قال الامام الغزالي رحمه الله : معنى المحيي والمميت الموجد ولكن الوجود إذا كان هو الحياة سمى فعله إحياء وإذا كان هو الموت سمى فعله إماتة ولا خالق للموت والحياة إلا الله فمرجع هذين الاسمين إلى صفات الفعل ونحن الوارثون قيل للباقي وارث الميت لأنه يبقى بعد فنائه.
فالمعنى ونحن الباقون بعد فناء الخلق جميعاً، المالكون للملك عند انقضاء زمان الملك المجازي، الحاكمون في الكل أولاً وآخراً وليس لهم إلا التصرف الصوري والملك المجازي، وفيه تنبيه على أن المتأخر ليس بوارث للمتقدم كما يتراأى من ظاهر الحال والمكاشفون المشاهدون المعاينون يرون الأمر الآن على ما هو عليه من العدم فإن قيامة العارفين دائمة فهم سامعون الآن من الله تعالى من غير حرف ولا صوت نداء لمن الملك اليوم موقنون بأن الملكالواحد القهار في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥١
وفي التأويلات النجمية وإنا لنحن نحيي قلوب أوليائنا بأنوار جمالنا ونميت نفوسهم بسطوة نظرات جلالنا ونحن الوارثون بعدا إفناء وجودهم ليبقوا ببقائنا.
وفي المثنوى :
٤٥٤
شه آمد از حديقه وزكياه
وز سليمان كشته شه داد خواه
كاي سليمان معدلت مي كسترى
بر شياطين وآدمي زاد ورى
مشكلات هر ضعيفي از تو حل
شه باشد در ضعيفي خود مثل
داد ده مارا ارين غم كن جدا
دست كيراي دست تو دست خدا
س سليمان كفت اي انصاف وجو
داد وانصاف ازكه ميخوهى بكو
كيست آن ظالم كه ازباد بروت
ظلم كرست وخرا شيده است روت
كفت شه داده من ازدست باد
كو دودست ظلم مارا بركشاد
بانك زدآن شه كه اي باد صبا
شه افغان كرد از ظلمت بيا
هين مقابل شو توبا خصم وبكو
اسخ خصم وبكن دفع عدو
با ون بشنيد آمد تيز تيز
شه بكرفت آن زمان راه كريز
س سليمان كفت اي شه كجا
باش تابر هردورانم من قضا
كفت اي شه مرك من ازبود اوست
خود سياه اين روز من ازدوداوست
او ون آمد من كجا يابم قرار
كو بر آرد ازنهاد من دمار
همنين جوياي دركاه خدا
ون حدا آمد شود جوينده لا
كره آن وصلت بقا اندر بقاست
ليك زا اول أن بقا اندر فناست
سايهايى كه بود جوياي نور
نيست كردد ون كند نورش ظهور
عقل كي ماند و باشد سرده او
كل شيء هالك إلا وجهه
هالك آمد يش وجهش هست ونيست
هست اندر نيستى خود طرفه ايست
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥١
﴿وَلَقَدْ﴾ علمنا المستقدمين منكم استقدم بمعنى تقدم أي من تقدم منكم ولادة وموتاً يعني الأولين من زمان آدم إلى هذا الوقت ولقد علمنا المستأخرين استأخر بمعنى تأخر أي من تأخر منكم ولادة وموتاً يعني الآخرين إلى يوم القيامة أو من تقدم في الإسلام والجهاد وسبق إلى الطاعة ومن تأخر في ذلك لا يخفى علينا شيء من أحوالكم.
وإن ربك هو لا غير يحشرهم أي يجمع المتقدمين والمتأخرين يوم القيامة للجزاء، وهو القادر على ذلك والمتولى له لا غير فهو رد لمنكري البعث.
إنه حكيم بالغ الحكمة متقن في أفعاله فإنها عبارة عن العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه والإتيان بالأفعال على ما ينبغي وهي صفة من صفاته تعالى لا من صفات المخلوقين، وما يسمونه الفلاسفة الحكمة هي المعقولات وهي من نتائج العقل والعقل من صفات المخلوقين فكما لا يجوز أن يقالالعاقل لا يجوز للمخلوق الحكيم إلا بالمجاز لمن آتاه الله الحكمة كما في التأويلات النجمية عليم وسع علمه كل شيء ولعل تقديم صفة الحكمة للإيذان باقتضائها للحشر والجزاء.
وقال الامام الواحدي في أسباب النزول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت تصلى خلف النبي عليه السلام امرأة حسناء في آخر النساء فكان بعضهم يتقدم في الصف الأول ليراها وكان بعضهم في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه فنزلت.
وقيل : كانت النساء يخرجن إلى الجماعة فيقفن خلف الرجال فربما
٤٥٥


الصفحة التالية
Icon