يقول الفقير : انتزاع الغل إما أن يكون في الدنيا وذلك بتزكية النفس عن الأوصاف القبيحة وتخلية القلب عن سفساف الأخلاق وهو للكاملين وأما أن يكون في الآخرة وهو للناقصين جعلنا الله وإياكم من المتصافين إخواناً حال من الضمير في جنات.
قال الكاشفي :(در آيند ببهشت در حالتى كه برادران باشند يكديكريرا يعني درمهر بني ودوستارى) وزاد في هذه السورة أخوانا لأنها نزلت في أصحاب رسول الله عليه السلام وما سواها علم في المؤمنين.
يقول الفقير : فهم إذا كانوا إخوانا يعني على المصافاة لم يبق بينهم التحاسد لا في الدنيا على العلوم والمعارف ولا في الآخرة على درجات الجنة ومراتب القرب.
على سرر (برادران نشسته برتختها از زرمكلل بجواهر.
متقابلين رويها بيكديكر آورده اند بهشتيان قفاي يكديرك نمى بينند) قال مجاهد تدور بهم الأسرة حيث ما أرادوا فهم متقابلون في جميع أحوالهم يرى بعضهم بعضاً وذلك من نتائج مصافاتهم في الدنيا.
لا يمسهم (نميرسد ايشانرا) فيها (دربهشت) نصب (رنجى ومشقتى كه آن سراي تنعم وراحتست) أي شيء منه إذ التنكير للتقليل لا غير.
قال في الإرشاد أي تعب بأن لا يكون لهم فيها ما يوجبه من الكد في تحصيل ما لا بد لهم منه لحصول كل ما يريدونه من غير مزاولة عمل أصلاً أو بأن لا يعتريهم ذلك وإن باشروا الحركات العنيفة لكمال قوتهم وما هم منها بمخرجين أبد الآباد لأن تمام النعمة بالخلود.
وفي التأويلات النجمية لا يمسهم فيها نصب من الحسد لبعضهم على درجات بعض وأهل كل درجة مقيمون في تلك الدرجة لا خروج لهم منها إلى درجة تحتها ولا فوقها وهم راضون بذلك لأن غل الحسد منزوع منهم.
اك وصافى شو وازاه طبيعت بدر آي
كه صفايي ندهد آب تراب آلوده
وفي الحديث أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها، ولا يتمخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض في قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشياً) رواه البخاري.
قال فتح القريب أي : يسبحون الله بقدر البكرة والعشى فأوقات الجنة من الأيام والساعات تقديرات فإن ذلك إنما يجيء من اختلاف الليل والنهار وسير الشمس والقمر وليس في الجنة شيء من ذلك.
قال القرطبي : هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام لأن الجنة ليست بمحل التكليف وإنما هي محل
٤٧٢
جزاء وإنما هو عن تيسير وإلهام كما قال في الرواية الأخرى يلهمون التسبيح والتحميد والتكبير كما يلهمون النفس ووجه التشبيه أن نفس الإنسان لا بد له منه ولا كلفة عليه ولا مشقة في فعله وسر ذلك أن قلوبهم قد تنورت بمعرفته وأبصارهم قد تمتعت برؤيته وقد غمرتهم سوابغ نعمه وامتلأت أفئدتهم بمحبته ومخالته فألسنتهم ملازمة ذكره ورهينة شكره فمن أحب شيئاً أكثر ذكره.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٧١
﴿نَبِّئْ عِبَادِى﴾ (آورده اندكه روزى حضرت يغمبر ﷺ درباب بنى شيبة بمسجد الحرام در آمد جمعي از صحابه را ديدكه مى خندند فرمودكه مالي أراكم تضحكون يست كه شمارا خندان مي بينم صحابه رايحه عتابي ازين سخن استشمام نمودند وآن حضرت در كذشت وهنوز بحجره نار سيده بازكشت وكفت جبرائيل آمد ويام آوردكه رابند كان مرانا اميد سازى) نبىء عبادي أي أعلم عبادي وأخبرهم أني أي باني أنا وحدي فهو لقصر المسند على المسند إليه الغفور (من آمر زنده ام كسى راكه آمر زش طلبد) الرحيم (وبخشنده ام بركسى كه توبه كند) أي لا يستر عليهم ولا يمحو ما كان منهم لا ينعم عليهم بالجنة إلا أنا وحدي ولا يقدر على ذلك غيري.
وإن عذابي (وبآنكه عذاب من برعاصي كه ازتوبه واستغفار منحرفست) هو العذاب الأليم هو مثل أنا المذكور أي وأخبرهم بأن ليس عذابي إلا العذاب الأليم وفي توصيف ذاته بالغفران والرحمة دون التعذيب حيث لم يقل على وجه المقابلة وإني المعذب المؤلم إيذان بأنهما مما يقتضيهما الذات وأن العذاب إنما يتحقق بما يوجبه من خارج وترجيح وعد اللطف وتأكيد صفة العفو.
كره جرم من ازعدد بيش است
سبقت رحمتي ازان يش است
ه عجب كر عذاب ننمايد
بركنه يشكان ببخشايد
وفي التأويلات النجمية يشير إلى أن المختصين بعبوديته هم الأحرار عن رق عبودية ما سواه من الهوى والدنيا والعقبى وهم مظاهر صفات لطفه ورحمته والعذاب لمن يكون عبد الهوى والدنيا وما سوى الله وإنه مظهر صفات قهره وعزته.


الصفحة التالية
Icon