قوله تعالى في الحديث القدسي : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فالخلق يقتضى الحركة المعنوية وما كان قبل الحركة والخلق إلا سكون محض وذات بحت فافهم.
وسيد الأيام يوم الجمعة وإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة تضاعف الحج لسبعين حجة على غيره وبهذا ظهر فضل يوم الجمعة على يوم عرفة.
وأفضل الليالي ليلة المولد المحمدي لولاه ما نزل القرآن ولا نعتت ليلة القدر وهو الأصح.
وآتيكم من كل ما سألتموه أي : أعطاكم مصلحة لكم بعض جميع ما سألتموه فإن الموجود من كل صنف بعض ما قدره الله وهذا كقوله تعالى : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء}(الإسراء : ١٨) فمن للتبعيض أو كل ما سألتموه على أن من للبيان وكلمة كل للتكثير، كقولك : فلان يعلم كل شيء وأتاه كل الناس وعليه قوله تعالى :﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ﴾ (الأنعام : ٤٤).
قال الكاشفي :(وبداد شمارا أزهر ه خواستيد يعني آنه محتاج إليه شمابود خواسته وناخواسته بشما رزاني داشت) ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ بسؤال وبغيره.
لا تحصوها لا تطيقوا حصرها وعدها ولو إجمالاً لكثرتها وعدم نهايتها.
وفيه دليل على أن المفرد يفيد الاستغراق بالإضافة وأصل الإحصاء أن الحساب كان أذا بلغ عقداً معيناً من عقود الأعداد وضعت له حصاة ليحفظ بها ثم استؤنف العدد.
والمعنى لا توجد له غاية فتوضع له حصاة والنعم على قسمين نعمة المنافع لصحة البدن والأمن والعافية والتلذذ بالمطاعم والمشارب والملابس والمناكح والأموال والأولاد ونعمة دفع المضار من الأمراض والشدائد والفقر والبلاء، وأجل النعم استواء الخلقة وإلهام المعرفة (سلمى قدس سره فرمودكه مراد ازين نعمت حضرت
٤٢٢
يعمبر ما سلت كه سفر بزر كر وواسطه نزديكترميان حق وخلق اوست وفي نفس الأمر حصر صفات كمال وشرح أنوار جمال اواز دائره تصور وتخيل بيرون وازاندزه تأمل وتفرك افزونست)
بر ذروه معارج قدر رفيع تو
نى عقل راه يابد ونى فهم ى رد
إن الإنسان لظلوم لبليغ في الظلم يظلم النعمة باغفال شكرها أو بوضعها في غير موضعها أو يظلم نفسه بتعريضها للحرمان.
كفار شديد الكفران لها، أو ظلوم في الشدة يشكو ويجزع، كفار في النعمة يجمع ويمنع.
واللام في الإنسان للجنس ومصداق الحكم بالظلم والكفران بعض من وجد فيه من أفراده كما في الإرشاد روى أنه شكا بعض الفقراء إلى واحد من السلف فقره وأظهر شدة اهتمامه به فقال أيسرّك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم، فقال لا فقال أقطع اليدين والرجلين ولك عشرون ألف درهم فقال : لا فقال أيسرّك جعل الله أنك مجنون ولك عشرة آلاف قال : لا، فقال أما تستحيي إنك تشكو مولاك وعندك عروض بأربعين ألف.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٢٠
ودخل ابن السماك على بعض الخلفاء وفي يده كوز ماء وهو يشربه، فقال : عظني فقال لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل جميع أموالك وإلا بقيت عطشان فهل كنت تعطيه؟ قال نعم قال ولو لم تعط إلا بملكك كله فهل كنت تتركه؟ قال : نعم، فقال لا، تفرح بملك لا يساوي شربة ماء وإن نعمة على العبد في شربة ماء عند العطش أعظم من ملك الأرض كلها بل كل نفس لا يستوي بملك الأرض كلها فلو أخذ لحظة حتى انقطع الهواء عنه مات ولو حبس في بيت حمام فيه هواء حار أو في بئر فيه هواء ثقيل برطوبة الماء مات غماً ففي كل ذرة من بدنه نعم لا تحصى.
نعمت حق شمار وشكر كذار
نعتش را اكره نيست شمار
شكر باشد كليد كنج مزيد
كنج خوهى منه ز دست كليد